اقتصاد إيران على فراش الموت
وقال الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في جامعة خرازمي الإيرانية (وحيد شاغاغي شهري) في تصريحات لموقع (خبر أونلاين)، إن "الاقتصاد الإيراني المنهك والذي بات على فراش الموت يحتاج وفق الإحصائيات والتقارير الأخيرة لاستثمارات تبلغ نحو 400 مليار دولار من أجل البقاء على قيد الحياة، مشيراً إلى أن كميات النفط الذي باعته إيران خلال الخمسين عاماً الماضية، بلغ نحو 2 تريليون برميل، إلا أنه ومع ذلك فإن النمو الاقتصادي ما يزال ضعيفاً جداً.
وبخصوص محادثات فيينا وعلاقات إيران بالدول الأخرى ودور محادثات فيينا في إنقاذ الاقتصاد، أكد (شهري) أن إيران وإضافة لكونها تواجه العديد من العقوبات والقيود الدولية، هناك مشكلة في (جودة الحكم الداخلي)، وهو ما ينعكس سلباً على الاقتصاد حتى وإن نجحت محادثات فيينا 5+1 بخصوص ملف إيران النووي.
أزمات متعددة ومعدل نمو بنسبة صفر
وأشار (شهري) إلى أن الأزمات المتعددة التي مرت بها إيران عبر تاريخها، شكلت بحد ذاتها عاملاً كبيراً في منع النمو الاقتصادي وعرقلته، والمشكلة أن غالبية تلك العراقيل تنتج أو تتم من قبل نظام الحكم في البلاد، فكل الأزمات كانت عبارة عن مفرزات قرارات خاطئة".
بحسب التقارير والدراسات حول الاقتصاد الإيراني، تبيّن أنه ومنذ العقوبات الأمريكية والدولية التي تم فرضها على إيران في أيلول 2010 وحتى العام 2020، كان متوسط معدل النمو الاقتصادي (صفر)، المهم هو أنه بعد عقد من الأزمة الاقتصادية ، تحتاج إيران إلى اتخاذ إجراءات خاصة لإنقاذ الاقتصاد من الإرهاق والتراجع".
400 مليار دولار
وعن الاستثمارات المطلوبة، أكد (شهري) أن إيران بحاجة إلى استثمارات بقيمة 400 مليار دولار في العقد الحالي، منها 130 مليار دولار فقط للحفاظ على إنتاجها من الوقود الأحفوري، مشيراً إلى أن تصريحات وزير النفط جواد أوجي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حول أن المبلغ المطلوب لتنشيط قطاع النفط والغاز الطبيعي هو 160 مليار دولار فقط لا يلامس الواقع.
وتابع: "لأول مرة في تاريخ إيران الحديث، تجاوز انخفاض قيمة البنية التحتية معدل الاستثمارات، وبينما وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها مؤخرًا عند 80 دولاراً للبرميل ، فشلت إيران في حل القضية النووية ورفع العقوبات فأضاعت فرصة كبيرة جداً".
القلق من الجمهوريين الأمريكيين
ودعا (شهري) في حديثه النظام الإيراني لتلافي الوقت المهدور والتوصل إلى حل بخصوص رفع العقوبات قبل حلول تشرين الثاني/نوفمبر المقبل قائلاً: "الجمهوريون سيحققون مكاسب في انتخابات الكونغرس الأمريكي في تشرين الثاني (نوفمبر) وسيبدؤون في (فعل أشياء شقية) ضد إيران ، لذا من الأفضل عقد صفقة بشأن الملف النووي الآن، إضافة لحل أزمة (الفاتف) التي وضعت إيران على اللوائح السوداء من قبل الهيئة الرقابية الدولية.
قد تكون إيران بلا مورد نهائياً
واختتم (شهري) حديثه بالقول: "سنواجه ثلاث سنوات صعبة قادمة لأن خزائن الحكومة فارغة، وهناك أزمة في دفع معاشات لملايين الموظفين الحكوميين المتقاعدين، علاوة على ذلك فإن عصر الاعتماد العالمي الكبير على النفط يقترب من نهايته ويمكن أن تواجه إيران حالة من البقاء بدون مصدر دخلها الرئيسي.
التعليقات (3)