الحسكة مشتعلة والعراق يستغل هجوم داعش لغاياته السياسية

الحسكة مشتعلة والعراق يستغل هجوم داعش لغاياته السياسية
استغل العراق هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة بمدينة الحسكة السورية ليجعله شمّاعة لغاياته السياسة المقبلة، حين اعتبر الهدف من ذلك الهجوم زيادة الهجمات الأمنية التي أرهقت المضطهدين من الشعب العراقي أمام الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، في وقت يزداد المشهد الأمني تعقيداً في أحياء الحسكة أثناء محاولة ميليشيا قسد والتحالف الدولي احتواء الأزمة الحالية بعد هروب عناصر التنظيم من سجن المدينة.

وأصدرت الاستخبارات العسكرية العراقية كتاباً موجهاً إلى الوحدات والميليشيات العسكرية والأمنية في البلاد، مفاده أن الغرض من هجوم تنظيم داعش على سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة القرب من الحدود العراقية، كان الغرض منه تهريب خمسة آلاف من عناصر التنظيم وإرسالهم إلى العراق.

واعتبر الكتاب الاستخباراتي أيضا أن دخول السجناء "الدواعش" إلى العراق يساهم في تعزيز قوتهم العسكرية ويرفع نسبة الهجمات الأمنية على مواقع الميليشيات العسكرية، لا سيما أنها تزامنت مع هجوم التنظيم على ثكنة عسكرية في محافظة ديالى العراقية، وأعدم من خلاله 11 عنصراً بينهم ضابط.

وجاء فيه: "توفرت لدينا معلومات تعرض سجن الصناعة في محافظة الحسكة السورية لهجوم إرهابي من قبل عصابات داعش بواسطة عجلة مفخخة وأعقبها اشتباكات مسلحة وحسب مقطع الفيديو المرفق فإن نية الإرهابيين تهريب عناصرهم من السجن والبالغ عددهم حوالي خمسة آلاف معتقل إرهابي أغلبهم من القيادات الخطرة وإرسالهم إلى العراق لتعزيز صفوفهم "فيما شددت القوات الأمنية العراقية إجراءاتها على الحدود السورية عبر استقدام تعزيزات وتحركات لبعض الميليشيات المصحوبة بطائرات مسيرة لمراقبة الأجواء، بحسب قناة "روسيا اليوم".

من جهته، يرى المحلل العسكري العراقي، العقيد حاتم كريم الفلاحي، أن الكتاب الاستخباراتي من حكومة بغداد جاء ليحذر من خطر العملية في سجن الحسكة وانعكاساتها على الداخل العراقي، خاصة مع قرب مدينة الحسكة من الحدود العراقية بشكل كبير، وهي مسافة تقدر بين 30 إلى 50 كيلومتراً.

ويضيف الفلاحي: "بالتالي هم يرون أن تلك العملية قد تنعكس على الوضع الداخلي في العراق بشقيه الأمني والسياسي، بالتزامن مع هجوم جديد لداعش في مدينة ديالى أعدم من خلالها 11 عنصراً بينهم ضابط في إحدى الثكنات العسكرية، في ظل الوضع المضطرب بشكل كبير في العراق بسبب عدم القدرة على تشكيل الحكومة ومرور أربعة أشهر على إعلان نتائج الانتخابات، إلى جانب الهجمات المتكررة للتنظيم على مواقع الميليشيات العراقية في أنحاء متفرقة من البلاد.

الحسكة مشتعلة

وشهدت مدينة الحسكة تصعيداً عسكرياً لافتاً خلال الليلة الماضية، من خلال خروقات أمنية أحدثها سجناء تنظيم داعش في أهم سجون ميليشيا قسد، والذي تمثل بفرار جماعي لعناصر التنظيم بعد تفجيرات لافتة لكسر حصون السجن الأكبر في المنطقة، ليتحول المشهد لاشتباكات عنيفة بين التنظيم وميليشيا قسد بدعم طائرات التحالف الدولي لوقف الخروقات والقضاء على العناصر الفارين.

وبدأت العملية عقب استعصاء نفذه عناصر تنظيم داعش بسجن الصناعة بحي غويران وسط المدينة وترافق بتفجير ضخم لصهريج وقود في محيط السجن الذي يضم أكثر من خمسة آلاف سجين من عناصر التنظيم، وأعقب التفجير هروب مجموعة من السجناء مع حرائق ضخمة شوهدت داخل السجن وفي محيطه.

عقب ذلك، استقدمت قسد تعزيزات عسكرية كبيرة لمحيط السجن وانتشرت قواتها الخاصة (HAT) في محيطه، لمنع حالات الفرار الجماعي ومحاولة ملاحقة السجناء الفارين بمساندة طيران التحالف الدولي،

مع تواصل الاشتباكات بشكل عنيف في أحياء مدينة الحسكة من قبل ميليشيا قسد والتحالف الدولي وعناصر داعش الفارين، وسط غارات جوية ينفذها طيران التحالف على الأحياء والمواقع التي يتوقع أن يختبئ بداخلها عناصر داعش، فيما نقل مراسل أورينت نت (عبادة محمد) عن مصادر محلية أن عدد السجناء الهاربين تجاوز 100 سجين من عناصر داعش.

وبحسب مصادر محلية متطابقة فإن حصيلة الاشتباكات المستمرة منذ الليل، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين على الأقل إضافة لمقتل وإصابة عشرات من صفوف عناصر ميليشيا قسد وتنظيم داعش، في ظل حركة نزوح خفيفة للمدنيين، وخاصة من حي الزهور ذي الغالبية العربية.

‏وشملت الاشتباكات العنيفة أحياء النشوة الغربية والعزيزية والزهور وحوش الباعر وأحياء أخرى في المدينة، وترافقت بحملات مداهمات وتفتيش للمنازل من قبل ميليشيا قسد للبحث عن العناصر الفارين بمساندة طيران التحالف، رغم مزاعم متحدث قسد، فرهاد الشامي، أن الميليشيا تمكنت من إحباط عملية الهروب بشكل كامل، نافياً الأخبار المتداولة حول هروب السجناء.

ويعد سجن غويران في الحسكة، ثاني أكبر السجون التي تضم الآلاف من سجناء تنظيم داعش، ويتسم بتحصينات أمنية ضخمة ومشددة، كونه الخزان البشري لداعش في المنطقة، فيما تعد تلك العملية أكبر الخروقات الأمنية في المنطقة منذ انتهاء نفوذ داعش أواخر عام 2019.

التعليقات (2)

    كاتب خير

    ·منذ سنتين شهرين
    العصابات الشيعية و الكردية و داعش جميعها جماعات مسلحة إرهابية لا فرق بين واحدة و أخرى سوى الشيعية و الكردية ان رؤوسها وراء مجرمين إستولوا على كراسي الحكم في سوريا و العراق و الإرهابي المجرم حس_ في لبنان .إذا فلماذا يحق فقط قتل و تهجير و سرقات ممتلكات المواطنين الأصليين السنة من قبل العصابات الشيعية و الكردية المستوردة بأجندات إيرانية و صهيونية ؟

    الى كاتب خير

    ·منذ سنتين شهرين
    تخبص, مبين روحك التركمانيه القذره تاكل نفسها وستموت بحقدك, عليك اللعنه انت واردوغان ابوك
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات