النظام يستغل المنظمات الدولية لتلميع صورته بدير الزور (صور)

النظام يستغل المنظمات الدولية لتلميع صورته بدير الزور (صور)
(تحت رعاية سيادته قام فلان بتدشين المشروع الفلاني في ديرالزور)، عبارة تصدرت معظم المشاريع التي موّلتها منظمات دولية وأممية لمّعت من خلالها صورة نظام أسد المنهار من الداخل. 

وعلى الرغم من لعب هذه المنظمات دوراً كبيراً في ترميم وإعادة إعمار الكثير من المرافق بمحافظة دير الزور، إلا أن وسائل إعلام أسد أخفت وغيّبت هذا الدور، ليظهر الأسد هو الصانع الوحيد لها ويتصدر اسمه وصوره واجهات المدارس والمؤسسات التي أعيد ترميمها أو إعمارها.

دخول المنظمات بقوة لإعادة ترميم ما دمره الأسد

ومنذ عام 2017 وبعد أن أعلن نظام أسد وميليشيات إيران والاحتلال الروسي طرد تنظيم "داعش" من ديرالزور، بدأ نشاط المنظمات الدولية ولاسيما الممولة من الأمم المتحدة بالظهور في المدينة المدمّرة بنسبة 80 إلى 90 بالمئة وفق إعلام النظام نفسه. 

وفي حديث سابق مع وكالة "سبوتنيك" الروسية قال محافظ ديرالزور الأسبق "محمد إبراهيم سمرة": إن الأحياء التي كانت تحت سيطرة داعش في المدينة مدمرة بنسبة من 75 إلى 80 بالمئة تقريباً ومنها ما هو مدمر بنسبة 90 بالمئة، لذا الحاجة كبيرة لتهيئة الظروف وعودة الحياة إلى ما كانت عليه في الماضي.

وتصدرت محافظة ديرالزور في تقرير للبنك الدولي صدر في آذار عام 2018 حول كلفة الحرب في سوريا المرتبة الأولى في نسبة الدمار فيما بلغت خسائر الناتج القومي 226 مليار دولار، وأعلن التقرير الذي يغطي قيمة الخسائر في البنية التحتية والسكن والخدمات أن نسبة دمار المحافظة بلغت 41.2 بالمئة، تليها محافظة إدلب بـ 31.6 بالمئة ثم محافظة حلب 30.8 بالمئة، ثم محافظة ريف دمشق بنسبة  بلغت 23.2 بالمئة تلتها حمص بـ 23.1 بالمئة.

وبرغم العقوبات المفروضة على نظام أسد إلا أن المنظمات الدولية دخلت مضمار العمل في المحافظة، وبدأت بتمويل مشاريع تبناها النظام وظهرت لجموع المؤيدين على أنها من عطاءات الأسد كما ظهر في خطابات مسؤولي النظام مع افتتاح كل مشروع تموله هذه المنظمات، ولاسيما المشاريع الخدمية الضخمة كالمشافي والمدارس وشبكات الصرف الصحي، وبالطبع تصدّرت صورة سيادته المشهد.

التعتيم الإعلامي على دور المنظمات الدولية

وساهم إعلام نظام أسد بدور فعّال في استغلال كل ما أنجزته هذه المنظمات من مشاريع ترميم أو إعمار وحتى الدعم المادي للعائدين إلى القسم المدمّر من المدينة، والذي يشمل كافة أحياء المدينة باستثناء الجورة والقصور وهرابش، التي بقيت تحت سيطرة النظام خلال سنوات الحرب. 

وقامت أيضاً بإخفاء أي معالم تدل على أن هذه المشاريع مقدمة من هذه المنظمة أو تلك، ونسبت جميع المشاريع إلى مؤسسات أسد وفي بعض الأحيان كانت تستخدم كلمة (بالتعاون مع) دون أي إشارة إلى مصدر تمويل هذه المشاريع، واستغلت بالتالي حلقات الدبكة والمطبلين والمصفقين لهذا النظام مع كل افتتاح وتدشين.

من يفوز بتنفيذ المشاريع التي تمولها المنظمات الدولية؟

ولا تستطيع المنظمات الدولية تنفيذ المشاريع بنفسها بل تقوم بطرح مناقصات لتنفيذها، وفي ظل سيطرة المتنفذين المقربين من نظام أسد والسماسرة، يفوز بهذه المناقصات من يكون مزكىً من قبل فروع الأمن وضباط مخابرات أسد، ولعل الاسم الحاضر في هذه الصفقات والذي عرف بـ (الرجل الذي نفذ أكبر عملية احتيال على الأمم المتحدة) هو الدكتور المهندس "ماهر النويصر" الذي فاز بصفقات ترميم مدارس بالإضافة إلى مشروع ترميم مشفى القلب بديرالزور.

ولعلّ ما نفّذه تم بالاتفاق مع ضباط مخابرات أسد، حيث دفع رشاوى كبيرة للحصول على هذه المشاريع وفق مصادر "أورينت"، أما المشروع الأكبر فهو ترميم الجسر العتيق بالمدينة، كما وصلت قيمة تعاقد برنامج المنح التابع للأمم المتحدة مع شركة عراقية تعمل كواجهة لمؤسسة "مهاد" الإيرانية إلى مبلغ "455,958.55" دولارا، أي ما يقارب المليار ونصف ليرة سورية.

كيف يستفيد النظام من أموال إعادة الإعمار؟

إن ملايين الدولارات التي تنفقها المنظمات الدولية في سوريا عامة وفي دير الزور على وجه الخصوص يجب أن تمر على مصارف نظام أسد أولاً رغم العقوبات المفروضة عليها ولاسيما قانون "قيصر"، لتستفيد بدورها من أسعار صرف وتحويل الدولار إلى الليرة السورية، وكل ذلك يجري تحت أعين وبعلم من يدّعي معاقبة أسد عبر عقوبات لم يتضرر منها سوى الشعب السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات