2022 هل يكون عام إصلاح المعارضة وما هي خطة أمريكا لإعادة تأهيلها؟

2022 هل يكون عام إصلاح المعارضة وما هي خطة أمريكا لإعادة تأهيلها؟
 بعد نجاح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتثبيت إستراتيجيتها في سوريا خلال العام الأول لها في البيت الأبيض (٢٠٢١) كشفت مصادر خاصة لـ"أورينت نت" عن مساع أمريكية لجعل عام ٢٠٢٢ عام تأهيل قوى المعارضة لتكون أكثر جاهزية لتحل مكان النظام في أي عملية تغيير قد تحدث.

وأبلغت مصادر سورية بأمريكا "أورينت نت" أن هناك توجهاً لدى واشنطن بالعمل على أن تكون المعارضة السورية أكثر قدرة على القيام بواجباتها السياسية والإدارية خلال العام القادم، وهذا يشمل مؤسسات الحوكمة القائمة في الشمال، وكذلك القوى السياسية، وهذا التوجه بانتظار أن ينتزع القائمون عليه موافقة البيت الأبيض، عقب التلخيص الذي تقدم به مساعد نائب وزير الخارجية إيثيان غولديرتش لنتائج لقاءاته التي عقدها في القامشلي وعنتاب وإسطنبول، مع قادة في المعارضة السورية قبل شهرين.

وحسب هذه المصادر، فإن الولايات المتحدة قد تخصص جزءاً من أموال مشروع "التعافي المبكر" من أجل تطوير مشروع الحكومة المؤقتة والمجالس المحلية في الشمال، بالتزامن مع مشروع مماثل للمؤسسات الخدمية والإدارية القائمة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا، بهدف تعزيز تجربة هذه المؤسسات، في حال توصلت إدارة بايدن إلى عدم جدوى انتظار أي تعاون روسي منتج في سوريا.

أما في الجانب السياسي، فإن التطلعات الأمريكية تنحو باتجاه تكثيف الجهود من أجل إصلاح القوى والتنظيمات السياسية المعارضة القائمة حالياً، مع مساندة تطوير المؤسسات التي يعتقد أنها قابلة للتطوير بينها، أو دعم تشكيل أطر جديدة تكون أكثر تمثيلاً وقابلية للحديث باسم مختلف أطياف الشعب السوري، كما تقول المصادر.

مسؤولية واشنطن

ويسود اعتقاد لدى الكثيرين أن أحد أسباب تأخر سقوط نظام الأسد هو عدم اقتناع المجتمع الدولي بوجود بديل قوي ومنظم يمكن أن يكون قادراً على ملء الفراغ، وهو الأمر الذي ما زال النظام وحلفاؤه يستغلونه لتكريس فكرة غياب البديل، وضرورة التعامل مع هذا النظام كأمر واقع.

لكن جزءاً كبيراً من المعارضة السورية يرى أن أحد أهم أسباب فشل المعارضة السورية في تنظيم نفسها على النحو الذي يجعلها مؤهلة لتسلم دفة الحكم في البلاد، كانت الولايات المتحدة نفسها، التي ينقسم متهموها بهذا الصدد إلى قسمين: الأول يقول إنها هي من منعت المعارضة من أن تكون أكثر تنظيماً واستقلالية، والثاني يرى أن واشنطن لم تبذل أي جهد لمساعدة المعارضة على أن تكون مستقلة ومؤهلة لقيادة البلاد.

كما تتفاوت التقديرات فيما يتعلق بالإستراتيجية الأمريكية الخاصة بسوريا، والتي ما فتئت إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن التأكيد عليها منذ وصولها إلى البيت الأبيض نهاية العام الماضي.

فبينما يرى البعض أنها إستراتيجية تعزز التوجه القديم في الولايات المتحدة، الذي يقوم على "إدارة الصراع" وليس حله"، يرى آخرون أن الإدارة الحالية باتت تعتقد بأن الوضع في سوريا يتطلب اليوم وضع خارطة للحل تستجيب للوضع الاقتصادي المتدهور، وتفكك مؤسسات الدولة.

