صحفي أمريكي يقاضي نظام أسد ويروي قصة نجاته الغريبة من سجونه

صحفي أمريكي يقاضي نظام أسد ويروي قصة نجاته الغريبة من سجونه
تقدّم صحفي أمريكي بدعوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية ضد نظام الأسد، بسبب تعذيب شديد تعرض له في سجونه خلال السنوات الماضية، إضافة لكشفه أساليب التعذيب والانتهاكات التي يمارسها شبيحة أسد تجاه المعتقلين، ولاسيما شهادته حول مقتل الطبيب البريطاني عباس خان تحت التعذيب في أقبية المخابرات قبل سنوات.

وفي مقابلة مع راديو "إن بي آر" الأمريكي، تحدث الصحفي الأمريكي، كيفن داوز ولأول مرة عن الظروف المأساوية وأساليب التعذيب التي تعرّض لها خلال فترة اعتقاله في سجون أسد منذ عام 2012 وحتى إطلاق سراحه بصفقة روسية عام 2016، لكن بقي يعاني آثاراً نفسية سيئة منذ خروجه، إضافة لنيته المطالبة بتعويضات من صندوق أمريكي خاص بضحايا الدول المدرجة على قوائم الإرهاب.

شاهد على الهولوكوست

داوز كان دخل الأراضي السورية في تشرين الأول عام 2012 بهدف تغطية أحداث الثورة السورية، ليتم اعتقاله على أحد حواجز ميليشيا أسد حينها ونقله إلى أحد معتقلاتها في العاصمة دمشق، حيث تعرض لتعذيب واسع وصل لإعاقة دائمة، وخرج فيما بعد من بصفقة روسية في نيسان عام 2016، رغم إنكار النظام وجوده في سجونه.

وقال داوز بحسب ما ترجم موقع (عربي21): "اعتقدت أنه يمكنني أن أحمل الكاميرا وأذهب إلى أماكن لا يذهب إليها أحد آخر. وبالفعل، وجدت أنه يمكنني ذلك. لقد كسرت العديد من القواعد، وهذا لم يلقَ استحساناً من الكثيرين"، مشيراً إلى أنه يعاني "إعاقة دائمة" بسبب "التعذيب الفظيع" الذي تلقاه في سجون ميليشيا أسد وأدى لتلف في أعصاب إحدى قدميه.

وأضاف الصحفي الأمريكي أنه احتُجز في زنازين تحت الأرض لا تصل إليها أشعة الشمس، إضافة لضرب مبرح وتعذيب شديد تعرض له من قبل المحققين الشبيحة الذين كانوا يتهمونه بالانتماء لـ (السي آي إيه) ثم يضربوه بشكل قاسٍ.

كما تحدث داوز عن أساليب فظيعة تعرض لها المعتقلون السوريون داخل معتقلات أسد ولاسيما تعذيب الأطفال وقال: "رأيت أشياء فظيعة.. رأيتهم يعذبون أطفالاً.. أعتقد أنهم أرادوا مني أن أرى؛ لأنهم كانوا متأكدين من أنه سيكون بإمكانهم قتلي".

لقاؤه بالطبيب البريطاني 

غير أن الصحفي الأمريكي وخلال شهادته ضد نظام أسد، أكد أنه التقى الطبيب البريطاني، عباس خان، الذي اعتقلته ميليشيا أسد بعد دخول سوريا في تشرين الثاني 2012، وأنكرت وجوده رغم الضغوطات الدولية ليتم قتله فيما بعد تحت مزاعم أنه "شنق نفسه".

ويقول داوز في هذا الصدد: "التقينا عندما كنا في زنزانتين متجاورتين، كنا نستطيع الحديث مع بعضنا من تحت الباب.. كانوا يسكبون عليه الماء الساخن ثم يضربونه.. لقد فعلوا نفس الأمر معي".

كما أكد الصحفي الأمريكي أن نظام أسد كان يخفي حقيقة وجود الطبيب خان في سجونه رداً على مطالبات حكومته وعائلته، لكنه أُجبر في أواخر 2013 على الاعتراف بذلك وتمت دعوة والدته، فاطمة خان، لزيارة سوريا والاطمئنان على ابنها بعد أن طمأنها مسؤولون في نظام أسد عبر الهاتف بأن خان سيطلَق سراحه قريباً، لكن المفاجأة الصادمة كانت مع وصول والدته حاملة الورود والهدايا للقاء ابنها، حين أبلغها أحد عناصر أسد بأنه "شنق نفسه بملابسه في الزنزانة".

لكن داوز كذّب رواية نظام أسد وقال في مقابلته الأخيرة: "في هذه الزنازين، لا توجد وسيلة ليشنق نفسه. لا يوجد شيء ليعلّق نفسه عليه.. لا يوجد لديه (عباس) سبب للانتحار، لا يوجد سبب لذلك.. كان في طريقه للذهاب إلى البيت".

ويضيف الصحفي الأمريكي: "أنا آخر شاهد له.. أعرف أنه تعرّض للتعذيب، وأستطيع أن أخبرهم جميعاً عن السجن الذي كنا فيه".

غير أن زيارة فاطمة خان الأولى لزيارة ابنها الطبيب عباس في تموز 2013 شكّلت خدمة كبيرة للصحفي الأمريكي الذي كان نظام أسد ينكر وجوده لديه، إلا أنه وفي تلك الزيارة أبلغ عباس والدته عن قصة داوز وطلب منها إبلاغ السفارة الأمريكية بذلك. وبالفعل، تحسنت معاملة الصحفي الأمريكي بشكل مفاجئ وتوقف التعذيب وقال: "تم وضعي في زنزانة مضاءة، بدلاً من الزنزانة المعتمة المليئة بالقمل.. أنا مَدين لعباس بالكثير".

وعباس خان، هو طبيب العظام البريطاني، الذي دخل سوريا عام 2012، لتقديم العلاج للسوريين في المشافي الميدانية ولاسيما أنه كان متأثراً بمشاهد الأطفال الجرحى بحسب شهادة شقيقته سارة، لكنه سرعان ما تعرض للاعتقال من ميليشيا أسد وبقي حتى وفاته تحت التعذيب في المعتقل.

دعاوى متشابهة ضد أسد وإجرامه

خرج داوز من سجون ميليشيا أسد قبل خمسة أعوام، وبقي ممتنّاً للطبيب البريطاني الذي كان سبباً في صفقة خروجه من معتقلات الموت في سوريا، ولذلك أطلق داوز دعوى قضائية أمام المحكمة في واشنطن ضد نظام أسد لاتهامه بتعذيبه وإساءة معاملته والإدلاء بشهادته حول الأساليب الإجرامية التي يتعرض لها المعتقلون في سجونه وخاصة الأطفال.

وبحسب الموقع، فإن عائلة الطبيب البريطاني أيضاً تخطط للبدء بتحرك قانوني أمام المحاكم البريطانية حول قضية ابنها عباس خان، وسيكون الصحفي الأمريكي الشاهد الأساسي والوحيد الذي التقاه في معتقلات أسد في ذات الظروف.

التعليقات (1)

    SOMEONE

    ·منذ سنتين شهرين
    الفظائع التي ترتكب داخل سجون النظام البعثي العلوي المجرم بحق المُعتقَلين لا يمكن تصورها أو وصفها لوحشيتها المتناهية و وحده من شاهدها بأم عينه أو كان تحت التعذيب يستطيع أن يدرك ذلك. كل أنواع التعذيب و أدوات التعذيب مباحة لرجال المخابرات و هم يعذبون ضحية ما و لو أدت إلى وفاته فليس عليهم أي مسؤولية جنائية لأن هذا النظام قائم على هذا المبدأ و الشعب السوري ضحية هذا النظام منذ أكثر من ٥٠ عاماً و حتى الآن!!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات