وبعد هذا الإلغاء بدأ نظام أسد وعبر إعلامه الرسمي ببث سمومه من خلال استضافة بعض الشخصيّات التي تدّعي أنّها باحثة أو مُتخصصة في الشؤون الدينية، وآخر من استضافهم إعلام النظام فراس سواح الذي خرج بأحاديث ترتقي لأن تكون كفراً بواحاً، كأن الإسراء والمعراج لم يحدث وهو أسطورة، يقول سواح: "الإسراء والمعراج لم تحصل، ولا يُمكن أن تكون قد حصلت"، ناهيك عن الحديث باستخفاف وعدم تأدب مع الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
السواح والسيرة النبوية
وفي حالة من التأييد المُطلق من المذيعة التي استضافته؛ يستدل سواح على الرسول ونفي حادثة الإسراء والمعراج بالقرآن الكريم وحوار النبي مع المشركين وطلبهم منه الارتقاء إلى السماء، يقول سواح: "رد عليهم الرسول بآية من القرآن وهي سبحان ربي هل كنت إلّا بشراً، الخطاب القرآني يقول عن محمد إنّه بشر ولا يمكن أن يرتقي إلى السماء"، لم يُكمل سواح الآية الكريمة التي تقول كاملةً: "أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا"، تجاهل سواح أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام بشر ورسول أيضاً، والأكثر من ذلك أنّه يؤمن بما أتى به بعض القرآن ويكفر ببعضه الآخر، فإنّ كان كلامه صحيحاً وأنّه يعتمد في حديثه على القرآن، فكيف به بسورة الإسراء كاملةً والتي تحدثت عن تلك الحادثة.
أكثر من ذلك؛ يقول سواح إنّه يعمل الآن على نقد السيرة النبوية الشريفة من خلال كتاب يحمل عنوان (السيرة النبوية والأدب الشامي)، وحين تسأله المذيعة التي أيّدت كل ما قاله تابع سوّاح: "تعاملت معها كسيرة شعبيّة لا أكثر ولا أقل، ومحمد بن عبد الله الذي أعرفه في القرآن ليس ذاته الذي أعرفه في السيرة النبوية".
وتأتي استضافة سواح على شاشة تلفزيون النظام في السياق ذاته الذي يُحاول نظام أسد تغيير هوية المجتمع، وقبل يومين استضافت الشاشة ذاتها وزير الأوقاف بنظام أسد عبد الستار السيد، حيث قال خلال تلك المقابلة إن منصب المفتي أُحدث سياسياً من قبل "الاحتلال العثماني التركي" وأنه تصحيح لـ "خطأ تاريخي"، غير أنّ المجلس الإسلامي السوري ردّ على مغالطات السيد، وأكّد مطيع البطين المتحدث باسمه في حديث لأورينت أنّ كلام وزير النظام حول أن منصب الإفتاء أحدثه العثمانيون ولم يكن قبلهم، فهنا يقع الوزير في تناقض كبير، فلماذا أقر النظام هذا المنصب طيلة عشرات السنين وبقي منذ عهد حافظ الأسد وحتى ابنه بشار، فهو وقع في تناقض وهو يتلاعب بالعبارات لتضييع المرجعية السورية، وتضييع مقام الإفتاء الذي يعبر بشكل كبير من ناحية دينية عن هوية البلاد".
ولا يترك نظام أسد وإعلامه فرصة للطعن بالإسلام إلّا ويستغلّها، خصوصاً بعد الثورة السورية، كون غالبيّة المظاهرات خرجت من المساجد، وأكثر المُتضررين من قصف البراميل والصواريخ كان بعد البشر هي المساجد، إذ يعتبر النظام أنّ ثأره مع المساجد، ولهذا يُحاول دائماً الضرب بالإسلام من الداخل عبر استضافة بعض المُدّعين ممن يُسمون أنفسهم باحثين، بهدف تغيير أسس وقواعد الدين الإسلامي.
وكان سوّاح في مقابلة مع قناة الحرّة ادعى أن المسجد الأقصى المذكور في القرآن لم يكن في القدس، وأن الخليفة عبد الملك بن مروان كان قد قرر بناء مكان مقدس في القدس وأسماه الأقصى.
التعليقات (13)