مصادر أمنية تكشف هوية الانتحاريين المسؤولين عن تفجيرات ريف حلب الأخيرة

مصادر أمنية تكشف هوية الانتحاريين المسؤولين عن تفجيرات ريف حلب الأخيرة
حصلت "أورينت نت" على معلومات خاصة حول نتائج التحقيق التي أجراها جهاز الأمن لغرفة عمليات القيادة الموحدة "عزم" فيما يتعلق بالتفجيرات التي ضربت ريف حلب يوم الخميس.

ورغم عدم تبني أي جهة لهذه الهجمات التي وقعت، إلا أن أصابع الاتهام توجهت إلى تنظيم داعش، خاصة أن اثنين من التفجيرات الثلاثة كانت انتحارية، الأمر الذي نفته مصادر أورينت.

وكانت سلسلة انفجارات قد وقعت في أربع مدن خاضعة لسيطرة الجيش الوطني، ثلاثة منها في ريف حلب، والرابع في ريف الحسكة.

الحادث الأول وقع في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، حيث انفجرت سيارة مزودة بعبوة ناسفة قرب مبنى المواصلات في الحي الشمالي من المدينة، بينما تمكنت قوات الشرطة والأمن العام من تفكيك عبوة ناسفة قبل انفجارها، كانت مزروعة بالقرب من جامع الجندي وسط المدينة.

تبع ذلك انفجار في "الكراج" الرئيسي وسط مدينة الباب، شمال شرق حلب، وهو الانفجار الأول الذي نفذه انتحاري، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة عدد آخر، بالإضافة لمقتل منفذ الهجوم.

الانفجار الثالث وقع بالقرب من أمنية الفيلق الثالث، وسط مدينة عفرين شمال حلب، ونفذه انتحاري أيضاَ، ما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين.

وفي حي المحطة وسط مدينة رأس العين، بريف محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، انفجرت قنبلة يدوية دون أن تسفر عن وقوع ضحايا.

وعقب الكشف عن أن اثنتين من الهجمات نفذها انتحاريان، توجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش، وهو الأمر الذي لم يستبعده مسؤولون بالجيش الوطني في البداية، لكن التحقيقات التي أجراها المكتب الأمني التابع لغرفة عمليات "عزم" كشف عن أن المنفذين هما جزء من خلية تتبع لذراع حزب العمال الكردستاني PPK.

المصدر أكد لـ"أورينت نت" أن التحريات كشفت عن أن الشخصين الذين تم تنفيذ التفجيرين من خلالهما لم يكونا انتحاريين، وكانت مهمتهما تقتصر على وضع المواد المتفجرة في المكان المتفق عليه مع قائد الخلية، الذي بات واضحاً أنه قام بتفجير حاملي هذه المواد دون علمهما.

وأضاف: بعد مشاهدة صور وفيديوهات الانفجاريين، ومع مطابقتهما بصور المشتبهين المحتملين، تبين أن كلاهما دخلا إلى مناطق الجيش الوطني قبل أيام فقط، وخضعا للتحقيق الاعتيادي دون أن يثبت عليهما ما يستدعي استمرار توقيفهما، مع إبقائهما تحت المراقبة.

وتابع المصدر: خلال عمليات المراقبة الروتينية تم تسجيل لقاءات بين هذين الشخصين مع شخص آخر جرى اعتقاله فور وقوع الهجمات، وخلال التحقيق الذي ما زال جارياً معه اعترف بأنهم جزء من خلية تتبع لقيادة "قسد" ويقودها شخص رابع ما زال البحث جارياً عنه.

وحسب المصدر، فإن الشخص الموقوف حالياً أكد عدم علم أعضاء الخلية بأن التنفيذ سيكون بشكل انتحاري، وأن زميليه كانا مكلفين بوضع أدوات التفجير في الأماكن المخصصة لها والمغادرة، مقابل الحصول على مبلغ مادي، وأنه كان يمكن أن يكون ضحية أخرى.

المصدر كشف عدم دقة المعلومات التي تحدثت عن تنفيذ التفجير الذي وقع في مدينة الباب من خلال سيارة ملغمة، مشيراً إلى أن المنفذ كان يرتدي سترة محشوة بمادة السي-فور، انفجرت به لحظة اقترابه من المكان الذي كان يفترض أن يسلمها فيه لشخص آخر ويغادر، حسب المعلومات التي أدلى بها عضو الخلية المعتقل.

لماذا اعتمدوا أسلوب داعش؟

أما التفجير الثاني الذي قتل فيه منفذه ووقع بمدينة عفرين، فقد حصل عن طريق حازم ناسف كان يفترض وضعه عند مدخل أمنية الفيلق الثالث في غرفة عمليات "عزم".

 "وإلى جانب الهدف الرئيسي الذي كان يتمثل في ضرب حالة الاستقرار الأمني التي شهدتها مناطق سيطرة الجيش الوطني خلال الأشهر الأخيرة الماضية"، يرى المصدر أن "إخراج العمليات بهذا الشكل كانت الغاية منه توجيه الشكوك إلى تنظيم داعش".

ويضيف: من الواضح أن المسؤول عن هذه الخلية كانت لديه تعليمات بالتخلص من المنفذين تجنباً لاعتقالهم بعد ذلك، خاصة وأن جميع الطرق والمحاور الرئيسية باتت مزودة بأجهزة مراقبة حديثة مرتبطة بغرفة عمليات وتوجيه مركزية تقلل من الوقت الذي يتطلبه التحرك والقبض على المنفذين، الذين لم يكن بالإمكان أيضاً تنفيذ هذه العمليات دونهم، بعد أن جرى توقيفهم والاحتفاظ ببياناتهم لدى دخولهم مناطق الجيش الوطني".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات