ميليشيا الجولاني تسترضي روسيا والنظام بقافلة مساعدات جديدة

ميليشيا الجولاني تسترضي روسيا والنظام بقافلة مساعدات جديدة
يصر أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) على شرعنة نظام أسد وحلفائه الروس، من خلال إفراد مساحة "شرعية" تبيح التعامل مع "الكفار" الافتراضيين الذين قُتل واعتقل آلاف المدنيين والعسكريين بفتاوى شرعييه خلال السنوات الماضية بتهمة التعامل معهم.

وعلى أن منهج "جبهة النصرة" (فكر القاعدة) كان سابقا يحرّم التعامل مع نظام أسد أو الجهات الدولية ولاسيما الأتراك والأمريكييين والروس، ولأجل ذلك شنت حروبا واسعة وغزوات لا تعد ولا تحصى لاستئصال "شأفة" أولئك الذين يوالون أعداءها، فإن زعميها الجولاني اليوم، حلل ما حرّم على غيره وعلى حساب مناطق محررة وشعوب ثائرة وليس لمصلحة فصيله فحسب.

وفي إطار استرضاء أعداء الأمس من "كفار" المجتمع الدولي، هاهو الجولاني يسمح بدخول قافلة مساعدة أممية من مناطق سيطرة نظام أسد إلى داخل إدلب وبحماية أمنية مشددة شاركت فيها القوات التركية بعرباتها العسكرية، رغم ما يترتب على تلك الخطوة من شرعنة لأسد وتطبيقاً للخطة الروسية الهادفة لإلغاء المعابر الأخرى الخارجة عن سيطرة نظام أسد.

وفي التفاصيل،أفاد مراسل أورينت (مناف هاشم) أن القافلة الأممية تتألف من 14 شاحنة محملة بمساعدات مقدمة من الأمم المتحدة، ودخلت من مناطق النظام عبر معبر سراقب (الترنبة) شرق إدلب، وحطت رحالها في مستودعات إغاثية بمدينة سرمدا وبإشراف مباشر من "هيئة تحرير الشام"، على أن يتم توزيعها لاحقا على المدنيين في إدلب بإشراف "منظمات شريكة لبرنامج الأمم المتحدة".

وهذه قافلة المساعدات الثانية التي يسمح زعيم "تحرير الشام" بدخولها من مناطق سيطرة نظام أسد عبر المعابر المشتركة بين الطرفين، وكان ذلك في أواخر آب الماضي، حين دخلت قافلة أممية من مدينة حلب إلى مدينة سرمدا شمال إدلب وتتألف من 15 شاحنة (9600 سلة غذائية) تحت مزاعم "مساعدة المدنيين".

واستثمرت روسيا ذلك الحدث حينها واعتبرت أن ذلك الإجراء "كان أحد النتائج العملية الأولى لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2585، الذي نص على ضرورة وصول الإمدادات الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية من دمشق عبر خطوط التماس" رغم أن الاحتلال الروسي يُعدّ المسؤولَ عن مأساة السوريين ولاسيما في مناطق الشمال وسياسة الحصار والتجويع والقصف والدمار المتواصل تجاه المناطق الخارجة عن سيطرة حليفه أسد.

وتهدف روسيا من استثمار دخول المساعدات الأممية إلى إدلب، إلى شرعنة حليفها نظام أسد من خلال تسليمه زمام المعابر الداخلية والرسمية للتحكم بالمساعدات الدولية واستخدامها سلاحاً ضد مناطق المعارضة، إلى جانب محاولة إظهار موسكو أمام المجتمع الدولي بموقف الحريص على مساعدة المدنيين والنازحين السوريين رغم أنها تقف وراء مآسيهم منذ تدخلها العسكري لدعم ميليشيا أسد عام 2015.

ومن مخاطر السياسة الجديدة لأبو محمد الجولاني، فإن فتح معبر بين مناطق سيطرة ميليشيا "هيئة تحرير الشام" ومناطق نظام أسد يعدّ تشريعاً واضحاً للأخير باعتباره تطبيعاً بين الطرفين على حساب ملايين المدنيين وتضحياتهم من جهة، وتنفيذاً للمخطط الروسي الهادف لإلغاء شرعية معبر باب الهوى الرسمي بمناطق سيطرة المعارضة وتحويل المساعدات الدولية والأممية إلى معابر خاصة بنظام أسد من جهة ثانية، ويشرّع ذلك للنظام التحكم بتوزيع المساعدات الدولية، ما يعني خنق المناطق المحررة.

غير أن القافلة السابقة التي دخلت في آب الماضي، تزامنت مع عملية عسكرية واسعة شنتها روسيا وميليشيا أسد على محافظة درعا، الأمر الذي صنفه ناشطون ومحللون في إطار "الخيانة والتواطؤ"، واعتبار شاحنات الإغاثة في ذلك الوقت بمثابة رشوة تلقاها الجولاني لغض النظر عن دماء أهالي حوران المحاصرين من كل الاتجاهات في ذلك الوقت.

التعليقات (1)

    الجولاني جاسوس من يهود العراق

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    كل موظفي داعععش هم يتبعون للناتو واسراءيل ويتم تدريبهم بهوليود واسراءيل على الاسلحة ورواتبهم تدفعها الدول المحمية من الناتو وروسيا وانكلترا واليابان يسلحونهم بسيارات رباعية والاسلحة تصنع في اوربا في دول درجة ثالثة بالاسلة وروسيا واوكرانيا ويتم بالمحاصصة. ولكن الاخطر منهم هو الاعلام الكاذب والموجه وجواسيس الموساد المستعربين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات