3 تطورات ميدانية وسياسية بمناطق سيطرة قسد.. هل تصب بمصلحة نظام الأسد؟

3 تطورات ميدانية وسياسية بمناطق سيطرة قسد.. هل تصب بمصلحة نظام الأسد؟
تشهد مناطق شمال شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قسد تطورات ميدانية وسياسية من شأنها أن تأثر على مستقبل المنطقة التي يهيمن عليها التحالف الدولي، وقد تصب هذه التطورات بمصلحة نظام أسد وتضيف له مكاسب جديدة.

ففي نهاية شهر تشرين الأول الماضي كشف "مركز المصالحة السوري – الروسي" بدير الزور عن وجود اتفاق مع قسد ونظام أسد وروسيا، لإعادة انتشار ميليشيا أسد في مناطق سيطرتها بمنطقة الجزيرة بمحافظة دير الزور.

وتبع ذلك محاولة روسيا تسيير دورية في قرية الحصان بريف دير الزور الغربي، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد رفض الأهالي ذلك ووقوفهم سدا أمام عبور الروس إلى محافظة الرقة.

ولأن روسيا تعتمد على ضوء أخضر من قسد بحسب ما حمله معنى تصريح قائد مجلس دير الزور العسكري أبو خولة تعليقا على حادثة قرية الحصان إن "مرور الروس في دير الزور يأتي ضمن تفاهمات سابقة مع قيادات قسد"، فقد كررت الشرطة العسكرية الروسية الكرة في دير الزور في 19 من تشرين الثاني الماضي، وتمكنت من إدخال رتل عسكري كبير في مناطق قسد باتجاه دير الزور قادما من القامشلي، وكانت تسانده طائرات مروحية.

ويعتبر الجيش الروسي أن هذه الدورية "نسخة تجريبية من سلسلة دوريات مقبلة، وهدفها إثبات الوجود، وفق ما نقله موقع وزارة الدفاع الروسية.

وبالتزامن مع تحركات روسيا قام نظام أسد بتسويق وجود شخصيات عشائرية مستعدة لإجراء تسوية معه وأعلن أن بعضهم جاء بالفعل إلى مدينة دير الزور لهذا الغرض حيث بدأ هناك في تشرين الأول الماضي ما سماها "تسوية" جديدة ووصلت اليوم البوكمال بعد مدينة الميادين.

مباحثات وزيارات مكوكية 

لم تكتفِ روسيا بتحركاتها على الأرض، إذ شهد شهر تشرين الثاني الماضي استقبال وزير خارجيتها لوفود من "الإدارة الذاتية" على رأسهم إلهام أحمد رئيسة ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطي، حيث بحث سرغي لافروف مع إلهام الأوضاع في شمال شرق البلاد.

من جانبها سلطت صحف موالية للنظام الضوء على الزيارة، وقالت إن زيارة إلهام أحمد إلى موسكو ناقشت المقترح الروسي بدخول 3 آلاف من جنود وضباط قوات النظام إلى مدينة عين العرب.

ووفق مراقبين فإن روسيا تضغط على "قسد" كي تقدم تنازلات لنظام أسد لمعرفة موسكو بحجم الضغط الذي تتلقاه "قسد" من تركيا التي تستعد لعملية عسكرية بحسب التسريبات الإعلامية.

وبحسب مصدر مقرب من ميليشيا قسد في مدينة عين عيسى، فإن اجتماع إلهام أحمد بلافاروف سبقه بنحو عشرة أيام اجتماع بين قادة عسكريين روس وقيادات قسد.

وذكر المصدر لأورينت نت أن الاجتماع كان يناقش إعادة انتشار ميليشيا أسد في عين عيسى ومناطق أخرى من شمال شرق سوريا بينها دير الزور مع عودة مؤسساته.

البحث عن بديل لأمريكا

في حين قال الباحث في مركز جسر للدراسات عبد الوهاب عاصي لأورينت نت، إن لجوء قيادة قسد إلى روسيا ليس جديداً وبدأ أو تسارع منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نيته الانسحاب من سوريا منذ مطلع عام 2018، والذي تكرّس برعاية موسكو لتفاهم حميميم في تشرين الأول 2019 الذي قضى بدخول قوات النظام إلى شرق الفرات، ومن ثم رعايتها جولات التفاوض بين الطرفين في القامشلي ودمشق وصولاً لرعاية اتفاق حي طي في آذار 2021 الذي منحت فيها روسيا امتيازاً لقسد على حساب النظام.

وأضاف تأمل قسد من خلال تعزيز علاقتها مع روسيا بأن توفّر بديلاً عن الحماية الأمريكية لها في حال قررّت واشنطن الانسحاب من سوريا بشكل كامل، ويبدو أنّ هناك تياراً يدعم هذا التوجه مثل إلهام أحمد ومظلوم عبدي ويفضل روسيا على إيران بخلاف قيادة حزب العمال الكردستاني، يُمكن ربط ذلك بالرغبة في تحقيق مزيد من الامتيازات الشخصية لهم، لا سيما مع غياب أي رفض أو اعتراض أمريكي.

وتابع: "لكن هذا التقارب لا يعني بالضرورة ترجيح كفة النظام على قسد لا سيما وأنّ روسيا سبق وأبدت مرونة لصالح قسد في الحسكة على خلاف إيران والنظام، وكذلك لا يعني أيضاً أنّ ترجيح كفة قسد على النظام، فإنّ أي اتفاق بين الطرفين لا يُمكن اختزاله بمعادلة الجميع خاسر أو طرف واحد رابح وآخر خاسر". 

وكان التيار الموالي لإيران ونظام أسد داخل قسد بدأ يتحرك بقوة في الفترة الماضية ويطالب بضرورة العمل مع النظام، ويأتي في هذا السياق تصريح القيادي في pkk جميل بايك لجريدة النهار اللبنانية الذي قال إن علاقتهم بالنظام لها أساس تاريخي، وعلاقتهم بحافظ الأسد وعائلته كانت وثيقة، مبديا استعداد حزبه لأن يكون طرفا مثل العلاقات السابقة التي أقامها على أساس المصلحة العامة للأكراد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات