"الخيمة التعليمية"..مبادرة تطوعية لإنقاذ أطفال النازحين من الأمية

"الخيمة التعليمية"..مبادرة تطوعية لإنقاذ أطفال النازحين من الأمية
أثرت الحرب التي يشنها نظام أسد ضد المدنيين الآمنين تأثيراً كبيراً على الأطفال ولم يجد خلالها عدد كبير منهم الفرصة للالتحاق بالتعليم، إلا أن الظروف الصعبة والتهجير والنزوح لم تقف حائلاً ضد رغبة عدد من المعلمين والمعلمات في تعويض الأطفال بإدلب عما فقدوه وما عانوه في المخيمات العشوائية التي يفتقر معظمها لوجود المراكز التعليمية.

وسعى هؤلاء المعلمون جاهدين عبر مبادرات وجهود فردية لدعم التعليم وخفض نسبة الأمية الحاصلة نتيجة انقطاع بعض الأطفال عن مواصلة رحلتهم التعليمية، حيث تقول المعلمة "نور السعيد" التي نزحت من مدينة خان شيخون لإحدى المخيمات العشوائية بأطراف سلقين شمال إدلب: إنها تطوعت لتدريس الأطفال داخل المخيم الذي تقطن فيه وحولت خيمتها لمدرسة للأطفال.

وعن تفاصيل مبادرتها بيّنت (السعيد) لـ"أورينت نت" أنها أصيبت بالحزن بداية بسبب كثرة عدد الأطفال الذين حرموا من إكمال تعليمهم داخل المخيم وعجز معظمهم عن القراءة والكتابة رغم كبر سنهم، مضيفة أنها قامت بتحويل خيمتها إلى مدرسة للأطفال بهدف إنقاذهم من الجهل والأمية التي لحقت بهم، وتعليمهم المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة والحساب.

ولفتت المعلمة (السعيد) إلى أن إقبال الأطفال كان جيداً على الخيمة التعليمية حيث بلغ عدد المستفيدين ٣٥ طفلاً، وأنها لاقت استحساناً كبيراً من قبل الأهالي، إلا أنها تواجه عدداً من الصعوبات في عملها التطوعي يتمثل في نقص القرطاسية والأدوات اللازمة للتعليم، وذلك بسبب العجز المادي للأهالي عن تأمينها، كما أنها تحاول جاهدة تدارك هذه الصعوبات بالإمكانيات البسيطة التي تمتلكها على حد تعبيرها.

مبادرات تعليمية متواصلة

ولم تكن مبادرة المعلمة (السعيد) الوحيدة لتعليم أبناء النازحين، بل كانت هناك مبادرات أخرى منها: مبادرة المعلم "فراس الخليل" ( ٣٦ عاماً)  والذي يقطن في إحدى مخيمات سرمدا الحدودية، حيث تطوع بشكل فردي لتعليم الطلاب بعد عودته من عمله، لتقوية مستواهم العلمي في مادة اللغة العربية والرياضيات وغيرها من المواد الدراسية.

وفي حديثه لـ "أورينت نت" أشار (الخليل) إلى أنه ساءه تدني مستوى الأطفال التعليمي في المخيم فقرر مساعدتهم عبر دورات مجانية للمستويات الضعيفة بهدف تحسين مستواهم العلمي، كما لاحظ أن الطلاب عانوا كثيراً جراء ما عاشوه من مشاهد القتل والدمار والتهجير، فحاول قدر المستطاع رفع معنوياتهم وإعطاءهم نوعاً من الثقة بالنفس وتشجيعهم على مواصلة التعليم.

من ناحيته أشاد (فواز المصطفى) والد أحد الأطفال بدور المعلم في دعم التعليم ولاسيما أنه منحهم بصيص أمل نحو مستقبل أفضل، مؤكداً أن مستواهم قد تحسن بشكل ملحوظ بعد أن كان متدنياً، مطالباً في الوقت نفسه المنظمات العاملة في الشمال السوري بتوفير غرفة إسمنتية للتعليم بديلة عن الخيمة التي لا تقي الأطفال حر الصيف ولا برد الشتاء.

معاناة وظروف معيشية صعبة

وتسبب تدهور واقع التعليم في المنطقة بشكل عام بإهمال الأهالي لهذا الجانب، فلم يعد إرسال الأطفال للتعليم أولوية لدى الكثير من الأسر السورية النازحة التي تقاسي الأمرّين لتأمين قوتها اليومي، ما أدى إلى انتشار التسرب المدرسي بشكل كبير ولاسيما في مخيمات النزوح التي يعيش ساكنوها تحت خط الفقر.

ويعزو المشرف التربوي (معاذ الصوراني) من مدينة إدلب سبب تسرب أطفال المخيمات من المدارس لغياب المرافق التعليمية فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة للأهل التي تحول بينهم وبين تأمين متطلبات الدراسة، وبيّن أن الخيام المدرسية تعاني غياب الدعم المادي وقلة عدد المعلمين ونقص الخبرات والكفاءات العلمية، حيث يوجد عدد كبير من المعلمين لا يحملون إلا الشهادة الثانوية فقط.

يذكر أن نسبة انقطاع الأطفال عن التعليم في مخيمات النزوح بإدلب بلغت (٥٩) بالمئة بحسب آخر إحصائية لفريق "منسقو الاستجابة الطارئة" بتاريخ الرابع من شهر تشرين الثاني الفائت.

التعليقات (1)

    انقذوهم بمحاكمة مجلس الامن

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    محاكمة اي طرف ادى لقتل السوريين بقرار، كما اوباما منع حماية المدنيين وهذا جرية حرب، وجود جيش امريكي وفرنسي قتلو مدنيين واطفال، تدمير البنية التحتية ، بناء داعش من الناتو واسراءيل ، يجب ادخال فريق محاماة كفء لان الوضع غبي جدا ، اوباما راح فيها مؤبد فقط من خطاباته
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات