وقال وزير الزراعة اللبناني، المحسوب على ميليشيا حزب الله، المدعو (عباس الحاج حسن) في تصريحات جديدة على تلفزيون "لنا" التابع لنظام أسد، يوم أمس: إن "الحرب اليمنية هي أكثر حرب يجب أن تنتهي اليوم".
وأضاف الوزير الموالي لإيران: "لا يمكن لأي إنسان أن يرى مئات الآف القتلى والمشردين والجياع ويبحثون عن أمل ولا يجدونه ويقول بأن الحرب يجب أن تستمر، وبغض النظر عن السبب والمسبب، ولينتصر من يشاء، لكن على الحرب أن تنتهي".
تلك التصريحات تعد استفزازاً وتعدّياً جديداً على دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما السعودية بسبب الأزمة الراهنة التي يعيشها لبنان على خلفية تصريحات مشابهة لوزير الإعلام جورج قرداحي، أدت لأزمة غير مسبوقة كونها دفعت دول الخليج لمقاطعة لبنان اقتصادياً وسياسياً، وأجبرت قرادحي في النهاية على الاستقالة من منصبه، الأسبوع الماضي، نتيجة الضغوط الدولية والداخلية.
كما يشكل كلام وزير ميليشيا "حزب الله" في حكومة نجيب ميقاتي، إحراجاً جديداً للأخير الذي يستميت بكافة الوسائل على إصلاح مسار العلاقات بين بلاده والدول الخليجية، ولا سيما بمبادرات عديدة أطلقها لأجل ذلك وأبرزها وساطة فرنسية لدى السعودية لإعادة المياه إلى مجاريها بهدف إنقاذ لبنان من كبرى أزماته السياسية والاقتصادية.
وكانت تصريحات عدائية تجاه المملكة العربية السعودية والإمارات، أدلى بها قرداحي قبل توزيره، ضمن برنامج "برلمان شعب"، خلال الأشهر الماضية، أدت لأزمة غير مسبوقة بين لبنان ودول الخليج ، حين أعرب الإعلامي الشهير من خلالها عن وقوفه وتضامنه مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وقال إن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي"، وإن "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بطائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية".
ويتبنى محور إيران (حزب الله وحركة أمل) التصريحات المعادية للدول الخليجية باعتباره منحازاً بشكل لافت لمشروع خامنئي في المنطقة العربية، وهو أمر يعمّق الأزمة بين لبنان وأشقائه العرب، باعتبار أن الخلاف العربي مع لبنان يدفعه بشكل أكبر تجاه إيران، خاصة أن الخلاف الحالي لا يقف عند تصريحات إعلامية أو سياسية بل يراه مراقبون جزءاً من الصراع العربي الفارسي، وهو ما أكده رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تعليقه على الأزمة الحالية مع السعودية.
التعليقات (4)