رسالة مفتوحة لبايدن بعد عام من تسلّمه المنصب
ووجّهت المنظمات الحقوقية الموقعة على الحملة، رسالة مفتوحة إلى بايدن تطالبه بتأكيد التزام واشنطن بحماية حقوق الإنسان في سوريا بعد عام من توليه السلطة، مشيرة إلى أن السوريين حول العالم أصيبوا بخيبة أمل إزاء رد فعل إدارة بايدن تجاه الفظائع التي يستمر نظام أسد بارتكابها ضد الشعب السوري.
وأكدت الجمعيات في الرسالة أن المدنيين يقصفون من قبل ميليشيات أسد وروسيا، فيما لا يزال أكثر من 100 ألف سوري محتجزين أو مختفين بشكل تعسفي في معتقلات النظام.
وجاء في نص الرسالة الموجهة إلى بايدن "بعد ما يقرب من 11 عاماً على سحق الأسد بوحشية المتظاهرين المطالبين بالحرية والديمقراطية، لا يزال النظام يفلت من العدالة على جرائمه ضد الإنسانية. قُتل أكثر من 350 ألف مدني وفرّ 7 ملايين آخرين من البلاد، لكن في العام الماضي تحركت الدول العربية - بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون - لاستعادة العلاقات مع النظام".
وأضافت "مع كل خطوة باتجاه التطبيع مع نظام أسد، يترسخ بؤس الشعب السوري، ويتضاءل الأمل في مستقبل سلمي وديمقراطي لسوريا.. إن الجرائم المستمرة ضد الإنسانية في سوريا والمخاطر المتزايدة التي يتعرض لها ملايين اللاجئين السوريين تتطلب تحركاً ملموساً من الولايات المتحدة".
ودعت المنظمات الحقوقية بايدن القيام بـ5 خطوات من شأنها إثبات مدى التزام إدارته بحماية حقوق الإنسان في سوريا وأن يكون ملف تحقيق العدالة للسوريين في صميم السياسة الخارجية لأمريكا. وتمثلت الخطوات الـ5 أولاً في تعيين مبعوث إلى سوريا مكلف بمتابعة حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وثانياً: تصعيد التداعيات الاقتصادية والسياسية على الممولين العرب والأوروبيين والروس لانتهاكات النظام لحقوق الإنسان وثني جميع الدول عن تطبيع العلاقات مع نظام الأسد. وثالثاً: التأكيد على حماية حياة المدنيين المعرضين للخطر في جميع أنحاء سوريا وتأمين تجديد وتوسيع المساعدات الحيوية العابرة للحدود عام 2022، وتحدي روسيا والنظام السوري على كل التصعيد في الهجمات في شمال غرب سوريا. ورابعاً: منح إدارة بايدن الدعم الكامل للمنظمات التي تعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والمجازر الجماعية، والدفع على أعلى المستويات من أجل المساءلة ضد نظام أسد وغيره من منتهكي حقوق الإنسان. خامساً: استثمار رأس المال السياسي المتجدد في قيادة قرار مجلس الأمن الدولي بشأن المعتقلين والمفقودين في سوريا ، للإفراج عن جميع المعتقلين ووضع حد للاستخدام الممنهج للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب من قبل النظام. ودعم الجهود طويلة المدى لتحقيق العدالة الشاملة لضحايا الاحتجاز. ومن أبرز المنظمات والجمعيات الحقوقية والإنسانية الموقعة على الرسالة: أميركيون من أجل سوريا حرة، رابطة عائلات قيصر، أمريكيون من أجل سوريا حرة، المنتدى السوري، المركز السوري للعدالة والمساءلة، الخوذ البيضاء، الشبكة السورية لحقوق الإنسان. يأتي ذلك بعد أيام قليلة من إصدار محكمة كوبلنز الألمانية حكماً بالسجن المؤبد على ضابط مخابرات أسد المنشق أنور رسلان، فيما تواصل محكمة فرانكفورت الألمانية، جلسات محاكمة "طبيب التعذيب" لدى استخبارات نظام أسد، علاء الموسى، وذلك بتهم تتعلقّ بارتكابه أعمال تعذيب وتصفية ضد المتظاهرين المعتقلين في سجون النظام بمدينة حمص. فيما حذّر العديد من النشطاء والسياسيين من أن تخاذل إدارة بايدن عن دعم ملف حقوق الإنسان في سوريا وتقديمها تسهيلات من شأنها أن تساعد النظام في حربه ضد السوريين، كان آخرها خط الغاز العربي إلى لبنان عبر سوريا، الذي سيقوي شوكة النظام وحلفائه الروس والإيرانيين على حساب تحقيق العدالة للسوريين.
التعليقات (4)