وبحسب صحيفة "يني جاغ" فإن الحادث وقع قرب جسر سلجوق غازي على طريق إسطنبول- بورصة- إزمير السريع، حيث اصطدمت سيارة "كيسكجي" الذي كان برفقة 3 من أصدقائه بأخرى قادمة بنفس الاتجاه، وعلمت الشرطة خلال التحقيق أن السيارة كانت تسير بسرعة 145 إلى 150 كيلومتراً بالساعة.
وبينت الصحيفة أن وفاة المهندس "كيسكجي" الذي تولى وظيفة مهمة بسنّ مبكرة تسببت بطرح العديد من علامات الاستفهام، حول "ما إذا كان مراقباً، ولماذا لم يستخدموا الفرامل لحظة اصطدامهم بالشاحنة؟ وهل هذا مجرد حادث مروري؟" وغيرها من الأسئلة التي ربما تنكشف إجاباتها لاحقاً خلال التحقيقات.
وفيات وانتحار بالجملة
وأشارت إلى أن وفيات المهندسين في شركة أسيلسان بدأت في عام 2006 عندما توفي "حسين باشبيلان" مهندس مشروع الدبابات الوطني للشركة في 5 من آب بشكل مريب بعد مغادرته منزله في طريقه إلى العمل، حيث تم العثور عليه على بعد 50 متراً من منزله وقد قطعت حلقه ومعصمه، وكانت أبواب السيارة مقفلة وفرامل اليد تعمل وسجلت الوفاة وقتها على أنها انتحار.
وتابعت "يني جاغ" ففي 17 كانون الثاني 2007 عُثر على المهندس "مولسم أونال" 30 عاماً ميتاً في سيارته وبعد تشريح الجثة تبين أنه توفي برصاصة واحدة في رأسه وكتب في المحضر أنه انتحر، وبعد 9 أيام توفي "إيفريم يانتشكين" الذي زعم أنه انتحر عبر القفز من الطابق السادس من منزله في أنقرة.
أما مهندس الكهرباء والإلكترونيات "ظافر أولوك" فتوفي نتيجة صدمة كهربائية أثناء إصلاحه للمحول الكهربائي 2008، فيما توفي "هاكان أوكسوز" جراء حادث مروري في 25 من كانون الثاني 2012 ولم يتم العثور على هاتفه ومحفظته بعد الحادث، وتوفي "إردم أوغور" عام 2015 وهو خبير في المجال المغناطيسي داخل أسيلسان، وذلك جراء انتحاره بالغاز في منزله بأنقرة.
ولفتت الصحيفة التركية إلى وفاة أخرى للمهندس "كريم بارل دار" 32 عاماً الذي يعمل في أنظمة الدفاع المحلية، حيث انتحر بإلقاء نفسه من الطابق الرابع عشر، في حين قيل إن "برهان الدين فولكان" الذي عمل مهندس برمجيات انتحر بمسدسه أثناء قيامه بواجب الحراسة 2007.
صحف واتهامات
من ناحيته اتهم موقع "oda tv" منظمة غولن بالوقوف وراء هذه الوفيات المشبوهة، كما وجهت إليها أصابع الاتهام، ولا سيما في ملف "حسين باشبيلان" مضيفاً أن الحكومة أعادت مباشرة فتح التحقيقات بشأن تلك الوفيات المشبوهة لمهندسي أسيلسان من عام 2006 إلى 2013 عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 من تموز عام 2016.
أما صحيفة "fib haber" فوصفت موت طارق كيسكجي (الذي شغل منصب قائد فريق التحليل والأداء في بناء الطائرات دون طيار بشركة أسيلسان) بالمحزن والخسارة الكبيرة لإحدى الشخصيات التي ساهمت بتطور صناعة الدفاع التركية، موجهة أسئلة حول مجريات الحادث الغامض.
وأضافت أن الواقعة تذكر بحادث مروري آخر وقع قبل 13 يوماً فقط عندما توفي "سيردار دمير" رئيس قسم التسويق والاتصالات في الشركة التركية لصناعات الطيران والفضاء، وذلك أثناء عودته إلى أنقرة بسيارته، موضحة أن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولموش قال في معرض تعليقه على الحادث: إن "موت مهندسي أسيلسان ليس مصادفة".
وكانت موقع "en son hebar" قد نشر في شهر آذار الماضي مقالاً بعنوان "الوفيات المشبوهة لمهندسي أسيلسان" مبيناً أنه إلى الآن لم يتم رفع غطاء السرية عن وفاة ثمانية من المهندسين العاملين في مشاريع مهمة لهذه الشركة على الرغم من مرور السنين.
يُذكر أن شركة صناعة الإلكترونيات العسكرية (ASELSAN) تأسست بعد الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على تركيا بعد عملية السلام القبرصية عام 1975، وتواصل إنتاج الأنظمة التي تحتاجها القوات المسلحة التركية، في حين أن هذه الوفيات المشبوهة في تاريخها لا تزال على جدول الأعمال.
التعليقات (4)