ومن منطلق مسؤوليتي المعرفية بمحتويات المتاحف السورية ودور المخطوطات النادرة التي تمتلكها مخازن المكتبة الظاهرية بدمشق ومتحف الوثائق التاريخية ومخطوطات مكتبة الجامع الكبير بحلب أو بدمشق، ومكتبات ومصنفات وثائقية متنوعة.. ومن واقع اطلاعي على وثائق متحفية أخرى موثقة في متاحف بعض الدول الإسلامية في الاتحاد السوفييتي السابق والصين وتركيا وإيران وآذريبجان، أؤكد بأنه ليس هناك مخطوطات تعود إلى عهد الرسول ولا إلى خلفائه ولا إلى الصحابة ولا التابعين في حلب، وهذا الحديث محض خرافة كتبه أحد الأميين الذي يدّعي أنه مختص بالتاريخ الإسلامي.
هناك شذرات من بقايا نصوص كتبت على جلد الغزال أو ورق البردي المصري أو قصاصات من النسيج وغالبيتها محفوظ في متاحف عالمية بين أوروبا وآسيا وفي تركيا والمملكة العربية السعودية والعراق، وأهمها مصحف عثمان بن عفان المحفوظ في متحف إسطنبول، إضافة إلى نسخة سمرقند عاصمة أوزبكستان الحالية .
أما عصر التدوين الإسلامي فقد بدأ على استحياء في القرن الثالث هجري .. لذلك لم يعثر على أي مخطوطة تعود إلى عصر الرسول الكريم أو خلفائه الراشدين إلى اليوم.. ولمن يرغب من السادة المهتمين، هناك كتاب هام نشرته وزارة الثقافة العراقية في العام 1982 يُعرَض فيه توثيق نادر لأهم وأقدم المخطوطات الإسلامية في مكتبات العالم.
كما أن اكتشاف تماثيل مع المخطوطات يوضح سخافة هذا الترويج وسطحيته.. أما من ناحية أن المحتل الإيراني لم يسرق مخطوطات ووثائق إسلامية أو تاريخية فأنا أؤكد أنه فعل.. وكذلك الجيش الروسي في تدمر وغيرها عصابة فاغنر) وسبق أن تحدثت بالوثائق والشهادات عن هذا الأمر عشرات المرات في مقالات ولقاءات متلفزة ومعروفة للجميع.
وقصة نزيف المخطوطات الأثرية وسرقتها وتهريبها، قصة طويلة ومحزنة، بدأت منذ زمن بعيد ولكنها اليوم أكثر إجراما وصفاقة.. ومحمية بقوة السلاح والحواجز الأسدية وحشودهم الطائفية المشتركة في تهريب الآثار والمخدرات والأعضاء البشرية..!!
•سعد فنصة: المدير الأسبق لقسم التصوير والأرشيف البصري للآثار السورية، مدرس ومحاضر في معهد الآثار بدمشق ، عضو مؤسس في جمعية العاديات بدمشق لحماية الآثار السورية.
التعليقات (2)