السلطات تحتجز المئات منهم.. مهاجرون سوريون يروون معاناتهم في سجون ليبيا

السلطات تحتجز المئات منهم.. مهاجرون سوريون يروون معاناتهم في سجون ليبيا
لا يزال مئات المهاجرين السوريين الذين تقطّعت بهم السبُل في ليبيا وهم في طريقهم إلى أوروبا، يعانون صنوف العذاب، ولا سيما أن أغلبهم قد ألقي القبض عليه وأُودع السجن في العاصمة طرابلس.  

ففي تقرير جديد أكد موقع "بيننا" الإخباري أن السلطات الليبية احتجزت 800 سوري في الأشهر الأربعة الأخيرة ووضعتهم في سجون طرابلس، وذلك بعد أن اعتقلتهم أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

وأورد الموقع عن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" قوله: إن خفر السواحل الليبي ألقى القبض على مئات السوريين خلال محاولتهم الهجرة انطلاقاً من الشواطئ الليبية، فيما تم احتجازهم في أربعة سجون في العاصمة طرابلس هي: (سجن الزاوية – سجن أبو سليم – سجن عين زارة – سجن غوطة الشعال). 

وبيّن أن الكثير من الشبان السوريين غادروا بلادهم منذ مطلع العام الحالي هرباً من التجنيد الإجباري لدى نظام أسد، كما قاموا ببيع أشيائهم الثمينة في سوريا للحصول على الأموال ودفعها للمهرّبين في ليبيا، الذين نقلوهم بدورهم إلى إيطاليا ومالطا بواسطة القوارب عبر البحر المتوسط، غير أن رحلاتهم لم تكتمل في أغلبها.

سجن غوطة الشعال

وأردف الموقع شهادات لعائلات بعض الشباب السوريين المسجونين، فبحسب "أبوعدنان" أحد سكان مدينة نوى بمحافظة درعا، فإنه قد باع أطناناً من الحطب ليتمكن من دفع  مبلغ مالي كبير لمسؤولين في سجن "غوطة الشعال" غرب طرابلس وإخراج ولده "أحمد" البالغ من العمر 17 عاما، والذي أُلقي القبض عليه من قبل خفر السواحل الليبي في البحر المتوسط في الحادي والثلاثين من شهر تموز الماضي.

وأوضح أبو عدنان (55 عاماً) أن ولده غادر عبر مطار دمشق الدولي متوجهاً إلى طرابلس في شهر أيار الماضي بهدف الهجرة لأوروبا.

سجن الزاوية

أما (وليد) وهو شاب سوري (24 عاماً) فقد تم إلقاء القبض عليه وهو بمنتصف البحر خلال محاولته العبور باتجاه إيطاليا بواسطة قارب مع 105 أشخاص آخرين، حيث تم اصطحابهم إلى ميناء طرابلس ثم إلى سجن الزاوية في شهر تموز الماضي.

ولفت الشاب إلى أنهم عندما كانوا قرب السواحل الإيطالية فوجئوا بباخرة تتجه نحو قاربهم، ثم قامت بإنزال قارب صغير يحمل ستة مسلّحين وطاردوهم وأطلقوا النار على محرِّك قاربهم لتعطيله ثم نقلوهم إلى الباخرة التي تحوي قرابة 600 مهاجر آخر من جنسيات مختلفة، وصادروا أموالهم وجوالاتهم وجوازات سفرهم ورموا بعضها في البحر ثم نقلوهم إلى سجون طرابلس.

مراكز احتجاز إيطالية

ونقل موقع (بيننا) عن الباحثة في مؤسسة “بور كاوسا” آنا غونثاليث بارامو قولها: إن إيطاليا تقوم بمساعدة خفر السواحل الليبي على اعتراض قوارب الهجرة في البحر المتوسط، وتعتقل المهاجرين بشكل غير قانوني في مراكز احتجاز غير خاضعة للمراقبة، حيث يتعرّضون لسوء المعاملة والاغتصاب والسُّخرة.

ولفتت الباحثة إلى أن وكالة الحدود والسواحل الأوروبية "فرونتكس" هي جزء من هذه الآلية، حيث ترسل معلومات عن مواقع السفن في البحر الأبيض المتوسط إلى خفر السواحل الليبي، الذي بقوم بمداهمة القوارب وإعادة المهاجرين إلى مراكز الاحتجاز في العاصمة طرابلس.

ظروف صعبة داخل السجن 

وكان المرصد الأورومتوسطي أكد في وقت سابق أن المحتجزين يعيشون ظروفاً إنسانية غايةً في السوء، كما إنّهم يتعرّضون لانتهاكات تمسّ سلامتهم وكرامتهم، تشمل الضرب والإهانة وإيداعهم في مراكز الاحتجاز التي تفتقر لأدنى المتطلبات الإنسانية.

وبحسب الشاب السوري وليد فإنه يتم تقديم وجبة وحيدة لهم في السجن عبارة عن طبق من الأرز غير صالح للأكل، كما إن هذه السجون عبارة عن هنغارات مبنية من البلوك ومغطاة بالحديد المصفَّح، ما يزيد من حرارة المكان ويسبب أمراضاً للسجناء، دون وجود أي رعاية صحية، ما تسبَّب في حدوث وفيات.

يُذكر أن منظمة العفو الدولية اتهمت في تقرير لها دولاً أوروبية بالتواطؤ في مساعدة  خفر السواحل الليبي لاعتراض المهاجرين في البحر واحتجازهم في ليبيا، موضحة أنهم على علم بما سيعاني منه المهاجرون هناك، داعيةً في الوقت نفسه أوروبا إلى إنهاء التعاون مع ليبيا حول كل ما يتعلق بمجال الهجرة ومراقبة الحدود.

التعليقات (1)

    SOMEONE

    ·منذ سنتين شهرين
    احتجاز هؤلاء المهاجرين لغرض واحد هو إبتزازهم أو إبتزاز أهاليهم لإطلاق سراحهم مقابل مبالغ مادية كبيرة جداً.يحصل هذا و منذ زمن القذافي لكنه الآن أصبح أكثر تعقيداً و يوفر الملايين لعصابات التهريب المتعاونة مع السلطات التي تتقاسم معها الغنائم!!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات