إيران الخاسرة.. والطموحات
وجاء في التقرير الذي اطّلع عليه وترجمه موقع أورينت نت، أن إيران ورغم تدخّلها إلى جانب حليفها بشار أسد منذ عشر سنوات وحتى الآن، حقّقت أقل المكاسب على الصعيد الاقتصادي ونالت أصغر حصة في القسمة التي تم توزيعها على حلفاء نظام أسد، وبالتالي خابت طموحات الحرس الثوري الذي قاد المعارك جنباً إلى جنب مع نظام أسد، والذي حاول مراراً تبرير التكلفة العالية لتلك المشاركة، بأن التجارة والاستثمار في سوريا ستؤتي ثمارها وستدرُّ في المستقبل مليارات الدولارات كتعويض للمبالغ التي أنفقتها طهران لدعم نظام دمشق.
وأضاف التقرير أنه رغم خيبات الأمل المتتالية بتحقيق المكاسب الاقتصادية التي تسعى لها طهران، إلا أن تصريحات وزير اقتصاد نظام أسد (محمد سامر الخليل) أنعشت الآمال، ولاسيما حيال حديثه عن تقديم مزايا وإعفاءات ضريبية وضمانات لجميع المستثمرين بما في ذلك الشركات الإيرانية.
استياء الساسة في طهران
وفقاً للتقرير، فقد أبدى العديد من الساسة الإيرانيين وعبر وسائل الإعلام استياءهم من أن حصة إيران في الاقتصاد السوري صغيرة، وأن روسيا التي تدخلت في الحرب (لاحقاً) لإنقاذ الأسد، كان لديها نفوذ أكبر وفرصة أكبر للاستفادة من إعادة إعمار سوريا وغيرها من المشاريع الكبرى في البلاد، كما إن العقوبات الأمريكية جعلت نفوذ إيران (مقوّضاً) في ظل انهيار اقتصادها المستمر.
وعلى الرغم، من أنه لا يُعرف حجم الإنفاق العسكري الإيراني والمساعدات المالية التي قدمتها طهران لإبقاء بشار الأسد في السلطة بشكل دقيق، إلا أنه وفي شهر أيار / مايو 2020 ، أدلى عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني (حشمت الله فلاحت بيشة) بتصريح غير مسبوق حول حجم الدعم، وقد أكد حينها أن إيران أنفقت 30 مليار دولار في سوريا، وعليها تعويض الخسارة.
نظام أسد يطلب من أبرز قادة طهران المغادرة
وكشف التقرير تفاصيل أخرى تتعلق بمغادرة القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني اللواء (سيد جواد غفاري)، حيث أكّدت المعلومات الواردة فيه أن (غفار أو غفاري)، تم الضغط عليه لمغادرة سوريا من قبل نظام أسد نفسه، وذلك في خطوة اعتُبرت بمثابة محاولة من الأسد لتحسين العلاقات مع الدول العربية السنّية الغنية، فيما ذكرت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية في تقرير لها بتاريخ 11 نوفمبر / تشرين الثاني نقلاً عن مصادر سعودية (لم تسمّها) قولها: "إن غفاري طُرد من سوريا لأنه اتُهم بارتكاب انتهاك كبير للسيادة بعد مهاجمة القوات الأمريكية ونشره أسلحة إيرانية في أماكن غير مصرح بها".
كما إن وكالة (تسنيم) اعترفت في تقرير سابق بأخبار تداولتها وسائل الإعلام الأجنبية، أن نظام أسد أجبر الغفاري على مغادرة سوريا بعد زيارة وزير خارجية دولة الإمارات (عبد الله بن زايد آل نهيان) إلى دمشق الشهر الماضي.
ويعتبر الكثير من الساسة الإيرانيين، أن إيران أنفقت ملايين الدولارات على نظام بشار أسد إلا أنها لم تحصد أي شيء مما أسموه (الاستقرار في سوريا)، وأن جهود إيران ذهبت أدراج الرياح مع استيلاء دول أخرى على الموارد وحرمانها منها رغم كل ما قدمته من دعم لنظام أسد.
التعليقات (3)