المسألة الطائفية في سوريا (3من 3) المسيحيون تعايش أم انكفاء وهجرة

المسألة الطائفية في سوريا (3من 3) المسيحيون تعايش أم انكفاء وهجرة
المسيحية في سوريا أساس ومنطلق. تلك حقيقة بقيت قائمة حتى الفتح العربي الإسلامي.. وبعد ذلك دخلت المسيحية في الشرق مرحلة أخرى مختلفة جذريا عما سبقها، ولما انتصر الدينار العربي حسم الأمر للغة العربية والدين الجديد

تاريخ الازدهار والهزائم!

المسيحية في هذا الشرق كان لها سمات خاصة مع السريان تحديدا فلقد شاركوا تماما في قيامة النهضة الاسلامية، وقام العرب المسلمون عبر جملة تعاملات تنظيم العلاقة معهم. ولما كان المجال هنا لايتسع لسرد تاريخي متخصص سنكتفي بالإشارة الى محطات رئيسة في مفاعيل وآثار تلك العلاقة التي انتظمت اجتماعيا واقتصاديا وعبرت عن علاقة تعايشية مرنة أبداها كل من المسيحية والإسلام ولما كانت تمر أوقات ازدهار كان المسيحية هي أيضا تزدهر، وفي أوقات الصراع والهزائم كانوا هم كذلك أيضا.. ولعل المحطة الأبرز في هذا التاريخ الحروب الصليبية، التي كانت حربا ضد الإنسان العربي مسيحياً كان أو مسلما، وقد دفعت المسيحية أثمان باهظة فيها كما المسلمون تماما، ومن الموضوعية والحق أن نذكر الموقع الهامشي لهم في دولة انتصرت بكتاب وعهد جديد بين مد وجزر تناوبت الظروف عليهم، وكما كل أقلية اتجهوا إلى الحرف والعلوم، التي بقيت زمنا طويلا ميدان فعلهم ونشاطهم، هذا كان حالهم بإختصار كبير عموما، ولما انحدرت الأمة بمفاعيل باتت معروفة ومدروسة دخل المسيحيون مع الامة تلك المرحلة. 

مسيحيو سوريا بعد الخلافة العثمانية 

عندما نريد العودة الى تاريخ سوريا المعاصر وبعد إنهاء الخلافة العثمانية، نرى المسيحية في حالة حذر وخصوصية إلى حد الإنغلاق على الحياة السياسية، ويذكر لسورية أنها تاريخها اومض إنسانية أثناء محنة الأرمن، والأرمن بدورهم قدروا هذا الدور واعتقدوا أن الاخلاص يتطلب ولاء اعمى لأي سلطة مهما كانت علىاعتبارها تمثل شعبا كان له لفتة إنسانية أثناء محنتهم

وفي عودة للمسيحيين بسوريا نذكر بحياد انهم تعايشوا رغم منغصاتهم الداخلية وعدم رضاهم الكلي.. ولابد أن أشير الى البراغماتية الواضحة في التعاطي السياسي مع السلطات .. وأما حراكهم الفكري فهو مشهود بالتميز ولا أريد أن أذكر الأسماء لانها معروفة تماما، ونشير فقط الى موقف المسيحي اليعربي فارس الخوري من الاحتلال الفرنسي والذي لاقى صدى واسع جعل منه رجل وطنية وسياسة من طراز لا يتكرر

وأضيف أن اغلب الفعاليات المتعلقة بحرف أساسية كانت مسيحية ولاينكر دورهم في إحياء اللغة العربية والمدارس التي فتحت بعيد الاحتلالات الأوربية (والتي نظر إليها نظرة ريبة من العرب عموما) إلا أنها كانت ينابيع أولى لنهل علوم الغرب كما كانت من  الآثار الكبيرة فيما سمي بمرحلة اليقظة العربية.

ميشيل عفلق: الفكر الذي أنتج كارثة!  

