وقال بوتين في اجتماع منظمة معاهدة الأمن مع رئيس كازاخستان قاسم توكاييف اليوم الإثنين، إن روسيا لن تسمح "بثورات ملوَّنة" في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة، واصفاً الاحتجاجات في كازاخستان بأنها "عمل عدواني وكان من الضروري الرد عليه دون تأخير".
وأضاف أن قوات المنظمة ستبقى لفترة قصيرة في كازاخستان، إلى أن تُنهي مهمتها في البلد، الذي ادعى أنه تعرَّض لإرهاب دولي، وما إن تنجز القوة مهامها ستنسحب من أراضي كازاخستان.
بدوره زعم الرئيس الكازاخستاني، أن هناك قوى مدمرة حاولت أكثر من مرة زعزعة البلاد، مشيراً إلى أن المحتجين الذين وصفهم بـ "المسلحين" خططوا لشن هجوم على العاصمة الكازاخستانية.
وأضاف أن بلاده تملك أدلة على مشاركة "مسلحين" أجانب في الاحتجاجات، على حد تعبيره.
كما زعم الرئيس الكازاخستاني في وقت سابق اليوم، أن بلاده نجت من محاولة انقلاب خططت لها ما أسماها "مجموعات منفردة".
اعتقال المتظاهرين.. ومقاومة شرسة
وعلى الصعيد الميداني، تستمر الاحتجاجات المطالبة بإسقاط توكاييف لليوم الثامن على التوالي، فيما تواصل القوات الكازاخستانية عملياتها الأمنية لقمع المتظاهرين جنوب البلاد، فيما أقرت السلطات بارتفاع عدد معتقلي التظاهرات إلى 7 آلاف و939 شخصاً، وقتل 164 شخصاً حتى الآن.
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام محلية عن نائب عمدة ألماتي قوله، إن الوضع مستقر، غير أنه لا يزال هناك بعض "المسلحين" يقاومون بشراسة، وفق تعبيره.
إقالات
وبحسب وسائل إعلام دولية، فقد أقال الرئيس توكاييف أمس كلاً من مارات أوسيبوف ودولت إرجوزين من منصبي نائبي رئيس لجنة الأمن القومي، وذلك بعد اعتقال وإقالة رئيس لجنة الأمن القومي كريم ماسيموف الخميس الماضي.
كما أمر بالقبض على ماسيموف الذي شغل أيضاً منصب رئيس الوزراء مرتين، وهو مقرَّب من الرئيس السابق نزارباييف، للاشتباه في ارتكابه خيانة، لكن السلطات لم تكشف عن أي تفاصيل بشأن هذا الزعم ضده.
وفي وقت سابق سمحت وزارة الخارجية الأمريكية لموظفي قنصليتها في مدينة ألماتي بمغادرة البلاد طواعية، جراء الأحداث الأخيرة التي تشهدها كازاخستان.
وذكرت الوزارة في بيان لها، أنها وافقت على مغادرة جميع موظفيها وأفراد عائلاتهم العاملين بالقنصلية العامة في ألماتي، باستثناء موظفي الطوارئ.
وأعلنت ألمانيا أمس السبت أنها ستوقف تصدير الأسلحة لكازاخستان، مشيرة إلى أن قيمة المواد المصدرة منخفضة (2,2 مليون يورو في العام 2021)، لكن الحظر "ضروري".
وبدأت المظاهرات في كازاخستان في 2 كانون الثاني الجاري اعتراضاً على زيادة أسعار الوقود، ثم تصاعدت لتتحول إلى حركة احتجاجات واسعة ضد حكومة توكاييف والرئيس السابق نزارباييف، لكن توكاييف واجهها -ولا يزال- بالقوة المفرطة، مستعيناً بحليفه الروسي فلاديمير بوتين.
التعليقات (2)