فمن تكون "الحاج" التي حزن على موتها رئيس نظام أسد، والذي كَلّف سفيره في بيروت علي عبد الكريم خصيصاً لتقديم واجب العزاء، واصفا مواقفها "بالوطنية الرائدة والمدافعة عن سوريا في مواجهة الفكر التكفيري والحرب الكونية الإرهابية".
شُهرة إعلامية على رُفات "رفيق الحريري"
بدأ نجم (سمر الحاج) بالسطوع تدريجياً خلال عام 2005، حين تم اعتقال زوجها (اللواء علي الحاج) - مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني سابقاً، على خلفية اتهامه بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري إلى جانب ثلاثة ضباط لبنانيين آخرين. وكان يوصف زوجها السني بالمُخبر السوري المزروع الى جانب الحريري.
وبسبب عملها آنذاك في تلفزيون لبنان، فقد كانت كثيرة المداخلات الإعلامية والإطلالات التلفزيونية بما يخصّ قضية اعتقال زوجها، إضافة الى الأهمية الكبيرة لقضية بحجم اغتيال رئيس وزراء، اجتمعت تلك الأسباب لتجعل من سمر الحاج الوجه الإعلامي الأبرز والأكثر شهرة في لبنان بين العامين 2005و2009.
إعلامية وناشطة سياسية مدافعة عن نظام أسد
مع بداية الثورة السورية عام 2011، بدأ إعلام أسد باستضافة الحاج كناشطة سياسية، إضافة إلى ظهورها الدائم على إعلام محور إيران كإعلامية وناشطة سياسية، حيث حملت "الحاج" مهمة مساعدة أبواق النظام في ترويج دعاية نظام أسد في حربه ضد الشعب السوري، حيث هاجمت الحاج المتظاهرين باستمرار، ووصفتهم بالعُملاء والمأجورين، وكذلك هاجمت دول الخليج والدول العربية التي وقفت إلى جانب ثورة الشعب السوري.
ومع دخول الثورة السورية العام 2013، حيث اشتداد وتيرة المعارك، وازدادت الآلة العسكرية لنظام أسد في حصد المزيد من أرواح السوريين، عادت الحاج للظهور مجدداً، واصفة حرب بشار أسد ضد الشعب السوري "حرب على تنظيم القاعدة والإرهابيين" مُحذّرةً اللبنانيين من خطر دخولهم نحو لبنان، لتحمّل كلماتها التحذيرية تلك بداية مهمة جديدة على عاتِقها وهي تشريع وجود ميليشيا حزب الله في سوريا، الذي أعلن رسمياً عام 2013 دخوله الحرب إلى جانب نظام أسد ضد الثورة السورية.
شرعنة جرائم ميليشيا حزب الله في سوريا
وفي نيسان/2013، حين أعلن زعيم ميلشيا حزب الله الإيراني رسمياً دخول الحرب إلى جانب نظام أسد، وبدأ معركته الرسمية المُعلّنة ضد أهالي القصير في ريف حمص. وهنا تَولَّت الحاج خلال ظهورها المتكرر على إعلام محور إيران، مسؤولية شرعنة وجود ميليشيا حزب الله في سوريا، ضد جميع الأصوات السياسية اللبنانية، التي طالبت الميليشيا وزعيمها بعدم زج لبنان بالحرب في سوريا، حيث قالت الحاج على قناة المنار "، إن "وجود حزب الله في سوريا هو لمنع دخول تنظيم القاعدة والتكفيريين إلى لبنان".
ومع توسع دائرة معارك حزب الله نحو ريف دمشق والقلمون، ازدادت شراسة الحاج في دفاعها عن وجود ميليشيا حزب الله الغارقة في الجريمة بحق أهالي القلمون، حيث أنكرت ارتكاب تلك الجرائم من قبل الميليشيا، وألصقتها بالضحايا، حتى وصل بها الحال إلى الظهور وهي تجهز الطعام لمقاتلي حزب الله في جرود القلمون، من داخل المطبخ الخاص للميليشيا في “مجمع سيد الشهداء “في لبنان.
تحريض على اقتحام مخيم عرسال
مع قرب انتهاء مهمة عناصر داعش في جرود القلمون، ثم تسهيل نظام أسد وميليشيا حزب الله فيما بعد دخولهم إلى جرود عرسال، عملت الحاج على تحريض الجيش اللبناني لدخول مخيمات السوريين في بلدة عرسال اللبنانية، للقضاء على من تبقى من معارضين لنظام أسد، بحجة هروب عناصر تنظيم داعش إلى داخل المخيم، وشكلت مقابلة الصحفية اللبنانية على قناة الميادين 8/ 2014 خلال برنامج آخر عرض، أحد أبرز شواهد تحريضها على السوريين هناك، الأمر الذي انتهى باقتحام الجيش اللبناني المخيم عدة مرات، سقط على إثرها قتلى وجرحى من اللاجئين، إضافةً لاعتقال وتغييب العشرات في السجون اللبنانية، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ثم انتهى الأمر بمسرحية هزلية نفذها نظام أسد وميليشيا حزب الله عام 2017 مع تنظيم داعش، أفضت إلى نقل عناصر التنظيم "الإرهابي" إلى بادية محافظة السويداء.
وتوفيت سمر الحاج في 13 كانون الثاني /2022، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان حسب إعلام لبنان الرسمي. وهي سمر عبد الهادي شلق من مواليد رأس نحاش/لبنان 1959م، متزوجة من اللواء علي الحاج ولهُ منها صلاح وشوقي الحاج.
حصلت الحاج على بكالوريوس وماجستير من كلية الإعلام اللبنانية قسم الصحافة، وبدأت العمل الصحفي عام 1987 واستمرت حتى عام 2010.
التعليقات (5)