بالأرقام.. تحويلات المغتربين تنقذ السوريين وثلاث فئات هي المستفيد الأكبر

بالأرقام.. تحويلات المغتربين تنقذ السوريين وثلاث فئات هي المستفيد الأكبر
في طابور طويل يضم العشرات من السوريين ينتظر المُسِنّ أبو عبد الرحمن دوره أمام شركة الهرم للحوالات والصرافة بمدينة حلب الخاضعة لسيطرة نظام أسد، ممنّياً نفسه بالحصول على حوالته المالية التي أرسلها ابنه المغترب في ألمانيا منذ سبع سنوات.

هذا المبلغ بات طوق النجاة الوحيد لـ"أبو عبد الرحمن" وأسرته المكوَّنة من ثلاثة أشخاص، في ظل ارتفاع الأسعار وتردّي الحالة المعيشية، تزامناً مع انهيار قيمة الليرة السورية إلى مستويات غير مسبوقة، وعجز نظام أسد عن تأمين مستدام لاحتياجات المدنيين الأساسية من الخبز والغاز ووقود التدفئة.

يقول أبو عبد الرحمن لـ أورينت نت: "المئة دولار التي تصلني شهرياً تكفي بالكاد لتأمين الاحتياجات اليومية من الطعام والشراب لعدة أيام، دون أدنى تفكير بالحصول على أي احتياجات أخرى كالملابس أو الدواء".

وعلى وقع الأزمات الاقتصادية التي تعصف بسوريا، باتت تحويلات المغتربين السوريين تنعش الأسواق وترفع من مستوى دخل الفرد نسبياً، في وقت باتت فيه أسعار المواد الغذائية الأساسية تثقل كاهل المدنيين، فيما يبلغ متوسط أجور الموظفين في مناطق سيطرة نظام أسد 75 ألف ليرة سورية (ما يقارب 25 دولاراً أمريكياً).

وبلغت نسبة السوريين الذين يعيشون على الحوالات الخارجية 70%، حسب الخبير الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام عمار يوسف، الذي رجّح أن مبلغ الحوالات التي تدخل سوريا خلال اليوم الواحد ما يقارب 5 ملايين دولار.

وتعتمد آلاف الأسر في سوريا بكافة مناطقها على حوالات المغتربين، ولا سيما من كبار السن والعاطلين العمل وذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تمثل لهم الدخل الوحيد وشريان الحياة.

أسعار فلكية

وشهدت الليرة السورية مؤخراً انخفاضاً جديداً في قيمتها أمام الدولار الأمريكي، إذ بلغ سعر الصرف يوم الإثنين أكثر من 3400 ليرة سورية للدولار الواحد، وهو ما انعكس على الأسعار في الأسواق.

ففي جولة لـ أورينت نت على أسواق مدينة حلب، كانت أسعار الخضار والفواكه على الشكل التالي:  

كيلو البندورة 1400 ليرة، كيلو الخيار 1500 ليرة، كيلو البطاطا 1800 ليرة، الكوسا 1200 ليرة، التفاح متوسط الجودة  1000 ليرة، الموز متوسط الجودة 3000 ليرة، العنب 2500 ليرة.

وتصف سعاد  (اسم مستعار) وهي موظفة حكومية بمناطق سيطرة نظام أسد، أسعار المواد الغذائية بـ "الفلكية"، إذ إنها تنفق ربع راتبها الشهري البالغ 80 ألف ليرة لشراء بعض الخضار والفواكه بمعدل كيلو غرام من كل صنف منها.

وتقول سعاد لـ أورينت نت، إنها مثل غالبية السوريين في مناطق النظام، غير قادرة على شراء اللحوم التي تحولت إلى رفاهية كبيرة، مشيرة إلى أن سعر كيلو لحم الغنم يتجاوز 30 ألف ليرة سورية.

تحت خط الفقر

الباحث والمحلل الاقتصادي يونس الكريم قال: إن جميع مؤشرات احتياجات المواطنين السوريين منذ 2010 تتكلم عن 600 دولار لأسرة مكونة من خمسة أفراد، كون أساس تسعير البضائع والسلع أصبح هو الدولار الأمريكي، مشيراً إلى أن دخل المواطن السوري شهرياً الآن يصل إلى 75 دولاراً بالحد الأعلى.

وأضاف الكريم لـ أورينت نت: "إن دخول مبلغ 5 مليون دولار من حوالات المغتربين السوريين إلى سوريا بشكل يومي رقم غير دقيق"، معتبراً أن الرقم يقارب مليون دولار، خصوصاً مع تشديد الدول الأوروبية وتركيا القيود على التحويلات المالية في ظل جائحة كورونا.

ورأى الكريم "أن العديد من السوريين باتوا لا يملكون قوت يومهم في ظل حالة شبه إفلاس لدى النظام، وأن حوالة مالية بقيمة 100 دولار تسد احتياجاً شهرياً لفرد واحد من الأسرة، وهو ما يدعو رب الأسرة لترتيب الأولويات في النفقات".

يذكر أن أعداد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر يبلغ أكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وفق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، بينما تتجاوز نسبة البطالة الثمانين بالمئة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات