بالفيديو: شيّعوا خمسين مليون إفريقي.. مشروع إيران الأسود في القارة السمراء

بالفيديو: شيّعوا خمسين مليون إفريقي.. مشروع إيران الأسود في القارة السمراء
على أرضِ إفريقيا السمراء انتشرَ مُعمّمو إيران وحرسُها الثوري كما تنتشرُ النارُ في الهشيم، لا أحدَ هناك يعرفُهم.. ولا أحدَ يعلمُ من أين أتَوا أو ماذا يُريدون، مُعمّمو إيران وجدوا في إفريقيا ضالتَهم، تغلغلوا بين مجتمعاتِها الفقيرة.. ووجدوا في الفقرِ بوابتَهم! 

منذ وصولِ الخميني إلى حُكم إيران لم يألُ جهداً للتوسع في أيِّ مكانٍ وفي كلِّ مكان، غيرَ أنَّ أحداً لم يصل به الخيالُ أن يُفكّرَ مُعمّمو إيران بالوصولِ إلى غربِ إفريقيا، ليُطلّوا على سواحلِ المحيطِ الأطلسي من هناك.

نيجيريا، مالي، النيجر، موريتانيا، السنغال، ساحل العاج، غينيا، غينيا بيساو، غانا، زامبيا، سيراليون وغامبيا، كلُّ هذه الدول كانت هدفاً لمُعمّمي إيران. لم تكن مهمّتُهم سهلةً في منطقةٍ اصطبغت بالإسلام السني، لكنَّ البدايةَ كالعادة كانت بإنشاءِ بنيةٍ تحتيةٍ من المساجدِ والشبكاتِ الخيريةِ والمؤسساتِ التعليمية مُستهدفةً المُسلمينَ السنة على وجه الخصوص، ودون أن تطلبَ منهم تغييرَ مذهبِهم، غيرَ أنّهم روّجوا لأفكارِ الخميني على أنّها أفكارٌ ثوريّة تستهدفُ التخلصَ من الظلمِ والاستبدادِ الذي يعصفُ بدولِ إفريقيا قاطبةً.

تأثيرُ الدعايةِ الخمينية التراكميُ أو طويلُ المدى، بدأ يؤتي أُكلَه، ليُظهرَ عددٌ من المُسلمين الأفارقة وجهاتِ نظرٍ مؤيدةٍ لثورة الخميني باعتبارها انتصاراً للقوى الشعبية على نظامٍ فاسدٍ وقمعي تدعمُه القوى الغربية.

وبغيابِ زعيمٍ مسلمٍ سُنّي وازنٍ في تلكَ القارة، نمت شعبيةُ الخميني، وبدأ صدى أيديولوجيتِه التي دمجتِ الحكمَ الإسلامي بالاقتصادِ الماركسي يترددُ في الأرجاء.

بدورها المخابراتُ الأمريكية قالت في تقريرٍ لها عامَ ألفٍ وتسعِمئةٍ وأربعةٍ وثمانين إنه بعدَ خمسِ سنواتٍ فقط من وصولِ المُعمّمين إلى السلطةِ شرعوا بحملةٍ شرسةٍ لبناءِ شبكاتٍ من المتعاطفين بين الجماعاتِ الإسلامية الأصولية والمجتمعاتِ اللبنانية والجامعاتِ في المنطقة.

وفي إيران؛ أعلنت وكالةُ فارس الإيرانية جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهادِ أنّه ومنذُ وصولِ الخميني إلى الحكم تشيَّعَ من ثلاثين إلى خمسينَ مليون إفريقي.

أحصنة طروادة

لم تَعدم طهران الوسيلةَ للدخولِ إلى القارةِ الإفريقية، واتخذت في هذا السبيلِ ثلاثَ طُرقٍ يُمكنُ أن نُسميَها أحصنةَ طروادة الإيرانية. 

أحصنةَ طروادة الإيرانية: (الشيعة اللبنانيّون والسفارات والمراكز الثقافية والمعمّمون)

- الشيعة اللبنانيّون

أكثرُ من مئةٍ وخمسينَ ألفَ لبناني غالبيّتُهم من الشيعة شكلوا للمُعمّمين الإيرانيين حصانَ طروادة الذي تمكّنوا من خلالِه من اختراقِ غربِ القارةِ السمراء.

التقريرُ الاستخباراتي الأمريكي قال إنّ الكثيرَ من أولئكَ اللبنانيين تربِطُهم علاقاتٌ قويّةٌ بالنُخبِ السياسيةِ والتجارية في تلك الدول: "بعضُ المغتربين اللبنانيين الأثرياءِ كانوا على استعدادٍ للعمل كوسطاءَ نيابةً عن مصالحِ طِهران السياسيةِ والدينية والتجاريةِ في إفريقيا".

- السفارات والمراكز الثقافية

بين عامي ألفٍ وتسعِمئةٍ واثنين وثمانين وألفٍ وتسعِمئةٍ وأربعةٍ وثمانين، ضاعفت إيران سفاراتِها في دولِ جنوبِ الصحراءِ الإفريقية من تسعِ سفاراتٍ إلى ثماني عشْرة، وشكّلت تلكَ السفاراتُ مراكزَ لترويجِ شعاراتِها وأيديولوجيتِها، وألحقتها بمراكزَ ثقافيةٍ تُدارُ من وزارةِ الثقافةِ والدعايةِ الإسلامية في طهران وهي الهيئةُ الحكوميةُ المكلفة بتمهيد الطريقِ لنشرِ ما يُسمى "ثقافةَ الثورةِ الإسلامية" في البلدان الأخرى.

بجهودٍ حثيثة؛ سعت إيران إلى إقامةِ علاقاتٍ مع مجموعاتٍ طلابية مسلمة في حرمِ الجامعات، أرسلت موظفيها ودبلوماسييها كأساتذةٍ ومحاضرينَ ضيوف، للترويج لتعاليمِ الخميني وتحفيزِ المظاهراتِ الطلابية المؤيدةِ للملالي.

أكثرُ من ذلك؛ أقامت تلك السفاراتُ والمراكزُ علاقاتٍ وثيقةً مع وسائلِ الإعلام المحليةِ في دولِ القارةِ السمراء، نُشِرَت المقالاتُ المؤيدةُ لوجهة نظرِ نظامِ الملالي على أغلفة الصحفِ والمجلات، وانتشرت الكتبُ والدورياتُ وأشرطةُ الكاسيت التي روّجت للدعايةِ الخمينية باللغاتِ المحليةِ في كافةِ المكتبات.

- المُعمّمون

لم تنتظر طهران طويلاً؛ لتبدأ بإرسالِ المُعمّمين إلى تلك الدولِ بهدفِ تثبيت نفوذِها داخلَ شرائحَ أوسعَ من تلك المجتمعات، مُستهدفةً رجالَ الدين بهدف إقامةِ علاقاتٍ مع المجتمعاتِ المسلمة المحلية.

نظّم مُعمّمو إيران ندواتٍ ومؤتمراتٍ مع رجالِ دينٍ محليين، لقّنوهم العقيدةَ الخمينية لتُنقلَ بعدَ ذلك إلى أتباعِهم، ألقى الغرباءُ خُطباً مسيّسةً ومثيرةً في المساجد المحلية، أحضروهم إلى إيران، وهناك لقّنوهم جرعاتٍ مُركّزةً من الحقدِ الطائفي ومن أبرزهم إبراهيم زكزاكي الذي يُعتبرُ نصر الله إفريقيا.

بالرّقصِ والغناء.. هكذا احتفلت قبائلُ إفريقية بدخولها الدينَ الجديد، لا يهتمُ المعممونَ كثيراً إنْ فهمَ أولئك شيئاً مما يقولونَ أم لا، هم يبحثونَ عن جيلٍ آخرَ غيرِ هؤلاء، عن جيلٍ يكونُ كالفاطميين والزينبين وبقيةِ الميليشياتِ مغسولةِ الدماغ.

الحرس الثوري في إفريقيا

عسكرياً؛ أوكلَ نظامُ الملالي مهمةَ دخولِ إفريقيا إلى الوحدتين أربعِمئة ومئةٍ وتسعين 400 و190 التابعتَين لميليشيا القدس التي يقودُها إسماعيل قاآني، لم تتوانَ هاتانِ الوحدتان عن تهريبِ الأسلحةِ وتشكيلِ وتدريبِ الميليشياتِ الموالية، نقلت لهم الأسلحةَ وجلبتهم إلى إيران لتدريبِهم وباتوا جزءًا من مشروعِها.

أوكلَ نظامُ الملالي مهمةَ دخولِ إفريقيا إلى الوحدتين أربعِمئة ومئةٍ وتسعين 400 و190 التابعتَين لميليشيا القدس التي يقودُها إسماعيل قاآني

الوحدة 400

الوحدة أربعمئة التي يقودُها اللواء حامد عبد اللهي هي المسؤولةُ عن تنفيذِ سياساتِ إيران في أفريقيا وتتبعُ مُباشرةً إلى فيلق القدس، وتُشرِفُ على العملياتِ الخاصةِ في أفريقيا.

تَجمعُ هذه الوحدةُ المعلوماتِ الاستخباراتيةَ، وتُنسقُ تمويلَ العملياتِ التي يقومُ بها وكلاؤها.

في عامِ ألفين وعشرة اعتقلت الشرطةُ النيجيرية الضابطَ الإيراني عظيم آقا جاني بعد اتهامِه بتهريبِ الأسلحةِ إلى ميناء لاغوس النيجيري.

في عامِ ألفين واثني عشر ، اعتقلت الشرطةُ الكينية إيرانيَّين هما (منصور موسى وأحمد أبو الفتحي محمد)، أثناءَ التحقيقِ اعترفا بأنّها ضمنَ الوحدةِ أربعِمئة ، كانوا يتطلعونَ إلى إنشاءِ قاعدةٍ لهذه ِالقوةِ في كينيا.

لم يمرّ يومان على مقتلِ قاسم سليماني حتى شنّت مجموعةٌ مسلحة هجوماً على قاعدةٍ عسكرية في كينيا، قُتلَ عسكريٌ أمريكي وموظفان في وزارةِ الدفاعِ الكينية، قالت الاندبندنت الفارسية إنَّ الهجومَ وعلى ما يبدو كان رداً بالوكالةِ عن إيران من قِبل حركةِ الشباب.

الوحدة 190

شبكة news Fox الأمريكية كشفت وجودَ أنشطةٍ للوحدة مئة وتسعين (190) وتقومُ بتهريبِ الأسلحةِ إلى عدّةِ دولٍ إفريقيّة، يقودُ هذه الوحدة الضابط "بهنام شهرياري مرال لو".

مركزُ بحوثِ تسليحِ الصراعاتِ تحدّثَ في تقريرٍ له عن نشاطِ الوحدةِ مئة وتسعين، مؤكداً أنّ بصمةَ الذخائرِ الإيرانية منتشرةٌ على نطاقٍ واسع، وأكد المركزُ في تقريرٍ له بعنوان "توزيعُ الأسلحةِ الإيرانية في إفريقيا" - والذي غطّى الفترةَ من ألفين وستة إلى ألفين واثني عشر في تسعةِ بلدانٍ إفريقية- وجودَ أربعَ عشْرةَ حالةً تمَّ العثورُ فيها على أسلحةٍ إيرانية في مناطقِ نزاعاتٍ داخلَ القارةِ السمراء، أربعُ حالاتٍ فقط كان التعاملُ مع الحكومات.

أما العشرُ الباقيةُ كانت مع جماعاتٍ مسلحةٍ غيرِ نظاميةٍ كحركة كاسامانس الانفصاليةِ في السنغال، والمتمردين في ساحلِ العاج، وزامبيا، وحركةِ إبراهيم الزكزاكي في نيجيريا".

صحيفةُ اللوموند الفرنسية أكّدت قيامَ فيلقِ القدس بمساعدةِ معمّر القذافي بنقل أسلحةٍ وذخائرَ من أجلِ استخدامِها ضدَّ الثوارِ الليبيين، ونُقِلَ أفرادٌ من ميليشيا الحرسِ الثوري إلى ليبيا لقتالِ الليبيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات