كيف بررت روسيا تسيير دورياتها العسكرية في ميناء اللاذقية؟

كيف بررت روسيا تسيير دورياتها العسكرية في ميناء اللاذقية؟
زعم الاحتلال الروسي أن تسيير دورياته العسكرية في ميناء اللاذقية بالساحل السوري كان لحماية المنطقة من هجمات متوقعة من الشمال السوري الخاضع لسيطرة الفصائل السورية، رغم أن تلك الدوريات كانت بهدف وقف الغارات الإسرائيلية المتكررة على الميناء وغير مرتبطة بالمبررات الروسية المنفصلة عن الواقع الميداني.

وقال رئيس ما يسمى (المركز الروسي للمصالحة في سوريا) أوليغ جورافلوف، في تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية يوم أمس، إن "الإرهابيين الناشطين في منطقة وقف التصعيد في إدلب يخططون لهجمات إرهابية في طرطوس واللاذقية".

وأضاف المسؤول الروسي: "بناء على طلب السلطات السورية، نظمت قيادة قاعدة حميميم الجوية الروسية دوريات على مدار الساعة في الميناء والأراضي المجاورة لمدينة اللاذقية"، زاعما أن "تحركات القوات الأمنية تدار من الجو بطائرات دون طيار تابعة للقوات الجوية الروسية".

المبررات الروسية أثارت سخرية واسعة وفق مراقبين ومحللين، كونها منفصلة عن الواقع الميداني والعسكري حين حاولت موسكو ربط تسيير دورياتها العسكرية مع ميليشيا أسد بمحيط ميناء اللاذقية بهجمات متوقعة من جهة إدلب، بينما كانت الهجمات الإسرائيلية على الميناء السبب الرئيسي في تسيير تلك الدوريات.

وكان موقع Rus Vesna الروسي، نشر يوم أمس صور مجموعة لرتل من الجنود والآليات العسكرية التي ترفع العلم الروسي تنتشر في محيط مرفأ اللاذقية، الذي كان قد تعرض لقصف إسرائيلي للمرة الثانية منذ عام ٢٠٢١ قبل ثلاثة أسابيع، وأدى لدمار غير مسبوق في محتوياته.

وحسب محللين عسكريين، فإن هذه القوات التابعة للشرطة العسكرية الروسية، تم نشرها بعد الاتفاق مع نظام أسد والحكومة الإسرائيلية والنظام الإيراني، كحل مؤقت لمنع تكرار الهجمات الإسرائيلية على المرفأ.

وفور انتشار الصور، شن مؤيدون للنظام هجوماً واسعاً على روسيا واتهموها بتعمد تسهيل مهمة الإسرائيليين بقصف المرفأ طمعاً بالسيطرة عليه، منددين بما وصفوه "مطامع" موسكو وتخاذل نظام أسد حيال ذلك، خاصة وأن مرفأ اللاذقية استخدم في الأعوام الماضية كقاعدة انطلاق لشحنات المخدرات الإيرانية المصنعة في سوريا، بينما لم يعرف عدد المرات التي استخدمت فيها طهران الميناء لتهريب السلاح.

ورجح المحلل العسكري مالك الكردي أن دخول الجيش الروسي إلى مرفأ اللاذقية لم يكن ليتم لولا توافق مع الدول الأخرى، بشرط منع إيران من استخدام المرفأ لأغراض عسكرية، وقال في تصريح لـ"أورينت نت": أعتقد أن دخول القوات الروسية، جاء بعد توافق روسي مع الأمريكان والإسرائيليين، على السماح بإعادة تشغيل ميناء اللاذقية الذي أغلق بعد الضربة الإسرائيلية الثانية نهاية العام الماضي، وذلك شريطة إخراج الحرس الثوري الإيراني منه.

وتحاول روسيا التستّر على مشاريعها الاستعمارية ومطامعها الاستراتيجية في مناطق سيطرة نظام أسد، إلى جانب استغلالها التناقضات الإقليمية ولاسيما العداء الإيراني الإسرائيلي، لتوسيع نفوذها واستيلائها على المرافق الحيوية والنفطية في سوريا تحت غطاء "محاربة الإرهاب" في المناطق الخارجة عن سيطرة حليفها أسد في إدلب وريف حلب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات