في الوعي الثوري ومثالبه لدى السوريين

في الوعي الثوري ومثالبه لدى السوريين
ماذا يعني أن يكون للإنسان وعي ثوري؟

نحن الآن أمام مفهومين مترابطين الوعي والثورة. فالوعي هو جملة من الآراء والمعتقدات وذهنية التفكير التي تتعين في السلوك والموقف من الواقع ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وذو ارتباط بالمصلحة والانتماء بالمعنيين الخاص والعام. والثورة حركة في السيرورة الاجتماعية تغيّر واقعاً تغيراً كيفياً نحو واقع جديد يقيم قطيعة مع الواقع القديم ومتجاوزاً للواقع القديم.

الوعي الثوري إذاً هو وحدة التعريفين السابقين للوعي والثورة. فصفة الثوري هي صفة للوعي. فإذا كان الوعي مقتنعاً بالسيرورة التاريخية وتجاوز الواقع الذي لم يعد مستجيباً لآمال الناس وحياتهم وسعادتهم ومخالفاً لحركة التاريخ، ويعتقد أن الإرادة قادرة على تغيير العالم، فإنه إذ ذاك يكون وعياً ثورياً.

وبالمقابل فإن الوعي الذي يدافع عن واقع لم يعد قابلاً للحياة ومناقضاً لإرادات الناس، ويسعى للحفاظ عليه بأية وسيلة من الوسائل؛ فإنه وعي متكلّس دفاعاً عن المصالح التي يوفرها الواقع لأصحاب هذا الوعي، ويتميز بالحمق العنفي.

أما الوعي الذي يسعى عبر العنف أو السلم لاستعادة ماضٍ بوصفه بديلاً للواقع، فهو وعي نكوصي مدمِّر.

في إطار هذا التحديد للوعي يجب النظر إلى أشكال الوعي في علاقتها بالثورة السورية.

ونحن إذ أوقفنا حديثنا على الوعي الثوري ،فهذا لأننا نريد أن نرى التطابق هنا بين الوعي الثوري والممارسة العملية. ذلك أن أي تناقض بين الوعي الثوري والممارسة الثورية قد يؤدي، بل يؤدي بالضرورة، إلى عثرات كبيرة على طريق تحقيق أهداف الوعي الثوري، إن لم يجهض الولادة الثورية.

فالوعي الثوري هو النظيف من الوعي المتكلّس والوعي النكوصي على حد سواء. فلا يمكن الجمع بين الوعي الثوري وأشكال الوعي المتكلسة والنكوصية.

وهذا يعني: أن معيار الوعي الثوري السوري ليس هو الوعي المعادي للنظام القائم في سوريا فقط، بل هو شرط ضروري غير كافٍ.

فالمعادون للنظام الحاكم قد يحتفظون برغبتهم ببقاء بنية النظام مع تغير في صورته، وهناك من يعادون الجماعة الحاكمة ويعملون على إعادة التاريخ إلى الوراء، ويحتفظون بممارسة عملية لا تختلف عن ممارسة النظام نفسه.

ومن مثالب الوعي الثوري السوري عدم الانسجام بين الوعي والممارسة، حيث يعتقد نفر من الفاعلين على مستوى النظر أو العمل بأنهم أصحاب ملكية ثورية. ويحولون الثورة إلى سلطة قبل أن تنجز مشروعها في التغيير الكيفي. بل إن هناك نمطاً من المنتمين للوعي الثوري يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، ويذمون أي اختلاف معهم في زاوية الرؤية.

ولعمري إن تحرير الوعي الثوري من المثالب السابقة الذكر، شرط ضروري لمواصلة الممارسة الثورية، وإلا فإن العثرات إذا ما تراكمت أدت إلى الكارثة.

التعليقات (2)

    اقتباس

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    ((ان هناك نمطا من المنتمين للوعي الثوري يعتقدون اتهم يمتلكون الحقيقم المطلقه, وبذمون اي اختلاف معهم في زاوية الرؤيه)).. في الحاله السوريه جميع من يعمل تحت مسمى الثوره السوريه للاسف تنطبق عليه هذه الحقيقه!! تناحر (الفصائل) فيما بينها لان كل فصيل مؤمن انه على حق والاخر مخطئ.. فشل السياسيين واصرارهم على الاستمرار في فشلهم لقناعتهم انهم على صواب بالمطلق...يجب ان نتعلم قبول الاراء المختلفه و مناقشتها لا الرفض لمجرد الاختلاف ... سياسة الفكر الواحد يجب محاربتها كما نحارب سياسة الحزب الواحد..

    نونو

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    وين الطبل ووين الرقص الناس عم تموت من االبعثيين ومن الاخونجيه مرتزقة الارهابي العالمي الاير دوغان ولاتوجد قطعة خبز للسوريين وهذا ياتي يتسخفف ويتفلسف على ربنا لك روح انكب في جاحعة البعث تضرب انت ونظرية البعث تبعتك
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات