مما يميز أسواق المستعمل في تركيا، أن البضاعة المَبيعة فيها نظيفة وجيدة غالباً، وأن سعرها يصل إلى الربع مقارنةً بنظيرها الجديد، وأنها رخيصة ومقبولة لأصحاب الرواتب المتوسطة، ولا سيما مع انخفاض قيمة الرواتب بعد انخفاض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، والتي عصفت بأسعار المنتجات الجديدة عصفاً لا يجاريه إلا القليل النادر.
"فيد واستفيد"
أبرز ما يميز تطبيقات البضاعة المستعملة، هو بيع ما لا تحتاجه والاستفادة من سعره، وشراء ما لا يحتاجه غيرك والاستفادة منه، ليكون البائع والمشتري بكلتا الحالتين رابحَين.
ولكن ثمة مشكلات تواجه المشتري أحياناً، تتمثل بصعوبة التأكد من سلامة السلعة المُراد شراؤها، ولا سيما إذا كانت هاتفاً محمولاً أو كمبيوتراً أو ما شابه، مما قد لا تُعرف أعطاله ومشاكله إلا بعد وقت من الاستخدام، وحينها يكون قد "ضرب من ضرب وهرب من هرب".
كما توجد مشكلة أخرى تواجه الساكنين بالولايات الكبرى عادةً كإسطنبول وإزمير وأنقرة، وهي صعوبة إيجاد السلعة المراد شراؤها في ذات المنطقة التي يسكن فيها المشتري، وذلك توفيراً لأجرة الطريق التي قد توازي سعر الغرض نفسه.
ولكن لعلَّ هاتين المشكلتين تم تجاوزهما إلى حد كبير، من خلال التطبيقات الحديثة المخصصة لبيع وشراء البضاعة المستعملة، إذ إن لدى البائع حساباً داخل التطبيق، تأتيه تقييمات من أشخاص سبق أن اشتروا منه، وهي إما أن تدفعك للشراء منه إن كانت إيجابية أو الإحجام عنه إن كانت سلبية.
كذلك المشكلة الثانية، تم تجاوزها أيضاً من خلال خيار البحث عن سلعة معينة داخل الحي أو المنطقة التي تعيش فيها، ما يوفر عليك وقتاً وجهداً ومالاً، ولا سيما إن كنت تعيش بولاية كبيرة مثل إسطنبول التي تتجاوز المسافة بين بعض مناطقها عن الأخرى الـ100 كم.
5 تطبيقات لبيع وشراء البضاعة المستعملة في تركيا
1- تطبيق ليت غو letgo:
أحد أقوى تطبيقات المستعمل في تركيا بعدد تحميلات يتجاوز الـ100 مليون وتقييم 4.4/5 على متجر غوغل بلاي.
يمكنك أن تبيع أو تشتري من خلاله كل شيء تقريباً، من السيارات إلى الإلكترونيات من هواتف وكمبيوترات، مروراً بالألبسة والأحذية والإكسسوارات، وليس انتهاءً بالكتب والقصص والروايات.
ولعل أبرز ما يميزه عن غيره من التطبيقات، هو القدرة على البحث عن السلعة داخل حي أو منطقة معينة، ما يوفر أجور النقل والوقت والجهد، ولا سيما في الولايات الكبرى.
2- تطبيق صاحبندان sahibinden:
رغم أن نسبة كبيرة من السوريين يدخلون عليه بحثاً عن شقة للإيجار، إلا أنه يعتبر تطبيقاً مفيداً جداً لبيع وشراء البضاعة المستعملة في تركيا، إذ يضم مختلف أشكال السلع، من الأجهزة الكهربائية إلى مستحضرات التجميل وصولاً إلى الألعاب، إضافة إلى المأكولات والمشروبات أيضاً.
كما يوفر كتطبيق ليت غو خيار البحث عن البضاعة بحسب المنطقة الجغرافية التي تريدها، وقد حصد ما يزيد على 10 ملايين عملية تنزيل وتقييم بواقع 4.4/5 على متجر غوغل بلاي.
3- تطبيق دولاب dolap:
لأن الملابس هي أكثر ما نشتريه ثم لا نرتديه، ونحبه ثم نملّه، لذلك فإن بيع ما لا يلزمنا منها يريحنا نفسياً بالتخلص مما لا حاجة لنا به، ومادياً بالنقود التي تأتي من بيعها.
وبخلاف ذلك قد نحتاج ساعةً أو حقيبةً أو حذاءً، ولا قدرة لدينا على شرائها جديدةً، فيكون المستعمل هو الحل.
ومن كلتا الحالتين جاءت فكرة تطبيق دولاب، المتخصص ببيع الملابس والأحذية والحقائب والإكسسوارات من قبعات وجوارب وساعات وغير ذلك من البضاعة المستعملة ذات السعر المناسب والجودة الجيدة.
وقد تجاوز عدد عمليات التنزيل الخاصة به حاجز الـ 10 مليون ، مع حصوله على تقييم 4.4/5 داخل متجر غوغل بلاي.
4- تطبيق فيسبوك Facebook:
أبرز ما يميز الفيسبوك هو تنوعه في مجال بيع وشراء البضاعة المستعملة من خلاله، إذ انتشرت على صفحاته وداخل مجموعاته، حتى خَصّص التطبيق تبويبة خاصة لهذا الشيء اسمها المتجر (Marketplace) تجد فيها كل ما تحتاج إليه، وتبيع من خلالها كل ما تريد، كما يكفي أن تبحث عن كلمة "مستعمل" ثم تلحقها باسم المدينة التي تعيش فيها حتى تجد مجموعة مخصصة لهذا الغرض غالباً، كل ذلك تجده باللغة العربية في طبيعة الحال.
ولكن يعيب الفيسبوك عدم القدرة على البحث ضمن نطاق جغرافي معين فيما يخص المجموعات والصفحات، لكن تبويبة المتجر حاولت تجاوز هذه المشكلة،
إلا أن البائعين عادةً لا يستفيدون منها، خاصةً أن نسبة كبيرة منهم يريدون نشر السلعة التي يريدون بيعها بسرعة حتى لو كان ذلك على حساب التفاصيل.
5- تطبيق الواتساب whatsapp:
تطبيق المحادثة الأشهر واتساب قد أخذ نصيبه من شراء وبيع البضاعة المستعملة في تركيا، عبر مجموعاته التي تضم عدداً محدوداً من الأشخاص غالباً تجمعهم بقعة جغرافية صغيرة، كمجموعات البيع والشراء في منطقة أسنيورت أو الفاتح أو ما شابه، إضافة لميزة التواصل المباشر مع البائع عبر الرسائل أو الاتصال، وطلب تفاصيل إضافية منه أو صور أو فيديوهات بكل سلالة وسهولة.
أبرز ما يعيب التطبيقات الثلاثة الأولى هو عدم توفر اللغة العربية فيها، ما يشكل صعوبة على المستخدمين السوريين والعرب، رغم وجود تقنيات تتجاوز مشكلة عدم معرفة اللغة التركية، كخدمة ترجمة الصور والصوت المقدمة من غوغل.
لذلك يشيع استخدام الفيسبوك والواتساب لأغراض بيع وشراء البضاعة المستعملة في تركيا عند العرب والسوريين غير المتقنين للغة التركية.
التعليقات (0)