"تسويات" النظام بدير الزور تستفز ميليشيات إيران وتدفعها للتحرك (صور)

"تسويات" النظام بدير الزور تستفز ميليشيات إيران وتدفعها للتحرك (صور)
رغم تشابه "التسويات" التي أطلقها النظام بدير الزور مع سيناريو "تسويات" درعا، إلا أن لها خصوصية، لأن المستهدف منها ليسوا عناصر الجيش الحر أو الفصائل المعارضة، بل عناصر ميليشيات إيران، الذين فضّلوا الالتحاق بصفوف هذه الميليشيات هرباً من الخدمة الإلزامية في صفوف ميليشيا أسد، وطمعاً بالميزات والمساعدات التي تقدمها إيران لعناصرها في سوريا.

قطار "التسويات" انطلق من مدينة دير الزور التي تعتبر مقراً لقيادات الميليشيات الإيرانية، وليس فيها العدد الكبير من العناصر، بقدر وجودهم في الميادين ومدينة البوكمال التي تزداد الحرب الباردة فيها كلما اقترب منها نظام الأسد أو روسيا، لما لها من أهمية استراتيجية، ولا سيما أنها الممر الأكبر لسلاح وعناصر إيران إلى سوريا ولبنان، حيث يعتبر معبرا القائم النظامي والآخر المعد للتهريب والخاضع لسلطة الحشد الشعبي الموالي لإيران في العراق، أهم منفذين لما تريد طهران إيصاله لدمشق والضاحية الجنوبية.

كيف ردّت إيران على التسوية؟

وأكدت مصادر خاصة لأورينت أن "مدينة "البوكمال" تشهد توتراً كبيراً وذلك لإصرار النظام وروسيا على إجراء التسويات في المعقل الأهم والأكبر للحرس الثوري الإيراني (مدينة البوكمال)، وذلك رغم أن الحاج سجاد نائب القائد العسكري لميليشيات الحرس الثوري في البوكمال قد اجتمع مع العناصر السوريين المنتسبين للميليشيات الإيرانية منذ انطلاق التسويات في مدينة دير الزور وحرضهم على عدم إجراء التسوية، وسط وعود بزيادة رواتبهم، وامتيازاتهم وذلك خلال اجتماع تم في 29 من الشهر الماضي في مقرات خاصة بالميليشيات في حي "الجتف" بمدينة البوكمال.

قلق الميليشيات الإيرانية لم يتوقف عند هذا الاجتماع، وفق مصادر "أورينت"، بل أدى لتدخل القائد العسكري لميليشيات الحرس الثوري الإيراني بمدينة البوكمال، وذلك من خلال قيامه بجولة على جميع المقرات التابعة للميليشيات الإيرانية، طالباً من عناصرها السوريين عدم السماح لنظام الأسد بجرهم لإجراء تسوية، وحرمانهم من الامتيازات التي تضمنت زيادة رواتب، ومضاعفة الإجازات، ووعوداً بإرسال العناصر المحليين في بعثات الى إيران، ومضاعفة المكافآت والمساعدات الإغاثية لعوائل المنتسبين.

ولم تكتفِ إيران بذلك بل أدخلت نحو 100 عنصر تابعين لميليشيا "النجباء" العراقية الأحد الماضي، من "معبر السكك" الذي يسيطر عليه الحشد الشعبي، بالإضافة إلى إدخالها عدداً من الآليات المحملة بالذخيرة، وذلك تحسباً من توقيع العناصر المحليين للتسوية، وحدوث ثغرة في صفوف الميليشيات الإيرانية في معقلهم الأهم.

ما سر القلق الإيراني من هذه التسوية؟

ولعلّ الأهمية التي توليها الميليشيات الإيرانية لمنع العناصر من إجراء التسوية هي عدم قدرتها في حال انسحابهم على تغطية كافة المناطق التي تسيطر عليها في ثاني أكبر محافظة في سوريا، ما يجعلها الحلقة الأضعف في المنطقة، مع ازدياد القوى الروسية من خلال تطويع عناصر التسويات في الميليشيات التابعة لها، رغم أن الواجهة هو نظام الأسد متمثلاً باللواء حسام لوقا رئيس "إدارة المخابرات العامة"، والذي توجه بعد اجتماعه في مصر مع قادة المخابرات العرب، مباشرة إلى دير الزور، وذلك ما يعزز عزم نظام الأسد على الخضوع للضغوط الروسية الإسرائيلية، بالإضافة إلى ضغوط عربية، فيما يبدو أنه حصل على وعود في حال أتم مهمة طرد الإيرانيين من سوريا، بزيادة التطبيع مع نظام الأسد.

من هم قادة الميليشيات الإيرانية في البوكمال؟

 القائد العسكري لميليشيات الحرس الإيراني الحاج عسكر، يقيم في "فيلا" مستولى عليها في مربع إيران الأمني بمدينة البوكمال الواقع في المدخل الغربي للمدينة، ويأخذ أوامره مباشرة من الحاج مهدي القائد العام للحرس الثوري بدير الزور، وهو قليل الظهور، ونادراً ما يحضر الاحتفالات التي يجريها النظام بالمدينة، ولكنه يرعى كل الاحتفالات الدينية الخاصة بالشيعة التي تقام ضمن تعتيم إعلامي، ولا يسمح بتصويرها على الأغلب، وآخرها كان حفلاً لتوديع الحاج غفار خليفة قاسم سليماني في سوريا، الذي ورغم نفي إيران لذلك، إلا أنه أنهى مهامه مجبراً وطرد من سوريا، وفق تسريبات مصادر مطّلعة لـ"أورينت"، وذلك بعد أن قصفت طائرات مسيرة تابعة للميليشيات الإيرانية قاعدة "التنف" على الحدود السورية العراقية الأردنية بريف حمص.

وتم تسريب صورة للحاج عسكر على وسائل إعلام النظام خلال تخريج دفعة من الممرضات في مدينة البوكمال، أقامها الدفاع المدني التابع للنظام إلا أن الحاج عسكر كان مصراً على الاستحواذ على رعاية هذه الفعالية، لتوظيف الخريجات من هذه الدورة في المشافي الميدانية والمستوصفات التابعة للميليشيات الإيرانية، وذلك لسد النقص الموجود أصلاً في الكوادر الطبية في سوريا عامة، ودير الزور على وجه الخصوص.

ويعتبر القائد الميداني الحاج سجّاد والمشرف على كل عمليات ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في البوكمال، رغم كونه نائباً للحاج عسكر، ولعب القيادي الإيراني الدور الأكبر في فتح مراكز تنسيب جديدة مؤخراً، في خطوة تعتبر متممة للإغراءات التي قدمها للعناصر المحليين في حال عدم توقيعهم التسوية. وتم تسريب صورة للحاج سجاد من أحد احتفالات النظام التي شارك بها، وذلك على صفحات موالية لنظام الأسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات