وقال بريمر في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات العربية "كنت في غرفة نومي حينها تلقيت اتصالا من نائبي وأخبرني مباشرة أنه يتوجب علي الذهاب إلى مكتبي كي أتلقى اتصالاً هاتفياً مؤمّناً، ولم يخبرني من المتصل، لذلك عدت إلى مكتبي عند الساعة الثانية إلا ربع صباحاً، وكان الجنرال أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية على الهاتف، وأخبرني أنهم قبضوا على شخص يعتقد بأنه صدام حسين، وأنهم وجدوه في حفرة بالقرب من تكريت بمزرعة ما".
وأضاف بريمر: "سألت الجنرال أبو زيد عن أفضل وأسرع طريقة للتعرف عليه، حيث كان صدام معروفاً باستخدام أشباه له في الشكل لضرورات أمنية، فقال سنحضره الآن على متن طائرة عمودية وسنقوم بعرضه على المعتقلين الآخرين الذين كان من بينهم طارق عزيز، لنرى هل سيتعرفون عليه أم لا، وأيضا لدينا الحمض النووي الخاص به الذي يتيح معرفة هويته بشكل دقيق، وبالفعل تم إحضاره بعد 4 ساعات، وتم التأكد من هويته بعد إجراء تحليل الحمض النووي".
القبض على صدام حسين
وتابع "اتصلت مباشرة بالدكتورة رايس، مستشارة الأمن القومي، وقلت لها لقد ألقينا القبض على صدام حسين.. وقتها كان العسكريون يضعون خطتهم التي تقوم على وضع صدام حسين داخل سفينة بأسطول أمريكي يرسو على مياه الخليج، ولكن أخبرت الجنرال أبو زيد باستحالة ذلك، فصدام سجين عراقي لا نستطيع إخراجه من البلاد، فإذا فعلنا ذلك لن يصدق أحد أننا قبضنا عليه، وكان يجب إظهاره للعالم".
وأشار إلى أنه تم إعدام صدام بطريقة شنيعة، ففي عملية الإعدام سمحوا بدخول الهواتف والكاميرات وهذا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، والتقاط قدر ما تشاء من الصور والفيديوهات".
واعترف بريمر أن الصور التي عرضتها واشنطن لصدام كانت مخالفة لاتفاقية جنيف في التعامل مع الأسرى، مبررا هذا التصرف بأن الإدارة الأمريكية قررت إقناع الشعب العراقي بأن صدام بحوزتهم، وهو ما دفعها لهذا الفعل.
وروى الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق ما حدث عندما زار مع عدد من العراقيين (أعضاء مجلس الحكم الانتقالي) صدام الذي كان محتجزا حينها في مطار بغداد، قائلا: "دخلنا بممر طويل وآخره كانت هناك غرفة مضيئة، وفي الداخل وجدنا سريرا صغيرا يجلس عليه صدام حسين بلحية كثيفة وشعر كث، من الواضح أنه لم يحلق منذ عدة أشهر، وكان هناك خمسة من أعضاء مجلس "الحكم" كانوا جالسين في الطرف المقابل لصدام يخوضون معه حديثا"، مؤكدا أن صدام لم ينظر له مطلقا.
وأردف: "لقد كان مشهدا ضوضائيا بامتياز، فكان الأعضاء غاضبين عليه، وهو غاضب عليهم أيضا، ولم يظهر مكسورا، على العكس، فقد أظهر شراسة واضحة عندما تجري مهاجمته من قبل أعضاء المجلس، وكان يرد عليهم بتفاصيل دقيقة عنهم، كان يعتبرهم حفنة من الخونة، لم يقل ذلك صراحة، لكن نظراته تفصح بذلك، وكان يتعامل مع الجميع كأنه ما زال رئيس جمهورية".
التعليقات (7)