هل تتحرك إسرائيل منفردة بمواجهة إيران؟

مع استعداد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإصدار تقرير حاسم بشأن إيران، يقول مسؤولون دبلوماسيون إن محادثات فيينا قد لا تمضي قدما كما هو مخطط لها، ويتزامن هذا الأمر مع سابقة تاريخية حيث تشارك إسرائيل في مناورات بحرية مشتركة في البحر الأحمر مع الولايات المتحدة والإمارات والبحرين.

وقبل أسبوعين من بدء المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني في فيينا، أكدت إسرائيل أنها تخطط لبدء مساعيها المستقلة لوقف إيران قليلاً، وقال مسؤول دبلوماسي كبير إنّ هدف إسرائيل هو ضمان منع إيران من أن تصبح دولة نووية.

ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم عن الدبلوماسي الإسرائيلي قوله إنّ إسرائيل ستتصرف بشكل مستقل وحسب الضرورة، وكجزء من هذا الجهد، بدأت تل أبيب ببناء جيشها لتكون قادرة على مواجهة التحدي الذي تمثله إيران في المجالين النووي وكذلك جهودها لتقويض الاستقرار الإقليمي، مُشيراً إلى أنّ إسرائيل ستواجه التحدي بأسلوب متعدد الأبعاد لغرس شعور باليأس بين المسؤولين في طهران، كما أنّ المسؤولين الدبلوماسيين لديهم عقلية مفادها أن المحادثات قد لا تُجرى على الإطلاق.

ومع انتهاك إيران للاتفاق النووي لعام 2015 ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، من المتوقع أن يصدر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي تقريراً ينتقد سياسات طهران خلال زيارته لإيران الأسبوع المقبل، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنّ مثل هذا التقرير قد يوفر لإيران ذريعة لإلغاء المحادثات في اللحظة الأخيرة.

وأشار مسؤول في البحرية الإسرائيلية إلى أن أنشطة التحصين الإيرانية في الشرق الأوسط تحدث في البحر وكذلك على البر، حيث شاركت إسرائيل في مناورة بحرية مشتركة في البحر الأحمر مع الولايات المتحدة والإمارات والبحرين لأول مرة منذ زمن.

وأتت المناورات المشتركة التي أُجريت الأسبوع الماضي وبرعاية الأسطول الخامس الأمريكي، في الوقت الذي أجرت فيه إيران مناورة حربية كبرى بالقرب من مضيق هرمز، الذي يمرُّ عبره نحو 20٪ من نفط العالم، وشملت تلك التدريبات مناورات عسكرية إيرانية في الخليج العربي وبحر العرب.

مناورات مشتركة

وفي السياق ذاته قال المسؤول البحري الإسرائيلي إنّ مناورة البحر الأحمر تحاكي سيناريوهات "أساسية" وعززت الأمن البحري، وتابع: "تبادلنا المعلومات معاً وستكون هناك تدريبات أكثر تقدما"، وأضاف: "بينما تحاول إيران التباهي بالقوة وإظهارها، كانت إسرائيل تعمل على التعاون".

وأشار إلى أن إسرائيل تواجه تهديداً إرهابياً مستمراً في البحر، بما في ذلك جهود إيران نحو التمركز من خلال وكلائها، يقول: "علينا التعامل مع سلامة البحر والحفاظ عليه بعداً آمناً، ليس فقط لإسرائيل التي نحن معنيون بها، ولكن لجميع الدول من حولنا".

واستشهد الضابط الإسرائيلي بهجوم 30 يوليو/ تموز بطائرة بدون طيار على ناقلة النفط "ميرسر" والذي تمّ قبالة ساحل عمان، والذي أسفر عن مقتل حارس أمن بريطاني وقبطان السفينة الروماني، وقال: "نحن نتعامل مع الإرهاب الإيراني بأبعادٍ عديدة، هجوم ميرسر كان عملاً إرهابياً وحشياً على سفينة بريئة، وفي نهاية اليوم قتل شخصان".

وأوضح أنّ الهجوم كشف حقيقة أن سلوك إيران يمكن أن يمثل مشكلة لدول أخرى في البر والبحر، وأضاف: "لسنا الوحيدين الذين نشعر بهذا التهديد، نرى أماكن أخرى يتمُّ فيها إطلاق الطائرات الإيرانية بدون طيار في العديد من البلدان، هذا ليس تهديداً لإسرائيل فحسب، إنه تحدٍ للمنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ القوات البحرية للتحالف الشامل للأسطول الخامس تتكون من 34 دولة؛ ومن المقرر أن تصبح إسرائيل العضو الخامس والثلاثين، حيث شاركت السفن الحربية الإسرائيلية والأمريكية معاً في تدربت بخليج العقبة يوم 31 أغسطس في مناورة شارك فيها الأسطول الخامس، لكن المسؤول البحري الإسرائيلي قال إن هذا التدريبات الأخيرة كانت أهم تعاون من نوعه حتى الآن.

وختم المسؤول الإسرائيلي: "هذه بداية تعاون يتمّ تنفيذه على مراحل في إطار التخطيط الذي قمنا به سوياً، والشيء الجميل في البحر هو أنه منذ سنوات عديدة كان من الأسهل إقامة شراكات وتعاون هناك، البحر بعيد عن اليابسة، وأحياناً لا يكون مرئياً للعين، إنه بُعدٌ مختلف".