"الداخل مفقود والخارج مولود".. مشروع فني يتحدى سجون أسد ويحيي ذكرى ضحاياه

"الداخل مفقود والخارج مولود".. مشروع فني يتحدى سجون أسد ويحيي ذكرى ضحاياه
لا يزال العديد من الفنانين السوريين ولاسيما التشكيليين منهم المناصرين للثورة يحيون في كل مناسبة ذكرى المعتقلين الأبرياء الذين قضوا في سجون التعذيب الأسدية ولاقوا حتفهم تحت سياط جلاديه وعناصر ميليشياته.

وفي بادرة إنسانية قامت التشكيلية السورية "ميريام سلامة" المقيمة بأستراليا بجعل مشروع تخرجها في كلية (فيكتوريا للفنون) بجامعة "مالبورن" كبرى الجامعات الأسترالية يدور حول المعتقلين السوريين الذين تمت تصفيتهم على يد ميليشيا نظام أسد، وظهرت بعد ذلك الصور التي توثق الانتهاكات الكبيرة التي جرت بحقهم بعد أن قام ضابط في مخابرات أسد يدعى (قيصر) بنشرها.

وفي حديث خاص لـ "أورينت نت" أشارت "سلامة" إلى أنها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 لم تتوقف عن مناصرتها بكل الأشكال، فكانت البداية عندما  شاركت مع أصدقائها في تأسيس مجلة تسمى "العدالة" قامت من خلالها بتوثيق انتهاكات ميليشيا أسد في مدينة حمص، الأمر الذي أسفر عن ملاحقتها أمنياً وإجبارها على مغادرة البلاد بعد تلقيها تهديدات بالاغتصاب والاعتقال والقتل. 

وأضافت سلامة أنها بعد هروبها من سوريا لجأت إلى لبنان ثم انتقلت إلى مدينة مالبورن في أستراليا عام 2013 بعد تقديمها طلب لجوء هناك، وبدأت العمل في مجال الرسم والنحت والفيديو وفن الأداء والتصوير، حيث استمدت أعمالها من تجربتها كفنانة مهاجرة، مازجة بين تعليمها الفني التقليدي وتجربتها الثقافية المعاصرة، وعالجت قضايا الهوية والنزوح والصراع والذاكرة.

مشروع التخرج

وحول ماهية وتفاصيل مشروعها الكبير المناصر للثورة السورية بينت ميريام سلامة لـ "أورينت نت" أنها استمدت فكرتها بعد مشاهدتها صور (قيصر) التي نشرت 2014 عن المعتقلين في فروع نظام أسد، فقررت حينها إنشاء 55 (بروتريه) منحوتة تمثل 55 ألف ضحية تم نشر صورها، موضحة أنه اكتمل منها نحو 21 منحوتة والباقي طور الإنجاز. 

وأضافت الشابة السورية أنها أطلقت على هذا المشروع اسم "الداخل مفقود والخارج مولود" في إشارة منها إلى أن من ينجو من هذه المعتقلات يعتبر كالمولود الجديد في الحياة، كما يحمل رسالة إلى كل من يراه عن مدى الرعب والأهوال داخل سجون الأسد، ويركز على قضية المعتقلين والمغيبين قسراً داخل هذه السجون، مشيرة إلى أن هذه القضية يجب على الجميع تبنيها ومنحها الحيز الأكبر من المشهد. 

       

واستخدمت سلامة الصلصال الخام في صنع (بورتريه) منحوتاتها التي قامت بوضعها على منصة (ترايبود) ثلاثية القوائم ذات ألوان زرقاء مائلة للسواد في إشارة لظلام السجون وما يعانيه المعتقلون، إضافة إلى أن الشاهد الملك (قيصر) يظهر دائما بجاكيت لونه أزرق.

 

وتابعت أنها حاولت إزالة علامات التعذيب من وجوه الضحايا وإلغاء الشبه بينها وبين الصور الحقيقية للضحايا التي نشرها (قيصر)، وذلك احتراماً لهم ولمشاعر عائلاتهم وذويهم، موضحة أنها تركت للزمان بأن يصنع ويقوم بما تعمدت إزالته من آثار للتعذيب، لأن الصلصال مع مرور  الوقت سيتشقق ويتساقط ويتآكل ما يجعل المنحوتات ترتسم عليها آثار التعذيب بشكل طبيعي وصادق ورمزي.           

أسباب اختيار المشروع

ولفتت إلى أن هذا المشروع جاء أيضاً تكريماً للمعتقلين ولمعلمها الراحل (وائل قسطون) الذي قضى تحت التعذيب في عام 2012 بعد مرور أشهر على اعتقاله بأحد الأفرع الأمنيّة في مدينة حمص، وللتوعية حول الوضع المأساوي للمدنيين بسوريا وإدانة لنظام القتل والإجرام في البلاد الذي يقوده بشار الأسد وحلفاؤه. 

ولاقى المشروع إقبالاً وحفاوة كبيرين في وسائل الإعلام الأسترالية والعربية ولاسيما لدى المهتمين بفن النحت، كما نال جائزة "فيونا ماير" الأستراليّة للفنون كتقدير على المجهود النفسيّ والفنّي اللذين وضعتهما لإنجاز هذا المشروع.

يذكر أن النحاتة السورية "ميريام سلامة" تنحدر من قرية مرمريتا بريف حمص الغربي ودرست الترجمة الفورية في جامعة البعث، كما درست في معهد "صبحي شعيب" بحمص  الفنون التشكيلية (رسم ونحت).

التعليقات (1)

    آشور

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    أرفع لكي قبعتي .. وألعن روح المُجرم حافظ الأسد وأرواح كل متواطيء مع ورثته الإرهابيين من سوريين وعرب وأجانب!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات