وفي مقال له على موقع "stratfor" الأمريكي (أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات) قال الكاتب والباحث ريان بوهل: إن إعادة تأهيل نظام أسد ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة، حيث بدأت العديد من الدول العربية في إحياء علاقاتها مع النظام بعد نحو عقد من الحرب المستمرة في سوريا بهدف إخراجه من حالة العزلة التي يعيشها.
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن نظام أسد اتبع أسلوباً قمعياً ومخابراتياً مختلفاً لإجهاض الربيع العربي بعكس ما حدث في تونس ومصر، كما قامت حكومته باستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين لتثبيت حكمه الاستبدادي والمخابراتي في البلاد، وذلك بالاستعانة بالقوات الروسية والإيرانية في منظر يوحي لدول المنطقة بأن استعمال النهج المتشدد والقوة الوحشية هو السبيل الأمثل للفوز.
ولفت إلى أن كلفة ما تسبب به نظام أسد من دمار وخراب في البلاد تبلغ نحو 500 مليار دولار أي (أكثر من 8 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد قبل الحرب والبالغ 60 مليار دولار في عام 2010)، مضيفاً أن هذا النظام سيحتاج إلى كميات هائلة من المساعدات لإعادة بناء الدولة الأمر الذي تعوقه العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على سوريا.
واشنطن تغض الطرف عن التطبيع مع نظام أسد
وأوضح "بوهل" أن تطبيع بعض الدول العربية مع النظام تم تحت أنظار الولايات المتحدة التي تركز في المقام الأول على وجودها في شمال شرق سوريا والتهديدات الأمنية هناك.
وأكد أن عدم إشارة واشنطن أو تلويحها بعقوبات للدول التي تحاول التطبيع من نظام أسد يشكل استثناء في استراتيجيتها لعزل سوريا، إلى جانب سعي الولايات المتحدة إلى إعادة تشغيل خط الغاز العربي الذي تم إغلاقه منذ فترة طويلة، والذي يمتد من مدينة العريش المصرية إلى مدينة حمص بحسب "بوهل".
واعتبر بوهل أن ممارسات أسد ضد شعبه قد تشجع الميليشيات المدعومة من إيران في العراق للتمسك بالتكتيكات العنيفة التي استخدمها ذلك النظام لفض الاحتجاجات الموجهة ضدهم، إضافة إلى أن هذه الميليشيات قد تلجأ إلى التطهير العرقي بعد رؤية ما حققه “الأسد” في استخدام مثل هذه التكتيكات للحفاظ على سيطرته في سوريا.
التعليقات (2)