تعفيش عابر للحدود.. شبيحة أسد ينهبون أراضي دولة مجاورة دون حسيب

بعد أن نهبت ميليشيات أسد المدن والبلدات السورية على مر السنوات العشر الماضية، حولت بوصلتها مؤخراً إلى لبنان حيث بدأ شبيحة النظام بتعفيش الأخضر واليابس من أحراش لبنان الشمالية، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى،  بقوة السلاح مستغلين تغافل حكومة حزب الله عن عمليات النهب تلك.

وقالت صحيفة الشرق الأوسط إن ضفاف مجرى النهر الكبير في أقصى شمال لبنان تشهد اعتداء جديداً بيئيّاً، إذ تقوم مجموعة من الأشخاص من الجانب السوري بعبور النهر إلى الضفة اللبنانية وقطع الأشجار المعمّرة في منطقة حرجية ‏قبل نقلها إلى الجانب السوري في بلدة البهلونية غرب حمص لبيعها حطباً للتدفئة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية رمّاح اللبنانية مطانيوس الراعي، أن نحو 20 شخصاً من السوريين "يعمدون إلى قطع الأشجار المعمّرة بشكل يومي منذ أكثر من 10 أيام، وقد قضوا على مساحة كبيرة من الحرش الذي تبلغ مساحته مليون متر مربع".

وأضاف: "لاحظنا أن هناك أشخاصاً من الجانب السوري يقومون باستصلاح أرض على ما يبدو، حيث شوهدت جرافات وشاحنات نقل، وفي الوقت نفسه تتوجه مجموعة منهم إلى الحرش من الناحية اللبنانية وبيدهم مناشير ويحملون أسلحة، ويقومون بقطع الأشجار ثم يسحبونها إلى الجهة السورية حيث يضعونها في جرافاتهم أو شاحناتهم ويبيعون طن الحطب بـ500 ألف ليرة سورية (نحو 140 دولاراً) في الداخل السوري".

ويؤكد حيازة تلك المجموعة للأسلحة وتنقلهم بيسر على جانبي الحدود وأنهم شبيحة للنظام فيما أعرب الراعي عن أسفه لعدم تحرك الجهات المعنية في لبنان لوقف هذا الاعتداء.

ووفقاً للمصدر، تضم بلدة رمّاح أكثر من مليوني متر مربع من الأراضي المزروعة ‏بالأشجار المعمّرة، أما الجبل من الناحية السورية فقاحل ولا توجد فيه أي شجرة.  

الرشاشات على أكتافهم

وأعرب الراعي عن تخوف أهالي البلدة وشرطة البلدية من القادمين من الضفة الثانية من الحدود، وقال إن السلطات المحلية لا تستطيع إرسال الشرطة إلى جهة مجرى النهر، لأن المعتدين لا يترددون بإطلاق النار في حال الاقتراب وسبق أن أطلقوا النار أكثر من مرة.

في حين أكد شرطي بلدية رمّاح طانيوس شعبان أن المعتدين عمدوا إلى رفع السلاح في وجه عناصر شرطة البلدية عندما حاولوا النزول إلى ضفة النهر الكبير لالتقاط صور تُظهر الأشجار التي تم قطعها، ما استدعى انسحابهم بشكل فوري، مضيفاً: "الرشاشات على أكتافهم والمناشير في أيديهم، وعناصر من الجانب السوري تحميهم".

كما أشار إلى أن أهالي البلدة يتجنبون النزول إلى ضفة النهر الكبير منذ عام 2011 بعدما أصبحت ميليشيا أسد تفتح النار بمجرد أن تلمح أي حركة باتجاه الحدود، وقال: "لم نعد نستطيع حتى صيد الأسماك في النهر الكبير، وباتوا يحتكرون الصيد أيضاً... حتى أراضينا ما عاد بإمكاننا أن تطأ أقدامنا عليها خوفاً من إطلاق النار علينا".

ورغم كلام شعبان، زعم مصدر عسكري لبناني لم تكشف الصحيفة عن هويته أن القوى الأمنية "لم تسجل حصول أي اعتداء من الجانب السوري على المساحات الحرجية في المنطقة ولم ترصد دخول أشخاص من الجانب السوري يحملون مناشير أو أسلحة".

وتسيطر ميليشيات أسد وحزب الله على جانبي الحدود وينشط عناصر الطرفين بعمليات تهريب للسلع والبضائع والوقود والحشيش والمواد المخدرة عبر عشرات المعابر غير شرعية.