الثأر الفارسي: ميليشيات إيران تزيل اسم "الفاروق" من مسجد في دير الزور

الثأر الفارسي: ميليشيات إيران تزيل اسم "الفاروق" من مسجد في دير الزور
تواصل إيران تطبيق مشروعها الطائفي المتمثّل بمحو الهوية السنّية في المناطق التي تحتلّها بسوريا وخاصة بمعاقل سيطرتها في المنطقة الشرقية، والتي وصلت إلى حد تغيير أسماء المساجد في قرى هجَّرت أهلها وطمست معالمها وأساءت لعقائدها.

آخر النزَعات الطائفية للميليشيات الإيرانية في سوريا، كانت بتغيير اسم مسجد بلدة محكان التي تحتلها بريف دير الزور الشرقي من "مسجد الفاروق عمر" إلى "مسجد محكان الكبير"، بحسب شبكات محلية نشرت صورة حديثة للمسجد، وأكّدتها مصادر محلية تحدثت لأورينت.

وذكر مراسل أورينت بالمنطقة، أن مسجد بلدة محكان تعرّض لقصف جوي روسي خلال السنوات السابقة وبقي مدمراً حتى عاودت الميليشيات الإيرانية ترميمه العام الحالي، و"لكنها غيرت اسمه بعد إزالة اسم الصحابي عمر بن الخطاب الملقّب بالفاروق، وكذلك غيّرت في تصميمه السابق ليكون أشبه بحسينية".

وتعتبر بلدة محكان والمناطق المجاورة بريف دير الزور الشرقي، أبرز معاقل ميليشيات إيران (الحرس الثوري وأبو الفضل العباس وفاطميون وزينبيون) والتي جنّدت معظم شبان المنطقة ضمن صفوفها بعد احتلال تلك المناطق وتهجير أهلها وتدمير أحيائها في سبيل التمدد الإيراني بالمنطقة الشرقية.

وكذلك أقامت ميليشيات إيران العديد من الحسينيات الشيعية ورفعت راياتها وشعاراتها الطائفية عليها منذ دخولها لمناطق البوكمال ودير الزور في السنوات الأربعة الماضية، وغيّرت الكثير من أسماء المساجد التي كانت تحمل أسماء الصحابة ولاسيما "الخلفاء الراشدون"، إلى جانب تدمير عشرات المساجد بشكل طائفي في تلك القرى، بحسب المصادر.

أبزر المقامات الطائفية التي أنشأتها ميليشيات إيران في المنطقة الشرقية، مزار (عين علي) قرب قرية القورية بريف دير الزور عام 2018، والذي أشرف على بنائه (سهيل الحسن) قائد ميليشيا "قوات النمر" ، إضافة لترميم إحدى القباب في قرية السويعية بريف البوكمال، (قبة علي)، تحت مزاعم أنه "موقع جلوس ناقة الإمام علي بن أبي طالب".

ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، عملت إيران على تجنيد عشرات الميليشيات من مقاتلين محليين وأجانب للقتال إلى جانب حليفها أسد في سوريا، تحت مسميات "الجهاد الإسلامي" ومحاربة الإرهاب من جهة، وتحت شعارات حماية المراقد المقدسة من جهة أخرى، إلا أنها في الحقيقة عمدت إلى تلك السياسة لتقوية تدخلاتها في المنطقة العربية تحقيقاً لمصالحها.

وتحاول إيران إضفاء صبغتها على المحافظات السورية عبر مشروعها التوسعي الذي يشكل عائقاً في طريق الحل السياسي في سوريا بخيوطه "الطائفية" وتوجّهاته المذهبية، وما زالت تحاول التوسع والتمدد ومنافسة القوى الدولية والإقليمية الأخرى في المنطقة رغم التحذيرات والعقوبات الأمريكية التي تلاحق ذلك المشروع وتطالب بخروجه من العمق السوري.

وتعتبر المنطقة الشرقية وخاصة البوكمال، المعقل الإيراني في سوريا من حيث القواعد والانتشار وذلك لاعتبار تلك المنطقة البوابة السورية على العراق الذي تسيطر عليه إيران وتسعى لوصل الأراضي السورية بالإيرانية عبر الأراضي العراقية من تلك البوابة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات