صهاريج القاطرجي ليست للنفط فقط.. 3 أنشطة محظورة تمارسها في الخفاء

صهاريج القاطرجي ليست للنفط فقط.. 3 أنشطة محظورة تمارسها في الخفاء
بات مشهد مئات صهاريج النفط على مشارف مدينة الطبقة في محافظة الرقة اعتيادياً، وبشكل شبه يومي تتوجه تلك الصهاريج مُحملة بالنفط من مناطق سيطرة ميليشيا قسد في دير الزور والحسكة باتجاه مناطق سيطرة ميليشيا أسد.

ولاتحمل هذه الصهاريج النفط فقط، بل هي وسيلة جديدة لتهريب وإدخال المخدرات من مناطق سيطرة النظام لمناطق سيطرة قسد في شرق وشمال سوريا، ففي تاريخ 9 من ديسمبر الجاري ضبط حاجز لميليشيا قسد كميات من الحبوب المخدرة، كانت مخبأة في أحد صهاريج شركة القاطرجي، حيث تم العثور على المخدرات داخل صهريج لنقل النفط قادم من مناطق سيطرة ميليشيا النظام، عبر معبر "صفيان" جنوب الطبقة بريف الرقة الغربي، وفق ما قالت عدة شبكات محلية، منها شبكة عين الفرات.

وقالت الشبكة إن قسد عثرت على 1500 حبة مخدرة نوع كبتاجون مخبأة في أحد الصهاريج، أثناء وصول 125 صهريجاً تابعاً لشركة حسام القاطرجي بهدف التوجه نحو الحسكة للتزود بالنفط الخام، حيث تجمعت الصهاريج في ساحة المعبر بهدف تفتيشها من قبل قسد قبل السماح لها بالدخول إلى مناطق سيطرتها والوصول إلى الآبار في ريف الحسكة.

وصادرت قسد الصهريج عقب العثور على الحبوب المخدرة، واعتقلت السائق ومساعده ونقلتهم نحو مركز الأمن في مدينة الطبقة.

كما أوقفت كامل القافلة النفطية في ساحة معبر صفيان بهدف إعادة تفتيشها بشكل دقيق من جديد، ومن ثم السماح لها بالعبور مع مرافقة عسكرية تضمن وصولها إلى آبار النفط والعودة إلى مناطق النظام دون أن تحيد عن طريقها، وفق الشبكة.

 وهذه هي المرة الرابعة التي يتم فيها ضبط مخدرات في صهاريج القاطرجي القادمة من مناطق النظام، آخرها بتاريخ 26 مايو/آيار الماضي، وقبلها بتاريخ 11 من ذات الشهر مايو، وقبلها في شهر شباط من ذات العام 2021.

3 أنشطة رئيسية

مصادر محلية من الرقة قالت إن عمليات تهريب المخدرات عبر صهاريج القاطرجي ليست بالجديدة بل هي قديمة، وتعتبر من أكبر الطرق لدخول المخدرات لمحافظة الرقة وشرق سوريا عموماً، ولا تقف الأمور على المخدرات فقط، فهي طريق لتهريب البشر والممنوعات كذلك، وحول الموضوع يقول محمد وهو سائق في شركة ميليشيا القاطرجي، "الصهاريج باتت تنقل كل شيء ممنوع ويلجأ بعض السائقين للعمل مع جهات عدة، بعضهم ينقل المخدرات وقسم آخر الدخان، وقسم آخر يهرب البشر لمناطق الرقة ودير الزور كون قسد لا تسمح لأي شخص بدخول مناطق سيطرتها إلا بكفالة.

ويشير محمد إلى أن السائقين وجهات أخرى تنسق معهم، "يستغلون قضية الحصانة التي يتمتع بها السائق العامل مع القاطرجي فنحن لا نتوقف عادة على الحواجز، سواء حواجز النظام أو قسد ونادراً ما يتم توقيف أحد وطلب ثبوتياته، والأمر قديم وأغلب السائقين مطلوبون للنظام، لكن يكفي أنك تعمل تحت أمرة القاطرجي لتتنقل بحرية، وكون أغلب الصهاريج لا تتعرض للتفتيش أثناء قدومها من حمص عادة فهي وسيلة للتهريب، ويقوم بعض السائقين بإيصال الشباب الهاربين من مناطق النظام نحو الرقة ودير الزور مقابل مبالغ مالية من 100-200 دولار عادةً ويصطحبونهم معهم من مناطق نظام أسد للرقة كمساعد سائق، ومن هناك يواصلون رحلتهم عبر شبكات تهريب نحو تركيا". 

وفي ذات السياق قال الناشط محمد عثمان من الرقة ‏إن نظام الأسد أغلق جميع المعابر بين مناطق سيطرته وبين مناطق سيطرة ميليشيا قسد بريف الرقة عن العمل بشكل شبه كامل، حيث منع النظام حركة البضائع فقط، أما صهاريج النفط التابعة للقاطرجي فلا تتوقف حركتها ولا زالت تعبر بشكل يومي. 

تاجر حرب

ويبدو أن القاطرجي بات يوسع نفوذه بشكل كبير في عموم سوريا، ولم يعد النفط القادم من الشرق وحده ما تنقله صهاريجه، وحول الموضوع يقول الناشط محمد الشامي: "القاطرجي كان المستفيد الأول من الحرب الدائرة في البلاد ويعتمد على توسيع نفوذه بشبكة علاقات ضخمة، بدأت منذ أيام سيطرة تنظيم داعش حيث كان وسيطاً بين داعش والنظام، وداعش وقسد، حيث كان ينقل سلعاً هامة مثل القمح والقطن والنفط، وبعد زوال التنظيم بات الوسيط الوحيد بين قسد والنظام، وبات أسطوله من صهاريج النفط الشريان الأهم الذي يمد النظام بالنفط". 

ويضيف الشامي: أن المخدرات باتت إحدى السلع التي يروجها القاطرجي مستعيناً بشبكة كبيرة من الشركاء المحليين الذين ينسق معهم، وخصوصاً من كوادر ميليشيا PYD في الرقة وبعض قيادات ميليشيا قسد،  وأن "المخدرات تأتي من مناطق النظام ويقوم هؤلاء بترويجها في الرقة ثم جنوباً في دير الزور، وشمالاً في الحسكة ومنبج، وهناك بعض السائقين العاملين لدى القاطرجي كانوا تحدثوا عن نقل بعض القطع الأثرية وتهريبها من شرق سوريا نحو حمص، ومن هناك تُهرب لخارج البلاد".  

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات