ورغم محاولاتها عدم ظهور مطامعها الاقتصادية في دير الزور، إلا أن مصادر "أورينت" أكدت استخدام إيران أشخاصاً وواجهات سورية أو عربية، لتغطية نشاطها الاقتصادي واستثماراتها في دير الزور، والتي تموّل غالباً عن طريق منظمات دولية على الأمم المتحدة.
ما هي منظمة "جهاد البناء" الإيرانية؟ ومتى دخلت إلى دير الزور؟
عرّفت المنظمة الإيرانية نفسها بأنها "منظمة إنسانية قامت في سوريا لمساعدة الأهالي المدنيين من أثر الحرب، وباشرت عملها في المنطقة الشرقية بداية 2018"، وذلك خلاف ما هو قائم على أرض الواقع إذ تستحوذ المنظمة على عقود لترميم المدارس والطرقات والجسور، بتواطؤ مع مسؤولي نظام الأسد بدير الزور، وذلك عبر واجهات من المؤسسات وشخصيات من المجتمع السوري معروفة بولائها لنظام الملالي.
ماهي المشاريع التي استحوذت عليها المنظمة الإيرانية؟
لعلّ المبالغ المالية الكبيرة لعمليات الترميم من المؤسسات والمنظمات الدولية الداعمة لإعادة تأهيل المدارس، زادت رصيد هذه المنظمة التي نفّذتها بعقود مالية كبيرة جداً تفوق المرصود لعمليات البناء والترميم، ولا سيما في قرى الريف الشرقي، ففي البوكمال وريفها قامت المنظمة بترميم عشرات المدارس ووضع اسمها علناً عليها، بالإضافة إلى عقود حصلت عليها في قريتي السويعية والهري على الحدود السورية العراقية، وذلك لأهميتها بالنسبة لإيران، لقربها من معبر القائم الحدودي والمعبر الخاص بميليشياتها والذي يسيطر عليه الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران، وتعتبر هاتان القريتان بالإضافة لمدينة البوكمال، مركزاً لسكن واستقرار عوائل عناصر المليشيات الإيرانية.
مؤخراً أعلنت وسائل إعلام النظام عن قيام منظمة "جهاد البناء" الإيرانية بالتعاون مع بلدية النظام بدير الزور عن البدء بمد جسر جديد بالقرب من المعبر الخاص بمليشيا الحرس الثوري الإيراني بين مدينة ديرالزور وبلدة حطلة على الضفة الشرقية لنهر الفرات في الريف الشرقي، وذلك ما يسهّل عبور الميليشيات الإيرانية بين منطقتي الشامية إلى الجزيرة شرق وغرب الفرات، ولاسيما إلى بلدة حطلة التي تعتبرها إيران أكثر مناطقها استراتيجية لما لها من مؤيدين من معتنقي المذهب الشيعي فيها، وذلك قبل بداية الثورة، والذين طوعتهم لاحقاً في صفوف الميليشيات الإيرانية منذ تدخلها في سوريا.
مصادر "أورينت" أكدت إشراك "جهاد البناء" عناصر من ميليشيا الفرقة الرابعة بالعمل بهذا الجسر وذلك بهدف عدم تقديم أي فائدة أو منفعة مادية للعمال من أهالي دير الزور، وترك العائدات لعناصر المليشيات الذين يشاركون بأعمال مد الجسر الجديد، وأضافت المصادر أن العمل بهذا الجسر بدائي لدرجة كبيرة، إذ تقوم المنظمة الإيرانية بردم النهر ببقايا الدمار المحمّل من أحياء دير الزور المدمّرة، وتضع أسطوانات خرسانية تسمح بمرور مياه النهر الذي خفت غزارته خلال هذا العام والعام المنصرم، وذلك مايجعله معرضاً للانهيار في حال ارتفع منسوب الفرات.
أما عن الأموال المعلنة من قبل نظام الأسد فتظهر عبر وسائل إعلام موالية، فقد نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة دير الزور، رصدها أكثر من 2 مليار ليرة سورية، بينها 156 مليون ليرة لـ 3 مشاريع ممولة من صندوق تنمية دير الزور الممول من الأمم المتحدة، بقيمة إجمالية تصل لأكثر من مليار و156 مليون ليرة وهي:
مشروع تأهيل شارع الوادي بالكامل بقيمة عقدية 476 مليون و800 ألف ليرة، ومشروع تنفيذ سوقين شعبيتين في مدينة دير الزور بقيمة عقدية حوالي 170 مليون ليرة، وذهبت الحصة الكبرى لمشروع تأهيل الطريق الممتد من دوار الكرة الأرضية لغاية حديقة كراميش التابعة للميليشيات الإيرانية بقيمة عقدية تبلغ حوالي 509 ملايين و800 الف ليرة.
التعليقات (3)