وأعلنت وزارة صحة الأسد صباح اليوم الخميس 16/12/2021 عن رفع سعر 12758 مستحضر دوائي (فعلياً جميع الأصناف)، لكن مؤسسات نظام الأسد كعادتها لم تستخدم كلمة رفع وإنما تعديل، وذلك لكثرة قرارت رفع الأسعار التي طالت عشرات السلع والمنتجات الأساسية منذ حوالي عام وأكثر من مرة، وأهمها الغاز والأدوية والوقود والخبز ..الخ.
وجاء في نص القرار "عطفاً على صدور قرار اللجنة الفنية العليا للدواء في جلستها رقم ٣١٢٧ المنعقدة بتاريخ ٢٠٢١/١٢/٩ نرفق لكم ملف تعديل أسعار الأدوية بصيغة pdf"، والملف كبير جداً يحوي على أكثر من 700 صفحة، حيث حوى على رفع سعر12758 مستحضراً دوائياً كما هو مذكور أعلاه.
النظام يتفنن بإذلال الموالين والسوريين بمناطق سيطرته
واللافت في الأمر أن معظم مستحضرات الأدوية تم رفع سعرها بنسبة تترواح بين 25- 30 بالمئة بعد أقل من 12 ساعة من زيادة بشار الأسد الرواتب والأجور للموظفين (الجزء الأكبر غير موظف) بالنسبة نفسها، علماً أن زيادة الرواتب لن يتم قبضها حتى أول الشهر القادم، بينما سيتم تنفيذ قرار رفع الأدوية من اليوم.
وجاءت زيادة الرواتب صادمة بعد طول انتظار حيث تفاجأ الموالون بزيادة بين 25- 30 بالمئة فقط من أصل الراتب، أي ما يعادل (6-8) دولارات، بينما كانوا يطالبون بـ300 بالمئة على أقل تقدير.
وظهرت هذه الصدمة على مختلف الصفحات الموالية وحتى على صفحة رئاسة الجمهورية التي تجرأ فيها الموالون على توجيه السب والشتم معتبرين أن الأمر استمرار للمهزلة التي تعيشها البلاد ومحاولة للضغط على الناس وإجبارهم على الرحيل.
واستطاعت "أورينت نت" أن توثق بعض هذه التعليقات التي تم حذفها جميعاً وتضعها أمام قرائها ومنها قول أحدهم ويدعى "حمزة يونس": (الله لا يكتر خيركم ولا يعوض عليكم بجاه معتر وفقير بهالبلد).
القرار الثالث: تعويض عائلي مضحك
تلا مرسوم زيادة الرواتب مرسوم رئاسي آخر عن التعويض العائلي للموظفين أيضاً وليس لغيرهم، ورغم الاسم الكبير "مرسوم رئاسي إلا أنه قضى بتخصيص دولار واحد للزوجة تعويضاً عن كل شهر وأقل من نصف دولار للولد الأول وأقل من ذلك للثاني والثالث، ولا يوجد أي تعويض لما بعد ذلك.
ولاقى هذا القرار كما القرارين السابقين موجة غضب من قبل الموالين، لم تعدو "فشة خلق" على صفحة فيس بوك أو تغريدة تويتر.
بعد الرواتب والأدوية والتعويض العائلي عصة قبر
عصة القبر هي ما كشفت عنه تعليقات السوريين بمناطق أسد على قرار رفع أسعار الأدوية، فمن جهة أتت متماثلة مع نسبة زيادة الرواتب الأمر الذي اعتبروه وقاحة وضحك مفضوح عليهم، ومن جهة أخرى فإن عدداً كبيراً من الأدوية والمهمة لم تتوفر بالأسواق حتى بعد رفع السعر، وفقاً لتجارب شخصية ذكرها المتفاعلون على الخبر في تعليقاتهم.
ويأتي هذا رغم أن رفع أسعار الأدوية، كان بهدف “تأمين استمرار الأدوية” في ظل ارتفاع تكاليف إنتاجها، وتعرض أصحاب المعامل لخسارات مالية، وفق تصريحات كثيرة لأصحاب معامل الأدوية القائمين على قطاع الصحة في نظام الأسد.
وتعاني مناطق سيطرة النظام، من أزمة مستمرة في نقص الدواء، ولا تفلح إجراءات النظام المتخذة بالتخفيف من آثارها على المواطنين.
ولا تعتبر أزمة الدواء جديدة في مناطق سيطرة الأسد، فمنذ مطلع تشرين الثاني الحالي، فُقدت العديد من الزمر الدوائية، وتم رفع أسعارها أكثر من مرة.
وفي 17 من حزيران الماضي، رفعت وزارة الصحة التابعة لنظام أسد سعر أكثر من 11 ألف صنف دوائي بنسب تقارب 30%، ما أثار استياء سوريين ، بسبب الأزمة الاقتصادية وضعف قدرتهم الشرائية.
وشهراً بعد آخر تتفاقم الأزمة الاقصادية بمناطق سيطرة أسد يرافقها قرارات تعسفية وأزمات انعكست على السوريين بين غلاء فاحش وبطالة متفشية وعجز شرائي للسكان المرهقين من سياسة أسد خلال السنوات العشر الماضية، ولا سيما مع رفض نظام أسد الاستجابة للمطالب الشعبية والدولية المطالبة بحل سياسي ينهي الصراع وينقذ البلاد من مجاعة مقبلة.
التعليقات (2)