بالحديد والنار: ميليشيا الحرس الثوري تحرق خيام المعتصمين

بالحديد والنار: ميليشيا الحرس الثوري تحرق خيام المعتصمين
تستمر أزمة المياه في إيران بأخذ أبعادٍ جديدة، فبعد خروج محافظة الأحواز العربية عن بكرة أبيها بسبب أزمة المياه في الإقليم العربي المحتل، انتقلت تلك الأزمة لتضرب المُدن الفارسية، وأبرزها مدينتي جهار محل وبختياري، ومدينة أصفهان، حيث تجمع آلاف المحتجين في الساحات والشوارع منذ عدّة أيام مُطالبين بحل أزمة المياه التي باتت تضرب أكثر من محافظة في إيران.

ليلة أمس هاجمت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني خيم المُتظاهرين في مدينة أصفهان منذ أسبوعين وأحرقت العشرات منها، وقال موقع البرلمان الإيراني المُعارض إنّ مزارعي أصفهان سيبقون في مجرى نهر (زاينده رود) حتى تلبية مطالبهم، كما دعا المزارعون جميع سكان المحافظة للانضمام إليهم في مجرى النهر المعتصمين به.

وأظهرت فيديوهات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي هجوم ميليشيا الحرس الثورة على خيم المعتصمين وإحراقها، إضافة لضرب وتفريق المحتجين واعتقال عدد منهم، على الرّغم من أنّ مطالبهم ليست سياسيّة.

ويتظاهر عشرات آلاف الإيرانيين بسبب أزمة المياه التي تضرب إيران خصوصاً في المنطقة الوسطى والجنوبية والشرقية من البلاد، وأكد الموقع الإيراني المعارض أنّ "التحكم في المياه حقّق عائدات ضخمة لميليشيا الحرس الثوري من خلال البناء العشوائي وغير المهني للسدود على الأنهار الموجودة في الهضبة الوسطى لإيران، وقامت فرقة (خاتم الأنبياء) التابعة للحرس الثوري الإيراني التي نفّذت تلك المشاريع، بنقل المياه من تلك الأنهار عبر الأنابيب والأنفاق، ومن الأراضي الرطبة والبحيرات إلى ما وراء السدود، وذلك لاحتكار المياه والطاقة الكهرومائية. 

السيطرة على المياه وطرق جريانها في إيران ستُمكن المُتحكم بها من السيطرة على مفاصل الاقتصاد، وستُمكّنه أيضاً من التلاعب بالجغرافيا والديموغرافيا".

وكانت مُدن إيرانيّة شهدت مظاهرات حاشدة ضدّ نظام الملالي قبل عدّة أشهر احتجاجاً على فقدان المياه وخصوصاً في إقليم الأحواز المحتل، إضافة لمدن كرج الواقعة غرب طهران، وبجنورد أقصى شمال غرب البلاد، وغالبية مدن أذربيجان الجنوبية كتبريز وأردبيل، والمُدن ذات الغالبية الكردية كسقز، كما شهدت المُدن ذات الغالبية الفارسية هي الأخرى مُظاهرات حاشدة ضد النظام الإيراني كمدينة سمنان (شمال) وشيراز وسط البلاد.

يُشار إلى أنّه ومنذ الخامس عشر من تموز الفائت تشهد مدن خوزستان المختلفة مسيرات احتجاجية ضد نقص مياه الشرب وعمليّات التهجير المُمنهجة التي تُمارسها سُلطات الولي الفقيه، وانتشرت هذه المظاهرات لتشمل غالبية المدن الإيرانية، وحتى هذه اللحظة لم تتوقف المظاهرات التي تأخذ في ظاهرها شكل المظاهرات المطلبيّة، غير أنّ نظام الملالي يعلم علم اليقين أنّ أي مظاهرات تتوسع ولو قليلاً ستأخذ بالشارع إلى المطالبة برحيله، وهو ما حدث في مظاهرات عام 2019، عندما بدأت المظاهرات احتجاجاً على أسعار الوقود، وتطورت لاحقاً للمطالبة بإسقاط النظام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات