وقالت "NPR" في تقرير، أمس السبت، إنها أفادت في أواخر عام 2019 بأن نيران مروحية أمريكية قتلت مدنيين اثنين وبترت ذراع مدني آخر أثناء الغارة، ما دفع القيادة المركزية الأمريكية للتحقيق، غير أن البنتاغون في العام الماضي، برّأ القوات من ارتكاب أي مخالفات، وصنّف الضحايا السوريين على أنهم مقاتلون أعداء، وأن عائلاتهم غير مؤهلة للحصول على التعويضات التي تمنحها الولايات المتحدة للمدنيين الذين قُتلوا في الهجمات الأمريكية في الخارج.
لكن رواية البنتاغون للأحداث لم تقدم أي دليل على أن الرجال الثلاثة كانوا مقاتلين أو كانوا يعتزمون تهديد القوات الأمريكية، ما أثار التساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد أخطأت في وصف المدنيين الأبرياء لحماية عملية شهيرة ضد زعيم تنظيم داعش.
طلبت NPR من القيادة المركزية الإفراج عن الوثائق المتعلقة بالعملية والتحقيق، بما في ذلك لقطات عسكرية للعملية، وتقييمات البنتاغون فيما إذا كانت عائلات الضحايا مؤهلة للدفع، وأي اتصالات من كبار مسؤولي وزارة الدفاع تناقش احتمال مقتل مدنيين.
مصطفى شعبان، قريب وصديق مقرب من بركات بركات، السوري الذي أصيب بالحادثة، قال إن بركات فقد ذراعه اليمنى ومعظم أصابع اليد اليسرى في الهجوم.
قد يسلط الكشف عن السجلات الضوء على ملابسات الهجوم وما إذا كان البنتاغون قد أخفى الأدلة على وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو فشل في إجراء تحقيق شامل في المزاعم. وتقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تحقق في مزاعم إلحاق الأذى بالمدنيين، وتخصص أموالاً لتعويض أسر الضحايا المدنيين.
وتقدمت NPR يوم الأربعاء للمحكمة الجزائية للمنطقة الجنوبية لنيويورك بالدعوى التي تتهم البنتاغون بعدم الامتثال لالتزامه القانوني بتقديم المستندات أو الاستجابة في الوقت المناسب لطلبات NPR بموجب قانون حرية المعلومات.
وتنص الدعوى على أن "التسجيلات المتعلقة بالأضرار المدنية التي تنشدها الطلبات الموجهة عبر القضاء، ضرورية لضمان الشفافية والمساءلة عن الإجراءات التي تتخذها حكومة الولايات المتحدة. كما إن المصلحة العامة على المحك في الكشف عن هذه الوثائق لما لها من أهمية قصوى".
وتقول الدعوى القضائية التي رفعتها محطة الإذاعة الوطنية العامة (NPR): "القيادة المركزية الأمريكية لديها تاريخ موثق من التغاضي عن القتلى والجرحى المدنيين حتى يتم الطعن فيها من قبل وسائل الإعلام". "السجلات المطلوبة في هذا الطلب، والتي تتعلق بضربة جوية أخرى ربما تكون القيادة المركزية الأمريكية قد قللت فيها من عدد القتلى المدنيين، لها أهمية عامة حيوية".
ولم يردَّ متحدث باسم البنتاغون على الفور على طلب للتعليق على الدعوى.
في الآونة الأخيرة، خضعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) للتدقيق بشأن دورها في سقوط ضحايا مدنيين في أفغانستان وسوريا.
وكان تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشف مؤخراً تورّط القوات الأمريكية بارتكاب مجزرة قرب دير الزور، راح ضحيتها عشرات المدنيين وذلك في غارات شنتها عام 2019 على آخر معقل لتنظيم داعش بمنطقة الباغوز، فيما حاولت القيادة العسكرية الأمريكية التكتم على تلك الجريمة وإخفاء معالمها.
التعليقات (3)