تقرير دولي يحذر من الهيمنة الصينية..لعب على المتناقضات وسوريا بقلب العاصفة

تقرير دولي يحذر من الهيمنة الصينية..لعب على المتناقضات وسوريا بقلب العاصفة
حذر معهد دولي مُتخصص بالسياسات الدولية والدبلوماسية من النفوذ الصيني المُتزايد في العالم عموماً ومنطقة الشرق الأوسط بشكلٍ خاص، حيث تُحاول بكين إزاحة الولايات المتحدة الأمريكية من مكانها من خلال التعاول مع أعدائها، وقال التقرير إنّ العديد من المظاهر كشفت ضعف الغرب والذي يمكن للصين استغلاله لصالحها، بما في ذلك تدهور العلاقات الأمريكية الأوروبية منذ أن تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتخلي واشنطن عن فرنسا بتبنيها اتفاق دفاع Aukus الجديد مع بريطانيا وأستراليا، الأمر الذي يُضعف فكرة الغرب الموحّد، إضافة إلى حالة التفكك في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا.

وبناءً على ذلك أصبح هناك قناعة متزايدة في المنطقة، بأن الصين ستزيح الولايات المتحدة الأمريكية، وأن العالم سيجد نفسه مضطراً للتعامل مع هذه التغييرات. دخلت منطقة الشرق الأوسط على أعتاب "حقبة ما بعد أمريكا" حيث أتاح تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط الفرصة للقوى الشرقية، وخاصة روسيا والصين، لتعزيز نفوذها في هذه المنطقة المهمة، وفي الوقت ذاته زادت ثقة دول المنطقة في اتباع أساليب التنمية الخاصة بها.

وقال معهد الدبلوماسية الحديثة في بحثٍ له أعدّته "ناديا حلمي" إنّ الصين بدأت بتبني نهج "الوجود المتزايد في قضايا الشرق الأوسط" مع تحول سياستها لتصبح "لاعباً مركزياً" في شؤون المنطقة، وهو ما يمثل تحدياً للنفوذ الأمريكي. هنا نجد أن التحالف بين الصين وروسيا وإيران في مواجهة الولايات المتحدة يزداد قوة وصلابة "فيما يتعلق بتأثير الحرب الباردة الجديدة بين الغرب والصين أو الغرب والشرق". 

وتقول حلمي إن هناك قناعة لدى بكّين بأن "إيران هي القوة الآسيوية الوحيدة عسكرياً وجغرافياً لمساعدة الصين على إيجاد توازن مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولعب دور الضامن الأمني لمصالح الصين الاقتصادية والحيوية". ومن ناحية أخرى، تتركز المخاوف من أن منح الصين التكنولوجيا المدنية والعسكرية الحديثة لطهران قد يشكل فرصة لجعل إيران قوة إقليمية متفوقة يصعب ابتلاعها أو إخضاعها في المستقبل.

الصين.. اللاعب الجديد

ومن المتوقع أن تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية تدريجياً من منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يدفع دولاً مثل السعودية إلى "إعادة النظر في علاقاتها مع إيران وتطويرها إلى مستوى الشراكة بتشجيع صيني أساساً"، وهو ما صرّح به وزير الخارجية السعودي (الأمير فيصل بن فرحان) وتحدث عن "فرص إطلاق حوار بين المملكة العربية السعودية وإيران، وإمكانية تطوير العلاقات بينهما إلى مستوى الشراكة"، وطالب وزير الخارجية السعودي الجانب الإيراني بما يلي: "على الجانب الإيراني تقليص مخاوف بلاده الإقليمية، الأمر الذي يفتح الأبواب ليس فقط للتقارب، بل حتى للشراكة بين الرياض وطهران".

الصين أقامت علاقة مع روسيا قائمة على تقاطع المصالح الحقيقية لها، ونجح التحالف الصيني الروسي مع إيران في إطالة أمد الأزمة السورية من خلال دعم بقاء نظام أسد، وفرض إيران ضمن هذا الحل بعد استبعادها لعدة سنوات، من أجل كسب قوة مؤثرة أمام المجتمع الدولي، وقفت الصين إلى جانب نظام أسد باستخدام حق النقض لثلاث مرات لعرقلة أي قرار أممي في الشأن السوري ضد النظام وحلفائه.

لم يقتصر نشاط الصين الجديد في الشرق الأوسط على الهيمنة الاقتصادية، حيث أدركت بكين أن الشرق الأوسط منطقة مليئة بالمخاطر السياسية التي تتطلب الاقتراب منها، مع وجود الحذر الاستراتيجي، وهو السمة المميزة لنهج الصين في التعامل مع الوضع الاقتصادي.

عملت الصين جاهدةً على إعادة ترتيب أوراقها السياسية، وسعت إلى إبراز أنشطتها في الشرق الأوسط واتخذت خطوات للتوسط في صراعات الشرق الأوسط، بعد أن أدركت أن هذه الصراعات تؤثر على مصالحها، خاصة أن صانعي السياسة الصينيين يخشون من انتشار ما يسمّونه "الفكر الإسلامي أو خطر التطرّف والإرهاب والتطرف الديني وتنامي التيارات السياسية الإسلامية".

وتعتقد حلمي أنّ السياسة الصينية تمتاز بالمرونة والبراغماتية في إدارة علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، لذا اتجهت أكثر نحو "الجبهة الدبلوماسية"، وإقامة علاقات مع مؤسسات متعددة الأطراف مثل جامعة الدول العربية والمنتدى الصيني الخليجي، ولعبت أيضاً دوراً أمنياً في منطقة الشرق الأوسط، وشاركت القوات الصينية في قوات حفظ السلام في جنوب السودان، وأقامت بكين أول قاعدة بحرية لها في الخارج، في دولة جيبوتي.

لقد تحوّلت طبيعة السياسات الصينية بشكل عام وفي الشرق الأوسط بشكلٍ خاص إلى سياسة أكثر جرأة في تحدّي واشنطن، خاصة بعد عقود من التردّد الصيني في إعلان ذلك، تقول حلمي: "لقد بدأنا نشهد تحوّلاً في سياسة تعامل الصين مع القضية الفلسطينية، من الواضح أنّ الصين تشن هجوماً دبلوماسياً مضاداً، لا يقتصر على اختراق صفوف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، بل يسعى أيضاً إلى إغراء الدول المتصارعة مع واشنطن في هذه القضية أو تلك، إضافة إلى تشكيل نوع من القطبية الثنائية مع روسيا في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية في دول المنطقة".

اللعب على المتناقضات

وتسعى الصين إلى سياسة الجمع بين التناقضات في إدارة علاقاتها مع دول المنطقة، كزيارة وزير الخارجية الصيني (وانغ يي) إلى كل من الرياض وطهران معاً في مارس آذار 2021، أو الاستمرار بدعم نظام أسد، أو إقامة علاقات مع دول لها توجهات وسياسات مختلفة مع بعضها.

يمكننا أن نستنتج -والحديث للمركز- أنّ إيران وبضغط من الصين وروسيا لعبت دوراً مهماً في سوريا والعراق واليمن لتحقيق توازن ضد النفوذ التركي. ستقود روسيا وبدعمٍ من الصين محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، ما سيعزز تراجع مؤشرات النفوذ الأمريكي في المنطقة.

وتشير تحليلات مراكز الفكر الصينية إلى أنه إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية استعادة هيمنتها على الشرق الأوسط، فعليها (ردع الإجراءات الروسية والصينية التي تتحدّى المصالح الأمريكية في المنطقة، وإنشاء قوة إقليمية متعدّدة الأطراف تعمل على ردع التدخل الخارجي)، أو على الأقل (خلق فرصة لموسكو وبكين للمشاركة في الشرق الأوسط بطريقة تضمن مصالحهما).

وتختم الباحثة: "نجحت سياسة الهيمنة الاقتصادية الصينية في تعزيز وصولها إلى مصادر الطاقة في المنطقة، لا سيما مع تنامي طموح بكين لتصبح قوة عظمى تؤثر على النظام السياسي الدولي، سواء تحقق ذلك من خلال التحالفات السياسية مع الشرق الأوسط، أو حتى من خلال القوة الدبلوماسية لإزاحة الولايات المتحدة الأمريكية كقوة خارجية رئيسية في الشرق الأوسط.

التعليقات (3)

    الشعب الصيني له حضارته وثقافته

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    الصينيون كشعب عريق لن بسقط اخلاقيا كما انكلترا وفرنسا وامريكا والمانيا واسباني ،ان نظرية القتل من اجل سرقة الشعوب هي الثقافة الانكليزية الفرنسية الاسبانية الالمانية فط لوحدهم وعلى مدى ٢٠٠ سنة قتلوا من الابرياء ٢٠٠ مليون شخص لكي يعيش ٥٠ مليون حيوان غربي وشيوعي

    الصين ةالكورونا

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    سيدفنون حضارة الارهاب والقتل للابد لان الحيوانات تموت بكورونا بسهولة

    Long life Huge China

    ·منذ سنتين 3 أشهر
    Fuuuucck you obama clinton both baiden
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات