طيلة ست سنوات؛ جاهداً حاول الخطيب التمسح بالثورة والثوّار وحمل علمهم وجال به في الملاعب ووصف أسد ونظامه في أكثر من مُناسبة بالمجرمين، وفي تموز/ يوليو بدا الخطيب أكثر وضوحاً في تأييده للثورة، حيث كتب في تويتر حينها: "لن ألعب لمنتخب سوريا طالما هناك قصف للبلدات والمدن السورية، خصوصا مدينتي حمص"، وأضاف في تغريدة في تشرين ثاني/ نوفمبر 2012، إنه معتزل اللعب مع المنتخب حتى يقف نزيف الدم وقصف الشعب السوري".
وعند تفجير ما يُعرف بخليّة الأزمة؛ أبدى الخطيب فرحه الشديد لموت أفراد تلك الخليّة، وكتب: "لا شماتة بالموت، لكن في ناس لمّا بتموت كل الناس بتزعل عموتها، وفي ناس بنفرح عموتهم، وهؤلاء الأشرار"، وأضاف: "واليوم الحمد لله 90 في المئة من الشعب السوري فرحان".
في آذار من العام 2017 انتقل الخطيب من مركب الثورة المتعثر إلى مركب النظام الغارق، ظنّ الخطيب مُخطئاً أنّ النجاة ستكون بالتقرب من الأسد، وفي آب من العام ذاته؛ جلس الخطيب ذليلاً تحت صورة بشار الأسد في مطار دمشق الدولي، ليخرج بعدها الخطيب ويُعلن تأييده لآلة القتل التي يُديرها الأسد، والتي دمّرت مديّنته حمص عن بكرة أبيها.
أكثر من ذلك خرج الخطيب بجانب بشار الأسد يضحك على جُثث أصدقائه الذين قتلهم الأسد ذاته، وكان الخطيب نقل للسوريين في وقتٍ خبر مقتل صديقه لاعب نادي الكرامة أحمد سويدان، وكتب الخطيب حينها: "أنقل إليكم خبر استشهاد أول لاعب كرة قدم بسوريا، ولاعب نادي الكرامة، بخالص الحزن والأسى حبيبي وصديقي أحمد سويدان".
خرج الخطيب إلى جانب الأسد مُتناسياً كافة الجرائم التي ارتكبها وكعميلٍ خائن أنهى مهمّته وعاد لنظامه، كان الخطيب فَرِحَاً بتكريمه من قِبل القاتل وتوقيعه بالدم على قميصه.
بعد أربع سنوات من العودة المُذلة لحضن الأسد، ظنّ الخطيب أنّه بات من المقرّبين للنظام، وظنّه يستطيع التصرف كما يشاء؛ غير أنّه تناسى أنّه لا يُمكن لأحد أنّ يقوم بفعل الخيانة دون ضوءٍ أخضر من الأسد، وأنّه -أي الأسد- لا يقوم بهذا الفعل إلّا تحت الطاولة، أمّا وقد فعلها الخطيب علناً؛ فقد حلّت عليه لعنة النظام وتحوّل إلى مكسر عصا.
إذن؛ انتهت مهمّة الخطيب بالنسبة لنظام الأسد؛ استفاد منه حتى الرمق الأخير، قرّر النظام التخلص من الخطيب، لكنه قرّر أيضاً الاستفادة منه حتى وهو يقوم بالتخلص منه، ليظهر نفسه على أنّه رافضاً للتطبيع مع إسرائيل، وأنّ تصرّف الخطيب كان شخصياً.
تحوّل الخطيب إلى مكسر عصا والتضحية به علناً ، وعلى الملأ أخرجه عن طوره وصدّر بياناً حاول من خلاله التغطية على مشاركته مع المدرب الإسرائيلي، وفتح النار أيضاً على رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا، ليؤكد الخطيب أنّه ومعلا في ذات المركب، وأنّ الفعل الذي ارتكبه الخطيب سبق لمعلا أن ارتكبه، وقال الخطيب في بيانه إنّه: "يستغرب أنّ يكون القرار الموقّع بحقه قد صدر من السيد فراس معلا رئيس الاتحاد الرياضي العام حالياً، والذي سبق وأن شارك في أكثر من بطولة ضمت لاعباً من الكيان الصهيوني".
أزفت ساعة الحقيقة، وعلم الخطيب أنّه ضُحي به، وتحوّل لكبش فداء، فهل يحوّل بوصلته ويعلن من جديد تأييده للثورة، وإن كان كذلك، فهل سيكون مقبولاً من الثوّار بعد أن بانت سوءته وكُشفت حقيقته؟.
التعليقات (7)