الشمال السوري.. 3 سوريات يقهرن ظروف الحرب والنزوح ويصنعن قصص نجاحهن الخاص

الشمال السوري.. 3 سوريات يقهرن ظروف الحرب والنزوح ويصنعن قصص نجاحهن الخاص
دفعت ظروف الحرب القائمة في سوريا وما رافقها من بطالة وقلة فرص العمل ووضع معيشي صعب، النساء المعيلات في إدلب وريفها للقيام بافتتاح مشاريع صغيرة في مجالات الصناعات البسيطة التي لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، وتكون في معظمها مشاريع ذاتية تعتمد على جهد العاملات وحرفيتهن.

وبحسب الباحثة الاجتماعية "سمية الديري" التي تشجع على عمل المرأة وتمكينها مهنياً واقتصادياً، فإنها ترى ضرورة دعم هذه المشاريع الصغيرة كونها تؤهل النساء في أن يكنّ أعضاء فاعلات في المجتمع، وأن يكون هذا الدعم بالمال والتدريب وتنظيم عمل النساء، إضافة لتأمين المواد الأولية لمشاريعهن حتى يبلغن درجة النجاح والاستقلال المادي.

وتابعت "أورينت نت" ثلاثة مشاريع صغيرة ناجحة قامت بها نساء اعتمدن على أنفسهن وإمكانياتهن البسيطة لتحقيق وافتتاح أعمالهن الخاصة، التي عادت عليهن بالفائدة وأغنتهن عن السؤال وهنّ..

منال الشيخ علي

لم تتوقع الأرملة الثلاثينية "منال الشيخ علي" أن ينجح مشروعها الصغير الذي بدأته بعد أن تعلمت مهنة صناعة الإكسسوارات، واستطاعت العمل والاعتماد على نفسها في إعالة أطفالها الستة بعد استشهاد زوجها في الحرب. 

وفي تصريح لها لـ "أورينت نت" قالت منال: إنها عانت ظروفاً صعبة للغاية بعد وفاة زوجها ونزوحها من مدينتها خان شيخون إلى مخيم عشوائي على أطراف مدينة سرمدا، ولم يكن لديها أي مصدر دخل تعيل به أطفالها سوى سلة غذائية شهرية من إحدى المنظمات الإغاثية، والتي لا تسد الرمق بحسب تعبيرها.

وأضافت أنها بعد غياب معيلها وجب عليها السعي لتحصيل لقمة العيش ونفقات الأولاد، فقررت تعلم مهنة تحقق لها دخلاً يغنيها عن الآخرين، فالتحقت بإحدى مراكز تمكين المرأة في سرمدا وخضعت لدورة مدتها ستة أشهر في صناعة الإكسسوارات، وخلال هذه المدة استطاعت الإلمام بنواحي المهنة ومهاراتها ثم أقدمت على افتتاح مشروعها الخاص كونه لا يحتاج لرأس مال كبير، وخصصت خيمة بجانب خيمتها اتخذتها مكاناً لمشروعها الجديد. 

وأشارت "منال" إلى أنها دربت ثماني نساء من جاراتها على المهنة، حيث  رحن يزاولنها بكل مهارة وإتقان، ويبعن ما ينتجنه من الإكسسوارات لتجار الجملة في المدينة ثم يتقاسمن الأرباح فيما بينهن، لافتة إلى أنها سعيدة بعملها الذي أمّن مصدر دخل ومعيشة أفضل لها ولعائلتها من جهة، ولأنها استطاعت توفير بعض فرص العمل لنساء أخريات تقطعت بهن السبل في هذه الظروف الصعبة من جهة أخرى.

أمينة الموسى

أما "أمينة الموسى" من مدينة كفرنبل وهي أم لأربعة أولاد، فحينما تعرض زوجها لإصابة حربية منعته من العمل منذ أكثر من ثلاث سنوات، استفادت من خبرتها السابقة في كبس التين المجفف وتغليفه، وأنشأت ورشة صغيرة لكبس التين بمساعدة عشر نساء من الأرامل والمعيلات، اللواتي وجدن في الورشة ضالتهن ومصدر رزق يغنيهن عن الحاجة والسؤال.

وبدأت "الموسى" مشروعها في بداية العام 2021 في مدينة إدلب برأس مال بسيط، وبات بعض التجار يتوافدون إليها لكبس محاصيلهم وتحضيرها للبيع والتصدير، فتقوم السيدة "أمينة" مع باقي النسوة بتخزين التين وتعقيمه بشكل يحمي المنتج من الرطوبة والحشرات حتى يحل فصل الشتاء، وذلك لصعوبة معالجته في درجات الحرارة المرتفعة بحسب قولها.

وعن آلية العمل في الورشة تشرح الموسى في تصريح لأورينت نت أنها تقوم مع باقي النساء بفرز الثمار حسب الجودة والحجم والنوع، لتبدأ بعدها مرحلة الغسيل والتبييض في أحواض من الماء مضاف إليها مواد مبيضة لإزالة الشوائب والأوساخ، ثم تعرض التين بعدها للهواء الطلق لتجفيفه، وبعد الانتهاء من عملية الغسيل والتجفيف تقوم بتغليفه ضمن أكياس خاصة وبأحجام مختلفة في قوالب متنوعة ليصبح جاهزاً للتسويق.

وترى "الموسى" أنه من المهم جداً أن تخرج المرأة من اتكاليتها على الآخرين وتعتمد على نفسها، فالمرأة بنظرها قادرة بإرادتها وعزيمتها على إثبات ذاتها وتحدي جميع الظروف والصعوبات 

مريم السوسي

وتعمل الأم الخمسينية مثل كثير من النساء المعيلات في إدلب على تحضير كميات من المواد المحفوظة (المونة ) لبيعها بهدف تأمين دخل يساعدهن في تلبية احتياجات عائلاتهن ولا سيما أنها نزحت من ريف إدلب الشرقي حيث تقيم مع زوجها المسن وبناتها في معرة مصرين بالريف الشمالي.

وتقوم "السوسي" بمساعدة بناتها وزوجتَي ولديها المعتقلين في صنع كافة أنواع المونة، ويبعن ما ينتجنه للجيران والأقارب كما يتعاملن مع محلات لبيع المونة في السوق مقابل نسبة معينة من الربح يتم الاتفاق عليها. 

وأكدت أن ما ساعدها على نجاح مشروعها هو أن الكثير من الناس يفضلون المونة المعدة منزلياً على الجاهزة المستوردة، أو التي يتم إعدادها في المعامل لأنها تمتاز بالنظافة والجودة والطعم المميز، وعلى الرغم من التعب والإرهاق وقضاء فصلَي الصيف والخريف بأكملهما في هذا العمل إلا أن ذلك أفضل من الحاجة وسؤال الناس بحسب السوسي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات