واستهدفت الغارات الروسية بلدات ومخيمات بمنطقة جسر الشغور غرب إدلب، عند اللحظات الأولى من دخول العام الجديد 2022، ليلة أمس عبر عشرات الصواريخ التي لاحقت المدنيين والنازحين في القرى الآمنة والخالية من مزاعم الإرهاب في مناطق الشمال السوري.
وأسفرت تلك الغارات "الحاقدة" عن مقتل طفلين وامرأة وإصابة 10 مدنيين آخرين بينهم 6 أطفال، وهم من النازحين في منطقة النهر الأبيض قرب جسر الشغور، إلى جانب الدمار والخراب الحاصل في المنازل والبنى التحتية والمخيمات، بحسب فريق "الدفاع المدني السوري".
أحد المتطوعين في الفريق (علاء هواش) نقل تفاصيل المأساة التي أحدثتها طائرات "الإجرام" الروسية في مخيمات النازحين حين كان أول المستجيبين لإنقاذ وإسعاف المصابين في مكان القصف وقال: "لما وصلنا للمكان كان مليان ريحة دم وجثث وناس عم تصرخ ونار شاعلة، كان في امرأة مصابة واقفة فوق الدمار قالت لي والدموع والدم معبي وجهها بنتي هون…بنتي هون".
ويضيف علاء: "باشرنا بالعمل فوراً وظهر وجه الطفلة من بين الردم، هون تذكرت بنتي آلاء ويلي هي بعمرها لما صار غارة على بيتي قبل سنتين، أم الطفلة خبرتني أن اسمها مرام، عيوني ما نزّلت دموع بس قلبي كان عم يبكي دم ودم كتير، ما بقى فكرت بالطيارة يلي فوق راسي ويمكن تضربنا، الوقت وقف عندي ووقفت كل الحياة حولي، وهمي بس طالعها ويكون فيها روح.. لما طالعتها كانت متل الملاك يلي ماضل فيه روح، السما صارت تبكي…عليها أي صارت تبكي".
يتساءل المتطوع من وقع الكارثة عن شعور الطيار الروسي "المجرم" الذي تعمّد التلذذ بقصف المدنيين وخاصة الأطفال كتعبير عن احتفاله بدخول العام الجديد ويقول: "مابعرف شو ممكن يكون شعور الطيار يلي قصف الأبرياء، ياترى بيكون خبّر أطفاله أن بليلة راس السنة احتفل بطريقته بأشلاء الأطفال، معقول فيه يطلّع بعيون ولاده بدون ما يشعر بالذنب؟!".
وليست المرة الأولى لهذا النوع من الإجرام، بل تعمّد طيران الاحتلال الروسي من كل عام جديد أن "يعايد" السوريين وخاصة الأطفال على طريقته الإجرامية النازية عبر ربط ميعاد انطلاق صواريخه مع عقارب الدقائق الأولى لرأس السنة الميلادية، وهي أحداثٌ وثّقتها الفرق الحقوقية خلال السنوات الماضية ولاسيما عند دخول عام 2020 حين شنت روسيا 21 غارة على مدينة إدلب وارتكبت مجزرة بصفوف المدنيين حينها.
وتدخلت روسيا بشكل رسمي لدعم حليفها نظام أسد في سوريا في أيلول عام 2015، ومن ذلك الحين قتلت مئات آلاف المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء عبر غاراتها الجوية المكثفة التي أدت لتدمير المدن والبلدات في حلب وإدلب ودمشق وريفها وحمص ودرعا وغيرها من المناطق، لتبقى تلك الدماء شاهدة على "الإجرام الروسي" الذي يعدّ الأب الروحي لنظام أسد الذي نكّل بالسوريين ودمائهم منذ عشرة أعوام.
التعليقات (6)