وقال زيدان الذي دافع مؤخراً عن بشار الأسد بشكل شرس وجدّد التصويت له قبل أشهر في انتخاباته المزورة: "ما عدت أطيق الحياة هنا، كل ما حولي يثقل روحي"، في إشارة إلى ما تعانيه مناطق سيطرة رئيسه بشار الأسد من انهيار اقتصادي واجتماعي وانتشار الجريمة وتحويل سوريا إلى دولة ميليشيات.
أيمن زيدان وخيانة الوطن!
زيدان الذي اعتبر قبل 7 سنوات في مسرحيته "دوائر الطباشير" كل اللاجئين خوَنة لأنهم غادروا الوطن وطالب برفع صفة السوري عنهم، تابع في منشور رصدته أورينت على حسابه الشخصي في فيسبوك: "متعب أنا.. الحياة في هذا الوطن الجريح أضحت لا تطاق ..لم يعد وطناً جريحاً فقط بل امتلأت جراحه بالصديد ".
لكن زيدان وفيما بدا وكأن منشوره جس نبض أو بالون اختبار لردة فعل الميليشيات التي تسيطر على الوطن "الذي لا يطاق" بحسب اعترافه أخيراً، ترك مسافة أمان خشية غضب رئيسه بشار وميليشياته، حينما استطرد في منشوره قائلاً إنه "لم يقوَ أن ينتزع جذوره من تربة ذكرياته فظل ساكناً يتفيأ ظل السنديانة العتيقة".
واختار زيدان منذ بدء الثورة الاصطفاف إلى جانب نظام بشار الأسد ضد ثورة السوريين وحقوقهم في الحرية والكرامة والتغيير الديمقراطي.
تناقض صارخ!
وفي تناقض صارخ، أصرّ أيمن زيدان على تأييد بشار الأسد وانتخابه، رغم أنه اعترف بمنشورات عديدة قبل الانتخابات المزوَّرة الأخيرة، أن سوريا كانت تنتقل من السيّئ إلى الأسوأ في ظل هذا النظام.
فقبل 3 سنوات كتب على حسابه الشخصي: كسوري ... ربما أحتمل كل الصعاب لكنني لا أحتمل أن أكون غريباً... لا تجعلونا غرباء.. نحن من هذه الأرض التي لم تشكُ يوماً ... لا تسرقوا كبرياءنا ونحن نلهث خلف تفاصيل الغاز والكهرباء ... تذكروا أننا سوريون ... وسنظل نفخر بسوريتنا".
كما نشر اعترافاً قبيل انتخابه لبشار الأسد بأشهر قليلة فقط، بأن القمع في سوريا وصل منتهاه، فعبّر عن ذلك حينئذ بقوله: "نعيش على حواف العمر ...نرندح موالنا العتيق ..... لا شيء تبقى من تلك الأغاني سوى مرثيات لزمن لن يعود .... زمن ما عاد يليق به سوى الصمت ... ورويداً رويداً الصمت المطبق".
ورغم كل ما سبق، فإن زيدان استغل مسرحية الانتخابات المزوَّرة ليعبر عن أعلى مستويات التشبيح والتأييد لبشار الأسد، معتبراً إياه البطل والمنقذ للوطن "الذي لا يطاق" في ظل بشار الأسد قبل تجديد انتخابه وبعده.
وقال زيدان آنذاك في لقاء مع (قناة سكاي نيوز عربية): "أنا سأدعم من بقي 10 سنوات لم يغادر سوريا، لم يهرب خارج سوريا، بقي متمترساً طوال الحرب، رغم أن المسلحين وصلوا إلى أعتاب دمشق".
وأضاف: "أكيد سأدعم -بصراحة يعني- سأدعم الرئيس الدكتور بشار الأسد".
ويستمر عدد كبير من المملثين السوريين بتأييد بشار الأسد رغم قتله وتهجيره واعتقاله لملايين السوريين، (دريد لحام وشكران مرتجى وباسم ياخور ووائل رمضان وآخرين)، لكن مشاعرهم لم تهتزَّ لكل ذلك، وإنما اهتزت فقط - حسب ما تشير منشوراتهم وتصريحاتهم الإعلامية- عندما ضاقت أحوالهم الاقتصادية وفقدوا جزءاً من رفاهيتهم بفقدان الغاز والكهرباء وارتفاع أسعار السلع التموينية.
التعليقات (4)