عدد كبير من الميليشيات تتحكم بحياة الناس في البوكمال، وانتهاكات شبه يومية بحق المدنيين الذين باتوا يشعرون بالرِّيبة من مدى التغلغل الإيراني في مناطقهم، حتى الموالون للنظام من أهالي البوكمال باتوا يتوجّسون خيفة من هذا الأمر.
وحول الموضوع يقول الناشط أبو همام من ديرالزور: "لم يكن قرار عودة أهالي البوكمال لمنازلهم بيد نظام الأسد بُعيد سيطرة الأخير وميليشيات ايران على المدينة أواخر العام 2017، منذ البداية تسلمت ميليشيا (الحرس الثوري) زمام الأمور في البوكمال وريفها، وكان القرار في أن تكون البوكمال عاصمة للنفوذ الإيراني محسوماً بسبب موقعها بين دمشق وبغداد. سمحت ميليشيا (الحرس الثوري) للأهالي بالعودة تدريجياً، بداية الأمر كان تعاملهم مع الأهالي عادياً، وبعد عودة حوالي 20% من سكان البوكمال وريفها إليها بداية العام الماضي 2020، بدأ يظهر الوجه الآخر لتلك الميليشيات، وباتوا يتحكمون بكل كبيرة وصغيرة".
ويضيف أن تلك الميليشيات: "حوّلت عدداً من المساجد إلى حُسينيات، وسيطرت على عشرات العقارات والأملاك التي تعود ملكيتها لمدنيين، أما حواجزها فلا تكفُّ عن مضايقة المارّين بها.. البوكمال تحت الاحتلال حرفياً، وحياة سكانها جحيم"، بحسب تعبيره.
آخر حوادث الانتهاكات من قبل ميليشيات إيران كانت يوم الثلاثاء الماضي 16 نوفمبر تشرين الثاني، وبالذات في بلدة المجاودة بريف البوكمال حيث قام عناصر من ميليشيا حزب الله العراقي بالاعتداء على أحد رعاة الأغنام هناك، تمت تعريته من ملابسهِ وسرقة ثلاثة رؤوس أغنام منه وضربه، وحسب شهود تم نعته بشتائم طائفية بــ "سنّي قذر ".
وكانت وكالة "نهر ميديا" المحلية، ذكرت أنه في الأسبوع الماضي، وقعت حادثة مشابهة وذلك في منطقة الهري بالبوكمال، إذ اعتقلت مليشيا "الحشد الشعبي" مهرّباً من أبناء بلدة الهري بريف البوكمال، أثناء محاولته تهريب كمية من المواد المخدرة إلى العراق دون التنسيق مع قادة الميليشيا، ليتم تعذيبه بشكل وحشيّ مع ترديد عبارات طائفية أثناء تعذيبه كعبارة (أنت سنّي حقك فرنك).
حادثة ثانية أيضاً وقعت في ذات البلدة حين اعتقلت مليشيا "الحشد الشعبي" شاباً بتهمة تصوير مقرات وأماكن عسكرية تابعة لها، لتمارس بحقه أقسى أنواع التعذيب مع ترديد عبارات طائفية كــ "سُنّة خونة".
وفي ذات السياق فقد ازدادت مؤخراً عمليات شراء العقارات في البوكمال من قبل قيادات في ميليشيا "الحرس الثوري" عبر سماسرة محليين موالين لإيران، وفي أول رد فعل من إعلاميين موالين من البوكمال على تجاوزات ميليشيات إيران في المنطقة، نشرت صفحة (بوكمالنا Bukmalna) الموالية والمشهورة على فيسبوك عدة تصريحات تندد وتستهجن تعاظم نفوذ إيران في البوكمال وريفها، وتتساءل عن جدوى شراء العقارات في البوكمال، وإلى متى سوف تبقى ميليشياتها في المدينة وتضيق الخناق على السكان.
ويعاني أهالي البوكمال وريفها من تجاوزات حواجز ميليشيات إيران في المنطقة، حيث باتوا يفرضون الإتاوات على كل سيارة تمر بها، وتم توثيق عدة حالات مضايقات بحق الأهالي بشكل "طائفي" في البوكمال من قبل تلك الميليشيات وخاصة مليشيا الحرس الثوري الإيراني ومليشيا الحشد الشعبي العراقي، فهم يصولون ويجولون في مدينة البوكمال وريفها، دون الخضوع لأي قوانين أو روادع، وباتوا يُغرِقون المدينة ومحافظة ديرالزور بالمخدرات كذلك، ولم يبق شيء لم يتدخلوا فيه.
حتى المساجد في البوكمال لم تسلم من تجاوزات ميليشيات إيران، آخرها كان تحويل مسجد (البطين) الواقع في حاوي بلدة الغبرة بريف البوكمال إلى حسينية، وتم وضع إعلام ورايات طائفية في محيط وفوق المسجد، وتم طرد جميع الأهالي ومنعهم من الاقتراب منه. المسجد الواقع في الغبرة كان هو المسجد الوحيد في البلدة وبات بإشراف عناصر إيرانيين وأفغان وعراقيين، ووضعت عليه الميليشيات حراساً من الجنسية الأفغانية، وتم تعليق صورة ضخمة لقائد ميليشيا فيلق القدس، قاسم سليماني أمام المسجد.
التعليقات (0)