وعليه، تقول مصادر أورينت في واشنطن، إن الولايات المتحدة التي ما فتئت تردد أنه لا يوجد بديل جدير بالثقة يعوض النظام، ربما تكون قد باتت اليوم أكثر قناعة بأن نظام أسد لن يكون قادراً على الصمود لوقت طويل حتى وإن حصل على بعض المساعدات الاقتصادية، بسبب تفاقم الأزمات التي يعاني منها، والفساد المستشري داخل أجهزة الدولة.

لا مؤشرات

لكن محمد سالم، الباحث في مركز الحوار السوري، يحذر من أن تكون الولايات المتحدة تسعى إلى تأهيل المعارضة للقبول بالتشارك مع النظام في حكومة وحدة وطنية بما يتفق والإستراتيجية الروسية للحل في سوريا، وهي إستراتيجية تقوم على منح المعارضة بعض الحقائب الخدمية في حكومة يهيمن عليها النظام.

ويقول سالم في تعليقه لـ"أورينت نت" حول هذه التسريبات: نتمنى أن تكون لدى الإدارة الأمريكية إستراتيجية واضحة في سوريا لوقف تمدد الروس وزيادة نفوذهم، خاصة في مناطق قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لكن على أرض الواقع لا توجد حتى الآن مؤشرات بهذا الخصوص، إذ لا يكفي أن يحضر مسؤول من الدرجة الثالثة أو الرابعة إلى سوريا ويطرح فكرة عن توحيد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، للقول إن هناك إستراتيجية.

وفيما يخص الشق المتعلق بتطوير مؤسسات الحوكمة في هذه المناطق، يرى سالم أن الوضع في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام "شديد التعقيد" ويضيف: إذا كان من الصعب توحيد مناطق شمال غرب البلاد الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني، بل حتى مناطق سيطرة الجيش الوطني لا تخضع لإدارة مركزية واحدة، فكيف يمكن الحديث عن توحيد هذه المناطق مع مناطق الإدارة الذاتية بهذه البساطة ؟!!.

ويضيف: الأمر يحتاج إلى إستراتيجية صلبة وضغوط جدية، وليس مجرد فكرة أو محاولة، كما حدث مثلاً بخصوص توحيد القوى الكردية السورية، حيث حاولت واشنطن ممارسة بعض الضغط للجمع بين حزب الاتحاد وأحزاب المجلس الوطني الكردي، لكن من دون تحقيق أي نتائج بسبب عدم توفر الجدية الأمريكية.

أما في حال توفرت الإرادة والإستراتيجية الأمريكية لتغيير هذا الواقع بالفعل "فإن قوى المعارضة السورية اليوم أكثر نضجاً وقدرة على الاستجابة لأي مشاريع تتضمن زيادة فاعليتها وجعلها أكثر جاهزية لأن تكون بديلة عن النظام، وفق القرار الدولي 2254 الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي مستقلة، وليس كشريكة لهذا النظام، حسب التفسير الروسي لهذا النص" كما يؤكد سالم".

أجندة المعارضة في 2022

وتبدو أجندة عام 2022 مثقلة بالمساعي التي تهدف إلى تشكيل أطر سياسية معارضة جديدة، ورغم أن الدعوة التي وجهها مكتب رياض حجاب من أجل عقد ندوة حوارية في مدينة الدوحة بقطر في شهر شباط القادم، تعتبر الأبرز حتى الآن إعلامياً، إلا أن فعاليات أخرى يجري الإعداد لها.

لكن مصادر مقربة من حجاب كانت قد نفت في اتصال مع "أورينت نت" أن يكون الهدف من الندوة التي تمت الدعوة إليها هو تشكيل جسم سياسي جديد، مؤكدة أن الغاية منها إجراء تقييم ومراجعات سياسية، وأن هذه المراجعات ستقوم عليها ثلاثة مراكز أبحاث ونحو ستين شخصية سياسية معارضة، حيث وجهت الدعوة إلى الشيخ معاذ الخطيب، وعضو المجلس الوطني جورج صبرا، والرئيس الحالي للائتلاف سالم المسلط، ورئيس هيئة التفاوض السورية أنس العبدة، والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة.

وبالتوازي مع ذلك، يبدو أن التحضير لإطلاق "مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية السورية" قد اكتملت، خاصة بعد عقد ورشة العمل الأخيرة له في العاصمة السويدية قبل أسابيع، تحضيراً لهذا المؤتمر، الذي يتوقع أن يكون جاهزاً منتصف العام القادم.

المؤتمر الذي يحظى بتمويل من منظمات أوروبية غير حكومية، ويشرف عليه مجلس سوريا الديمقراطي "مسد" عقد القائمون عليه حتى الآن ست ورشات عمل، في عواصم ومدن أوروبية مختلفة، سبقتها ثلاثة ملتقيات حوارية داخل سورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

كما ينتظر أن تنجز اللجنة التحضيرية لـ"مؤتمر القوى الوطنية السورية" أعمالها خلال الأشهر القليلة القادمة، بما يشمل وضع الأوراق والوثائق التي عملت عليها اللجنة على مدار عامين من أجل تحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر.

ومنذ منتصف عام 2021 تحدثت مصادر من اللجنة التحضيرية التي تضم شخصيات معارضة أبرزها فداء حوراني وحسين السيد وأحمد خطاب وغيرهم، عن أن اللجنة أنهت أعمالها تقريباً، لكن الظروف التي تسبب بها انتشار وباء كورونا فرض تأجيل عقد المؤتمر أكثر من مرة.

لا تقتصر أجندة المعارضة السورية على الفعاليات الثلاث السابقة في العام القادم، بل تتضمن أيضاً عدداً من التواريخ التي ينتظر أن تحمل إلى النور ولادة أجسام وتشكيلات سياسية جديدة يتفاوت تقدير ثقلها وأهميتها، بعضها بدأ العمل عليه مؤخراً، خاصة في أوروبا، وبعضها مضى وقت غير قصير على التحضير له لكنه على ما يبدو يواجه صعوبات، كما هو الحال مع المؤتمر الذي تعمل عليه قوى سورية معارضة في أمريكا، فهل ستجد هذه الفعاليات دعماً واحتضاناً من قبل الولايات المتحدة وحلفاء المعارضة، أم إن الحديث عن إستراتيجية أمريكية بهذا الخصوص ما يزال غير وارد بعد ؟!

التعليقات (3)

    ومن على الارض ؟؟

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    عصابة الجولاني ( باي اسم) ..و مليشيات ما يسمى الجيش الوطني و هو عصابات متشرذمه تحولت لمرتزقه و قطاع طرق ؟؟ حكومه مؤقته لا تحمل الا لقب حكومه بدون مؤسسات تفرض هيبتها .... وللاسف نفس العاهه ائتلاف لقوى.........؟؟؟ هؤلاء كلهم على الارض . اي بناء يجب بالضروره ازاحة هؤلاء اولا ولن يتم للسوريين استعادةثورتهم الا بانهاء هؤلاء جميعهم... سوريا ولاده وفيها من هو اقدر واجدر بالقياده من هذه العصابات.

    أمريكا

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    أمريكا لا تعلم إلى الأن بأن أغلبية المعارضة السورية هم لصوص وحرمية إلا من رحم ربك .. فيا أيها المعارضة عليكم بإغتنام فرصة المساعدات الأمريكية لكي تملؤا البطون قبل أن تستيقظ أمريكا .. ولووو ترباية الأسد على مدار خمسين عام يعني شو لح تكونوا ؟؟

    شكري شيخاني

    ·منذ سنة 7 أشهر
    يبقى المقال في مجال التحليل.. ولكن فيه نقاط مركزية يجب الاخذ بها وهانحن نرى بعض نتائجها في هذه الايام
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات