وحصل موقع أورينت على معلومات عن الشخصيات التي تتحكم بشؤون المناطق العربية، وخاصة في محافظة دير الزور العائمة على النفط. وبحسب المعلومات فإن منطقة دير الزور وفق تقسيم الإدارة الذاتية تخضع لحكم شخصيتين أساسيتين هما "باران" و"عادل" وهاتان الشخصيتان تتحكمان بمصير دير الزور بجميع قطاعاته الصحية والخدمية والزراعية وبالمدارس.
تقاسم مناطق النفوذ
ووفق معلومات من داخل ميليشيا قسد، فإن باران هو الرأس الكبير الممثل لـ pkk ويشرف من الناحية الإدارية على دير الزور كاملة (الخاضعة لقسد)، أما "عادل" فيشرف على الريف الشرقي الذي يضم عدة بلدات كبيرة، منها البصيرة وهجين، وبلدات عشيرة الشعيطات، وهي الحمام والغرانيج والكشكية. ويضم هذا الريف كبريات حقول آبار النفط والغاز في سوريا، وفي مقدمتها العمر، ويقع على بعد 15 كيلومتراً شرق بلدة البصيرة بريف دير الزور. وإضافة إلى العمر، يضم ريف دير الزور الشرقي بمناطق قسد حقل كونيكو وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا.
"باران" نفسه كان قد تسلم منصبه قبل أشهر بعد موجة الاحتجاجات التي اجتاحت أرياف دير الزور رفضاً لسياسة التجاهل في تقسيم الموارد التي انتهجتها ميليشيا قسد بحق سكان المنطقة، حيث يتم تمييز المناطق الكردية وإعطاؤها مخصصات أكبر وأكثر من المناطق العربية.
فساد وتحيز بقطاعي التربية والصحة
وبالمجمل يتحكم باران وعادل بجميع المؤسسات الخدمية في مناطق قسد بدير الزور، وعلى الرغم من حداثة عهد باران إلا أنه سرعان ما تورط بالفساد على أوسع نطاق. وعلى سبيل المثال لا الحصر رفعت المجمعات التربوية في دير الزور إلى لجنة التربية، بداية العام الدراسي الحالي، أسماء معلمين كي يتم توظيفهم فلم تتم الموافقة على ذلك.
وجاء الردّ بأن "باران" و"عادل" يرفضان الموافقة على توظيف أي معلم بدير الزور رغم النقص الكبير في المدرسين مقارنة ببقية المناطق التي تسيطر عليها قسد، وذلك حسب الإحصائية الصادرة عن الإدارة الذاتية نفسها.
إلا أن الأنكى، وفقاً للمصدر، كان استغلال "باران" و"عادل" لتلك الحالة لتحقيق ثروة طائلة، حيث عمد القياديان بالتنسيق مع المدعو محمد الحنظل، مالي الكانتون الشرقي، على رفع عشرات الأسماء الوهمية لهيئة التعليم في الإدارة الذاتية وتقاسموا سوية الرواتب.
ولم يقتصر فساد "باران" و"عادل" على قطاع التعليم بل امتد للصحة، حيث ووفقاً للمصادر أمر باران بإيقاف رواتب بعض الموظفين من أطباء وممرضين في دير الزور بحجة أنهم يتقاضون رواتب من منظمات عاملة بالمنطقة، علماً أن ذلك الإجراء لم يشمل موظفي قطاع الصحة المحسوبين على قسد بالحسكة، والذين يتقاضون رواتب تفوق بنحو 50 بالمئة رواتب موظفي دير الزور، وعلى سبيل المثال يتقاضى الممرض راتباً يبلغ 368000 في الحسكة في حين يتقاضى بدير الزور 250000.
يضاف إلى ملفات الفساد والتمييز تلك تعمد قيادي قسد تجويع الأهالي في مناطق سيطرته بدير الزور التي تعاني منذ أشهر من نقص في مادة الخبز، حيث يقول مسؤولو الأفران إن مخصصات الوقود من الإدارة الذاتية لا تأتيهم بشكل يكفي عمل الأفران، مؤكدين على أن المناطق الكردية تشهد تدفقاً للوقود إلى الأفران وما يخص الزراعة.
ارتباطات باران وعادل
يعمل "باران" وعادل" بإشراف الكادر "روني" وهو المسؤول الأمني عن منطقة دير الزور منذ سيطرة قسد نهاية عام 2017 وسبق أن اتهم بسرقة مضخات مياه مشروع الرّي الذي يمتد من منطقة درنج حتى البحرة، حيث قام بنقل هذه المعدات، وقال إنه سيعيدها عندما يكون هناك مجال لإكمال المشروع.
كما ينشط "باران" و"عادل" ضمن شبكة كبيرة من مافيات المال التابعة لـ pkk في شمال شرق سوريا، وينسقان مباشرة مع القيادية الكردية "روشن بيري" التي تتولى قيادة "مجلس المرأة في مجلس دير الزور المدني" وتعرف كذلك بسطوتها لدى قيادات جبال قنديل، وهي عضو في منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) التي تنشط في سوريا ومناطق شمال العراق .
أما المشرف العام على هذه القيادات فهو "شاهوز حسن" الذي يدير الجانب الاقتصادي لشمال شرق سوريا، ويتلقى أوامره بشكل مباشر من صبري هوك الرجل الثاني لـ pkk في الوقت الراهن بعد جميل بايق.
وقبل نحو شهرين، أكدت تقارير صحفية أن القوات الأمريكية طلبت من قسد إخراج عناصر pkk من شمال شرق سوريا، ما يؤكد وجود نفوذ كبير للحزب هناك.
يشار إلى أنه ومنذ سيطرة ميليشيا قسد على ريف دير الزور واتضاح مشروعها الانفصالي تخرج مظاهرات واحتجاجات شعبية ضد ممارساتها وتطالب بإخراج قيادات pkk من المنطقة، حيث لم يقدموا أي خدمات هناك بل بالعكس كانوا يقومون بمهمة "المندوب السامي" لـ pkk في المنطقة وفق اللافتات التي ترفع في دير الزور .
التعليقات (0)