وسط واقع كارثي.. مخيم الركبان يعود للواجهة باعتصام مفتوح و3 مطالب

وسط واقع كارثي.. مخيم الركبان يعود للواجهة باعتصام مفتوح و3 مطالب
في ظل الظروف المعيشية الصعبة والحصار الخانق واستحالة تأمين المواد الأولية الضرورية للاستمرار في الحياة، يعاني أهالي مخيم الركبان من تجاهل أممي ودولي يضعهم في دائرة الخيار الواحد والطريق المجهول، وإجبارهم على العودة إلى مناطق سيطرة نظام أسد. 

كما تتواصل صرخات الأهالي في المخيم للمطالبة بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية التي من شأنها أن تضع حداً للجوع والعطش وتفشي الأمراض وعودة الأطفال للتعليم، وعدم جعل العودة لمناطق سيطرة أسد خياراً وحيداً ينجيهم من الموت.

اعتصام مفتوح وواقع إنساني مأساوي 

وبعد استمرار الأمم المتحدة بتجاهل مطالب أهالي مخيم الركبان، وعزوفها عن الاستجابة لإدخال المساعدات الإنسانية، عمد الأهالي للبدء باعتصام مفتوح موجه لقوات التحالف الدولي، والتي تتخذ من منطقة التنف المحاذية للمخيم قاعدة لها بهدف المطالبة بعدة أمور يعتبرونها ضرورية لهم.

 

وبحسب ما صرّح به "عقبة البطة" الناشط من مخيم الركبان في حديث خاص  لموقع "أورينت نت"، فإن الاعتصام تركز على مطالبة قوات التحالف بتأمين الاحتياجات الأساسية، وأهمّها الغذاء وتأمين دخوله، إضافة إلى توفير اللقاحات والأدوية العلاجية ودعم قطاع التعليم والمشاريع الصغيرة.

وأشار "البطة" إلى أن الاعتصام مفتوح ومرهون انتهاؤه بتحقيق كافة المطالب التي نادى بها الأهالي، مؤكداً أن أكثر من ١٣ ألف نسمة يعيشون كنازحين وهم مقسمون على ثلاثة مخيمات، أهمها وأكبرها مخيم الركبان، وأن هذه المخيمات تعيش أوضاعاً صعبة للغاية وحياة أشبه بالموت بسبب انقطاع كافة الاحتياجات الأساسية عنها.

 

تعليم بدائي وكتب مهترئة

وحول هذا الموضوع يقول "عبد الحميد الخلف" مشرف مدارس مخيم الركبان  "لأورينت نت": إن التعليم في المخيم مقتصر على المرحلة الأولى فقط، ويبلغ عدد المدارس أربع بالإضافة إلى ثلاث غرف صفية، بينما يبلغ عدد الكادر التدريسي حوالي أربعين مدرساً وعدد الطلاب ما يقارب ٧٠٠ طالب يتوزعون على تلك المدارس.

وبيّن "عبد الحميد" أن المرحلة التعليمية تنتهي ببلوغ الطالب الصف السادس بسبب عدم وجود منهاج للمرحلة الإعدادية، وعدم توفر الكوادر التعليمية ذات الاختصاص، كما إن آخر دفعة كتب وصلت قبل نحو ثلاث سنوات، موضحاً أن التسرب الدراسي بعد المرحلة الأولى يبلغ 100٪، إضافة لعدم توفر الخيارات لدى الاهالي لتعليم أطفالهم باستثناء إرسالهم إلى مناطق سيطرة النظام، وهذا الأمر يشكل مخاطرة حقيقة بحياة الأطفال وأهاليهم.

وأفاد أن الواقع التعليمي تطوعي بشكل كامل باستثناء مبادرات أهلية من المخيم، وهي عبارة عن منح بسيطة جداً هدفها فقط منع توقف العملية التعليمية، في حين أن أهم العوامل التي جعلت قطاع التعليم يتراجع هو إغلاق نقطة اليونسيف من قبل الأردن قبل عامين، وإهمال الحكومة السورية المؤقتة لهم.

قطاع طبي منهار

 

وبحسب ما أفاد مسؤول النقطة الطبية في مخيم الركبان "شكري شهاب" في حديث خاص "لأورينت نت"، فإنه توجد نقطة طبية واحدة تحوي على بعض الأجهزة البدائية والقليل من الأدوية من أجل تخديم الحالات الباردة في مخيم الركبان، كما إن القطاع الطبي منهار بشكل فعلي ويحتضر منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكل ما يقومون به عبارة عن إنعاش بطيء.

ونوه "الشهاب" بأن اللقاح الخاص بالأطفال غير متوفر، وأنهم منذ أكثر من سنتين غير ملقحين بأي نوع من اللقاحات المرخصة من قبل الصحة العالمية، إضافة إلى عدم وجود أطباء وندرة في الأجهزة الطبية التشخيصية، موضحاً أن الأمر مقتصر على وجود بعض الممرضين الذين يعملون على تخديم الحالات المرضية حسب الاستطاعة، أما التي تحتاج إلى عمل جراحي فتضطر للذهاب إلى مناطق سيطرة نظام أسد أو البقاء لمواجهة الموت.

تضييق دولي  مقصود 

ويستمر المجتمع الدولي في سياسة غض البصر عن ممارسات نظام أسد، بل يكاد أن يناصره من خلال تجاهل أهالي مخيم الركبان ومطالبهم، وتركهم فريسة لهذا النظام لإجبارهم على العودة لمناطق سيطرته من خلال منع المساعدات الأممية وعدم فتح ممرات آمنة تسمح بخروج آمن لهم وإغلاق الحدود مع الأردن.

ويبيّن الناشط السياسي "مضر الحماد" لأورينت نت أنه توجد محاولات للتضيق على أهالي المخيم لأهداف سياسية من أجل إجبارهم على العودة لمناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية الموالية، إضافة لإخلاء المنطقة كونها استراتيجية تشرف على الحدود الأردنية والعراقية، وبالتالي جعل المنطقة قاعدة عسكرية تتبع لإيران من أجل ضمان وصول الإمدادات لقواتها.

وأفاد الحماد أن محاولات التضييق هي سياسة يعمل عليها النظام والدول الحليفة له، لتصدير صورة محسنة للمجتمع الدولي كراع للشعب السوري وأنه الملجأ الوحيد لهم، خلاف ما يحدث لبعض العائلات العائدة التي تعرضت للاعتقال والتعذيب، مطالباً الأمم المتحدة بالعمل على الإشراف الكامل على المخيم وتحسين الأوضاع الإنسانية والطبية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات