ماذا تريد روسيا من الهيمنة على قطاع الإنترنت في سوريا؟

ماذا تريد روسيا من الهيمنة على قطاع الإنترنت في سوريا؟
في إطار خططها للهيمنة على كافة القطاعات الحيوية للنظام، شرعت موسكو بمرحلة جديدة تهدف لبسط سيطرتها على قطاع الاتصالات في سوريا ولا سيما خدمات توفير الإنترنت.

وآخر مساعيها في هذا السياق كان ما كشفت عنه صحيفة البعث التابعة لنظام أسد عن وصول وفد من وزارة التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام الروسية مؤخراً إلى دمشق ضم ممثلين عن شركات متخصصة في مجال الاتصالات والتقانة وقطاع الاتصالات.

فيما أكدت مديرة إدارة تطوير الإعلام والتعاون الدولي في وزارة التنمية الرقمية والاتصالات الروسية لارينا إيكاترينا على جاذبية قطاع الاتصالات السوري للاستثمار، مشيرة إلى أن روسيا شريك أساسي للنظام في مجال تكنولوجيا الاتصالات من خلال العديد من المشاريع التي يتم العمل عليها والفرص الواعدة لمشاريع إضافية قريبة.

غير أن الأكثر خطورة كان حديث تلك المسؤولة عن استعداد الشركات الروسية عن جاهزيتها لتوفير خدمات إنترنت بتكاليف مقبولة، من الجيلين الثاني والثالث (2G - 3G) فضلاً عن تعزيز تغطية الأقمار الصناعية الروسية للأراضي السورية فيما يتعلق بالجوانب التجارية.

موافقة ضمنية وتبرير

مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الاتصالات والتقانة التابعة للنظام محمد سعيد، كشف ضمناً عن منح حكومة أسد ضوءاً أخضر لتقديم تلك الشركات خدماتها التي عفا عليها الزمن.

وبرر ذلك بالقول إن إمكانية قبول الجيلين الثاني والثالث يأتي في إطار توفير الخدمات للمناطق البعيدة والمدمرة بأسعار مقبولة، مشيراً إلى أن الوزارة مهتمة بجذب خبرات دولية في مجال الاتصالات خصوصاً من الجانب الروسي، كما زعم أن المشاريع التي يتم العمل عليها مع الشركاء الروس تصب في تجهيز البنية التحتية اللازمة لإنجاز التحول الرقمي.

كف يد إيران أهداف أخرى

وعن مساعي روسيا للسيطرة على قطاع الإنترنت في سوريا قال الخبير التقني يحيى صبيح لأورينت نت: إن الشركات الروسية  ستجني أرباحاً طائلة من تزويد خدمات من الجيل الثاني والثالث رغم أن هذه الخدمات انقرضت في معظم دول العالم.

وأضاف أن الشركات الروسية كما في العديد من العقود السابقة التي أبرمتها مع النظام ستوفر معدات انتهت أعمارها الافتراضية في روسيا وباتت خارج الخدمة واليوم تنقل تلك المعدات إلى سوريا لبيعها والاستفادة منها.

وأعرب عن اعتقاده أن الخطوة الروسية تأتي في إطار التنافس مع إيران، حيث سيكون للشركات الروسية السلطة الأعلى على بيانات المستخدمين وحرمان إيران من السيطرة عليها مرجحاً أن ذلك يأتي استجابة لضغوط دولية وإقليمية وفقاً للصبيح.

أخطار الهيمنة الروسية على الشبكة

وحول أخطار تلك الهيمنة على الإنترنت  قال الصبيح إن روسيا ستحوز على معلومات وبيانات مئات الآلاف من المستخدمين السوريين إضافة إلى السيطرة على بث القنوات الفضائية التابعة للنظام.

وفي مرحلة لاحقة سيتمكن من إجراء تحليل مجتمعي لتلك البيانات لتحديد توجهات السوريين ،وبالتالي استهدافهم بمشاريع سياسية أو إعلامية أو تجارية أخرى.  

كما ستتمكن الشركات الروسية من خلال الهيمنة على مزودي الخدمة من فرض رقابة أو حظر على فيسبوك وتويتر مثلاً، أو فرض تطبيقات ومواقع روسية، كما ستطلق تطبيقات للمشتركين لديها تخولها من التجسس عليهم وجمع معلومات عنهم دون علمهم وتجريدهم من خصوصيتهم.

نصائح لمستخدمي الإنترنت في سوريا

بداية لابد من تجنب استخدام شبكات الإنترنت التابعة لإم تي إن أو سيرياتل أو مزودي الخدمة الروس، وتجنب التطبيقات التابعة لها أياً كانت الميزات أو العقود.

وعند الحاجة لاستخدام شبكات الإنترنت عبر الهاتف الجوال يفضل تشغيل برنامج الشبكة الافتراضية الخاصة VPN والمعروف بـ كاسر البروكسي وأشهرها تطبيق Psiphon vpn المجاني.  

ولا بد من تنزيل التطبيقات من متجر الرسمي لـ "غوغل بلاي" و"أب ستور" وذلك بعد تفعيل كاسر البركسي نظراً لأن المتجرين محظورين في سوريا.

وينصح دائما بتجنب الإدلاء بأي معلومات هامة خلال اتصال هاتفي أو عبر الرسائل القصيرة أو برنامج واتساب ولاسيما الاصدارات غير الرسمية مثل واتساب الذهبي وغيره والإعتماد على برامج أكثر أمناً مثل  Signal ،Wire ،Jitsi meet.

ويفضل استخدام شبكات الوايفاي بدلاً عن الإنترنت الذي تزوده شركات الهواتف المحمولة وفي الإجتماعات التي تتسم الهامة التي تتسم بالسرية يجب عدم اصطحاب الهاتف المحمول على الإطلاق.  

التعليقات (1)

    خالد ع.

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    سوريا الاسد او نحرق البلد ، هي في الواقع قمة تكنولوجيا المعلوماتية والراس المفكر للانترنيت المستقبل ومنبع العقول القرداحية النابغة .. اسبابا تجعل من الاسد ومهندسيه وعلماؤه الفطاحل محطا لاطماع روسيا العظمى وسببا للصراع العالمي الاميركي الروسي .. < يا هيك رئيس بشار او نحرق البلد او بلاش >
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات