للاستغناء عن الساحل.. الحمضيات في إدلب زراعة واعدة تواجه 3 عقبات (صور)

للاستغناء عن الساحل.. الحمضيات في إدلب زراعة واعدة تواجه 3 عقبات (صور)
بدأ موسم الحمضيات في منطقة حوض العاصي الممتدة من النهر الأبيض بالقرب من جسر الشغور وحتى دركوش غرب إدلب، وتنامت زراعة الحمضيات تدريجياً في المنطقة، وزاد الاهتمام بها أكثر، وذلك بعد نقص الكميات القادمة من مناطق سيطرة النظام، التي كانت المصدر الأساسي للحمضيات في إدلب وريف حلب، نتيجة الأوضاع الأمنية وإغلاق الطرقات.

وساعد على نمو هذه الزراعة وتطورها المناخ المناسب على ضفتي نهر العاصي، ما يحمي الأشجار والثمار من موجات الصقيع، ناهيك عن وفرة المياه، والتربة الخصبة، وتُزرع هناك أنواع متعددة من الحمضيات كالبرتقال بأنواعه والليمون والكريفون والكباد وغيرها، حتى أن أسعاره جيدة وحققت دخلاً مناسباً، وتفوّقت بجودتها على الحمضيات التي تدخل من تركيا وهي مفضلة عليها.

تحديات وصعوبات تواجه المزارعين

بالرغم من توافر الشروط الملائمة لزراعة الحمضيات، إلا أنّ الوضع الاقتصادي المتردي كان له أثره في هذه الزراعة وانعكس على الإنتاج، وفي هذا الصدد يقول عبد الحميد الطويل أحد المزارعين لأورينت نت: "غلاء الأسمدة يأتي على رأس الصعوبات والتحديات، حيث أصبح كيس السماد يناهز الـ 50 دولاراً أمريكياً، إضافة لغلاء مادة المازوت التي تستعمل وقوداً لمحركات الديزل المعدة للسقاية".

وأضاف الطويل: "غلاء أجور الحراثة أثّر أيضاً على تلك الزراعة، حيث تجاوز إيجار حراثة الدونم الواحد 100 ليرة تركية، ناهيك عن غلاء أسعار المبيدات الحشرية وغلاء أجور النقل من المزرعة إلى الأسواق، وارتفاع سعر العبوات المعدة لتسويق المحصول حيث وصل سعر عبوة البلاستيك الواحدة 1.5 ليرة تركية".

منافسة للحمضيات التركية

مع كل هذا الغلاء فإن سعر الحمضيات في الأسواق، لا يتماشى مع تكاليف إنتاج المحصول، إضافة لغزو الحمضيات التركية الأسواق وتسيّدها على الحمضيات المحلية بالنظر إلى سعرها المنخفض، وأصنافها المتعددة، إلا أنّ حمضيات حوض العاصي تمتاز بجودتها العالية ونكهتها المميزة.

ويعتقد مهند القاضي أحد التجار في سوق الهال أنّ حمضيات حوض العاصي ذات جودة وطعمة أفضل، كما أنّ أسعارها أغلى من الحمضيات التركية، حيث تتراوح أسعار الحمضيات المحلية من 2 إلى 4.5 ليرة تركية ويختلف السعر حسب الصنف والجودة، بينما الحمضيات التركية أفضل نوع ما يقارب 4 ليرة تركية أو أقل. 

وتابع القاضي: "نتيجة الظروف المعيشية الصعبة يبحث الأهالي عن السلع الأرخص سعراً، ولو كان على حساب الجودة والطعم، لذلك أصبحت الحمضيات التركية منافساً قوياً، ويؤدي ذلك في بعض الأحيان لخسائر لمزارعي الحمضيات المحلية".

ويأمل المزارعون من المنظمات المهتمة بشؤون الزراعة زيادة الاهتمام بهذه الزراعة، ودعم سلسلة الإنتاج لتخفيف التكاليف عليهم، وإدخال أصناف جديدة وتوسيع رقعة المساحات المزروعة للوصل إلى محصولٍ وافرٍ يؤمن الاكتفاء الذاتي من هذه الزراعة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات