السوريون في تركيا.. انهيار الليرة يخنقهم وتجاهل الائتلاف يضيّع حقوقهم

السوريون في تركيا.. انهيار الليرة يخنقهم وتجاهل الائتلاف يضيّع حقوقهم
 فاقم انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي أوضاع مئات الآلاف من اللاجئين السوريين في تركيا، بعد أن تضاعفت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، في الوقت الذي لم تطرأ فيه أي زيادة على أجورهم الشهرية، وباتت بالكاد تكفي لعدة أيام.

وإلى تاريخ يوم الأربعاء الموافق 8/12/2021 فقد بلغ سعر الصرف 13.7 ليرة تركية للدولار الواحد، وهو سعر طرأ بشكل مفاجئ ومتسارع خلال أقل من شهرين بعد ثبات سعر الصرف لمدة طويلة على 8.6 للدولار الواحد، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية والاحتياجات اليومية من الخبز والخضار والفواكه إضافة إلى اللحوم والزيوت.

ويُصنَّف اللاجئون السوريون من ذوي الدخل المحدود وغالبيتهم من العمال في الحرف والمهن الحرة، إذ لا يتجاوز متوسط دخل السوري أكثر من 3 آلاف ليرة تركية، وهو ما يقارب 225 دولاراً أمريكياً.

وبحسب "عبد الرحمن خطيب" وهو لاجئ سوري مقيم في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا ويعمل كسائق في شركة مواد غذائية، فإنه يتقاضى اليوم 3500 ليرة تركية كراتب شهري، حيث كان الراتب بالكاد يكفي قبل موجة الغلاء الأخيرة لتغطية المصاريف حتى منتصف الشهر بعد خصم إيجار المنزل.

ويقول خطيب لـ"أورينت نت" إن صاحب منزله رفع الإيجار 300 ليرة سورية دون سابق إنذار، مفسراً السبب بارتفاع الأسعار وارتباطها بالدولار الأمريكي، مضيفاً أن إيجار منزله المتواضع الواقع في منطقة شعبية أصبح اليوم 1500 ليرة تركية، عدا فواتير الكهرباء والماء وغاز التدفئة.

ويشتكي خطيب من ضياع حقوق السوريين في تركيا وغياب الدعم، مؤكداً أنه لم يحصل على ليرة واحدة كمساعدة أممية منذ دخوله إلى تركيا عام 2014، في حين يواجه اليوم أزمة معيشية كبرى مع رفض رب العمل تقديم زيادة للأجور تماشياً مع حالة الغلاء المستمرة دون توقف.

ارتفاع غير مسبوق بالأسعار

وإلى جانب إيجارات المنازل، شهدت الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخضار والفواكه إلى جانب الارتفاع في أسعار المواد الغذائية الأساسية والكمالية، حيث يعزو التجار ارتفاع الأسعار إلى انخفاض قيمة العملة المحلية، وبالتالي ارتفاع تكلفة المواد الخام والطاقة المستوردة من الخارج، ما يؤدي ارتفاع تكلفة الإنتاج.

وبالإضافة إلى ذلك ارتفاع سعر الخبز السوري إلى الضعف في عدة مدن تركية، مع شكوى العديد من السوريين من سوء جودة رغيف الخبز، فقد لحق الغلاء أسعار القهوة بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الكيلو متوسط الجودة 120 ليرة تركية.

أما "عمر رحال" وهو لاجئ سوري يعيش في مدينة قونيا وسط تركيا، فأكد أن سعر ربطة الخبز ارتفع إلى أربع ليرات، وهي الزيادة الثالثة على التوالي على سعر الربطة، تزامناً مع إنقاص أصحاب الأفران الوزن إلى 350 غرام بجودة متدنّية.

ويقول رحال لـ"أورينت نت": إن عائلته تحتاج إلى أربع ربطات من الخبز يومياً أي ما يعادل 16 ليرة، ففي كل ربطة خمسة أرغفة فقط، واصفاً أصحاب أفران الخبز بأنهم جَشِعون يتحكمون بقوت الناس اليومي، وعلى وقع الغلاء شهدت قونيا حملة مقاطعة للخبز السوري، في محاولة لثني أصحاب الأفران عن رفع سعر الخبز وتخفيض وزنه والعمل على زيادة جودته.

تقصير المعارضة

وبحسب الخبير الاقتصادي السوري "أسامة القاضي" فيرى أن اللاجئين السوريين في تركيا باتوا جزءاً من المجتمع التركي، لكنهم لا يحظون بنفس الرعاية والميزات، فهناك طبقات متفاوتة ما بين 4 ملايين سوري، ومنهم من يملك الجنسية أو إقامة العمل ولديه عمل، ومنهم من يعمل لتأمين احتياجاته اليومية فقط.

وحول مسألة غلاء الأسعار وتحسين ظروف السوريين، اعتبر "القاضي" أن المعارضة السورية الموجودة في تركيا (وخاصة الائتلاف) مقصِّرة في حشد الدعم اللازم للاجئين السوريين بالحديث مع الحكومة التركية بشكل يومي من أجل رفع سوية معيشتهم.

وقال القاضي إن مسألة استقرار أوضاع السوريين ربما تحتاج إلى سنوات، في حال حصل غالبيتهم على الجنسية التركية وحق الحصول على التأمينات الاجتماعية، ودون ذلك فإن معاناتهم سوف تستمر في مسألة غلاء أسعار السوق وإيجارات المنازل.

التعليقات (1)

    HOPE حبيبي الائتلاف مو فاضي

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    الائتلاف هلق مو فاضي .ايه موفاضي بنوب شو هالحكي هااااااد.... عم يستنى دعوة استانا يمكن يلحق ويمكن ما يلحق . مو وقت لاجئين و سوريين و وجع راس . لله يذكرك بالخير يا ياسر العظمه.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات