وفي التفاصيل ذكر مراسل أورينت نت (زين العابدين العكيدي) أن التوترات بدأت بالحسكة عقب استعصاء نفذه عناصر تنظيم داعش بسجن الصناعة بحي غويران وسط المدينة وترافق بتفجير ضخم في محيط السجن الذي يضم أكثر من خمسة آلاف سجين من عناصر التنظيم، وأعقب التفجير هروب مجموعة من العناصر مع حرائق ضخمة شوهدت داخل السجن وفي محيطه.
عملية الاستعصاء تزامنت مع انفجار صهريج وقود ضخم بالقرب من مؤسسة سادكوب للمحروقات في حي غويران وبالقرب من سجن الصناعة، كأول تفجير من نوعه في الحي المحصن أمنياً، وتلاه أصوات إطلاق رصاص مكثف مع استنفار لقوات التحالف وقسد في المنطقة، وقالت بعض الروايات المحلية إن تنظيم داعش حاول تفجير سور السجن عبر تفجير المفخخة ليبدأ الهجوم على حراس السجن وتنفيذ الهروب الجماعي من داخله.
ووثقت عدسات الناشطين مشاهد الحريق والدخان المتصاعد من سجن الصناعة، أبرز وأهم سجون ميليشيا قسد في الحسكة، لا سيما تفجير الصهريج المفخخ الذي أحدث أضراراً واسعة في أسوار السجن وبداخله.
عقب ذلك، استقدمت قسد تعزيزات عسكرية كبيرة لمحيط السجن وانتشرت قواتها الخاصة (HAT) في محيطه، لمنع حالات الفرار الجماعي ومحاولة ملاحقة السجناء الفارين بمساندة طيران التحالف الدولي، وسط أجواء اشتباكات ليلية بين الأحياء السكنية.
وبحسب المراسل، استهدف طيران مروحي تابع للتحالف أفراداً من مجموعة داعش الفارين من سجن غويران خلال ملاحقتهم بالرشاشات المتوسطة والثقيلة، وسط معلومات عن مقتل عدد منهم خلال الملاحقة والاشتباكات، إضافة لمقتل وإصابة عدد من عناصر ميليشيا قسد.
الاشتباكات العنيفة شملت أحياء النشوة الغربية والعزيزية والزهور وحوش الباعر وأحياء أخرى في المدينة، وترافقت بحملات مداهمات وتفتيش للمنازل من قبل ميليشيا قسد للبحث عن العناصر الفارين بمساندة طيران التحالف، في حين زعم متحدث قسد، فرهاد الشامي، أن الميليشيا تمكنت من إحباط عملية الهروب بشكل كامل، نافياً الأخبار المتداولة حول هروب السجناء.
بدورها قالت القيادة الوسطى الأمريكية في تعليقها على التطورات الأمنية: إنها تراقب تلك التطورات في سجن غويران بالحسكة والذي يضم نحو خمسة آلاف معتقل من عناصر تنظيم داعش، دون التطرق للخسائر البشرية ومآل التطورات الأمنية في المدينة.
وفي السياق، ذكرت شبكات محلية منها "فرات بوست" أن مجهولون استهدفوا سيارة عسكرية لميليشيا قسد في حي الصالحية وسط الحسكة يوم أمس، وأن العملية أسفرت عن مقتل 3 وإصابة أربعة عناصر من الميليشيا، في ظل تفجيرات متكررة تطال الميليشيا في عموم مناطق سيطرتها شرق الفرات.
ويعد سجن غويران في الحسكة، أكبر وأهم السجون التي تضم آلاف من سجناء تنظيم داعش ويتسم بتحصينات أمنية ضخمة ومشددة، كونه الخزان البشري لداعش في المنطقة، فيما تعد تلك العملية أكبر الخروقات الأمنية في المنطقة منذ انتهاء نفوذ داعش أواخر عام 2019.
التعليقات (2)