ماذا يعني أن يكون قاتل آيات الرفاعي عنصراً في الحرس الجمهوري؟

قتل آيات الرفاعي جريمة بشعة قذرة، لكن الأبشع والأقذر هو استخدام النظام لها ليقول إنه نظام قانون وعدالة ولننسى أن هناك عشرات الآلاف مثل آيات قتلن واغتصبن من قبل  نفس عناصر هذا النظام المجرم ونفس ميليشيا القاتل.

التركيز على البعد الاجتماعي (الثقافة المجتمعية المتخلفة والظالمة للمرأة)، التركيز فقط على هذا البعد في تفسير وإدانة هذه الجريمة هو خطأ نقع به يغطي على بعد أهم بكثير برأيي في حالة آيات الرفاعي، نعم للبعد الثقافي الاجتماعي دور هنا لكنه ثانوي مقابل الدور الأساسي المتمثل في أن زوجها القاتل كان عنصراً شبيحاً قاتلاً لصّاً في ميليشيا الحرس الجمهوري التي ارتكبت جرائم بحق السوريين أكثر وأقذر بكثير من جريمة قتل آيات الرفاعي، وهو ما شجع زوجها المستسهل لاستباحة الدماء على قتلها وقد تعود أن يتم التغاضي بل الترحيب بكل جرائمه من خلال موقعه في هذه الميليشيا، وهو ما جعل نعوتها تخلو من أي إشارة لسبب وفاتها .. باختصار إنها ثقافة نظام القرداحة التي شكلت البعد والسبب الرئيسي للجريمة مقابل البعد الثانوي هنا والمتمثل في الثقافة المجتمعية المتخلفة والظالمة للمرأة، ثقافة نظام القرداحة التي عممها خلال عشر سنوات من القمع الوحشي للسوريين حتى باتت ثقافة بطولة يصفق لها النظام وكل أدواته. 

الجريمة وبعد انتشار خبرها واستثارتها للرأي العام والتركيز فقط على ثقافة مجتمعية متخلفة ظالمة للمرأة يريح نظام القرداحة خاصة إذا ما قرن ذلك بالطعن بالإسلام وتصويره بأنه مسؤول عن هذه الثقافة، كما مثلت الجريمة فرصة لنظام القرداحة الذي سيحاكم القاتل وسيعدمه فهو ليس إلا بيدقا حقيرا بالنسبة له خاصة أن هذا المرتزق لا ينتمي لطائفته ليصبح ثمنه أرخص من الرخص، وسيستعرض النظام إنجازه وعدالته وسيصفق السذج من كل الأطراف وكأنهم يبرؤونه عن قصد أو غير قصد من كل جرائمه على مدى سنوات الثورة وكل ما سبقها.

إلى الجميع من كل الأطراف؛ من يريد إدانة قاتل آيات الرفاعي فعليه أن يدين أيضاً من ينتمي لهم هذا السفاح بكل أعمالهم وأهدافهم وجرائمهم، عليه أن يدين ثقافتهم ثقافة القتل والإجرام والتعذيب والاغتصاب وقتل الأطفال والمدنيين، ثقافة نشروها وصفق لها كل نذل موال لهذا النظام .. أو ليخرس موالو نظام القرداحة فقاتل آيات الرفاعي "تبعهم ومثلهم ".