في عودة لمسيحيي سوريا نقف مطولا عند ميشيل عفلق وبدايات البعث، فهو أول تأثر بالفكر القومي الأوربي كما تأثر بكتاب (كفاحي) لهتلر.. والذي أنتج فكرا شموليا وشوفينياً خسرنا فيه الاصالة والتاريخ والجدة والابتكار وتكوين عقل يقابل هذا العالم المتسارع الخطى نحو حضارة تقنية تعتمد العلم والمعرفة... وبعد أن استلم حزبه السلطة في انقلاب عسكري، وجدنا أنفسنا في منافي العقل والضمير والمكان ومازلنا نبحث عن تعويض لخسائر لا تقدر فداحتها بينما الكون يتسلى بخيبتنا ويتلذذ بإحتقارنا..

ميشيل عفلق كان يعربياً لاشك، ولكنه كان مهموما وقلقا ضمنا انشغالات المسيحي العربي الباحث عن رابط القومية بدل رابطة الدين... ويبحث عن شكل معاصر وأقرب إلى العلمية يضمن عيشا مشتركا فاعلا متفاعلا، وكانت النتيجة أن نشأت في سورية صراعات التهم فيها البعث تاريخنا كله واغتصب شرعية الحزب الأوحد الذي توكل بالإعلام والثقافة والقضاء والحياة الاجتماعية وشغلنا ردحا طويلا في مناهج تتحدث عن القضية الفلسطينية سياسياـ ولم يقم بمقاربة واحدة حول الأحقية التاريخية والمكانية والزمانية لفلسطين، ولم يشر الى ما تقوم به العوالم الغربية من أساليب تهويد للفكر.. وإنما انحصرت الأمور على تغطية تخص تبرير الشح والفقر في بلد غني جدا بعمليات التسليح والمعركة الوجودية... 

مسيحيو السويداء.. هل نقول كانوا هنا؟! 

في عودة الى مسيحيي الجبل (السويداء) لابد أن نشير أولا إلى أعدادهم المتناقصة بإستمرار بفعل العوامل المشتركة بين الجميع، وبفعل شعورهم بالإضطهاد من قبل الدروز، والذي لم يظهر قط علنا بأي نوع من الصراع المعلن!

وحتى نكون منصفين، يبدو أن هذا الأمر - أي النظرة المتعالية-  قد حصلت من بعض إقطاعيي الجبل من أبناء العائلات الكبيرة، ولما قامت الثورة السورية الكبرى كان لأحدابناء الطائفة المسيحية دورا كبيرا وهاما حتى أن الجبل يحتفظ بذاكرته الجمعية بمأثرة الرجل العظيمة

ويقدر الخبراء اليوم أن السويداء اليوم التي تتعايش مع المسيحية الأقلية قد تكون غدا مع تاريخ (هنا كانوا),, ولعلي سأخبركم أني أستجمع كل قوتي لأقول وبجرأة اتمنى أن لا تكون متهورة أن مسيحيي الجبل اليوم هم في الغالب مع سلطات الأمر الواقع، مقتنعة بسيرة بعثية معاصرة تروي الكثير عن حلف الأقليات ولا تقدم شيئا يخص دولة القانون والمواطنة

وأعتقد أن الكثير منهم كانوا سلبيين على الاقل ان لم يكونوا متعاونين تماما يدفعهم الى ذلك حس الحماية من فناء محقق.. وفي جانب آ خر يسجل للكنيسة دورها الإغاثي والذي مازلت فيه متسائلة هل الأمر متعلق بالمحبة المطلقة التي أهدتها الفكرة المسيحية للبشرية

أم انه دور من لايستطيع غير هذا الفعل في منطقة منكوبة حتى لا حراك.. أم انه اللعب على مشكلة انهم الطائفة الرحومة التي اضطهدت ومازالت تمضي في جلجلة لاتنتهي، فكأن ألاداء المتعلق بالعطاء والمنح هو طريق الشفقة المضاد للأيديولوجيا

وفيما يخص باقي الألداء كعرب هم قطعا لم يكونوا إلا في دائرة العرفان بالجميل اجتماعيا، وعندما يكون منهم ثائرا اقدر ذلك الموقف العبقري الشجاعة ومن الخطأ أن نتجاوز عند العموم ذلك الحس المتطرف بأن احد من الأكثريات والأقليات لم يقدر افضلياتهم في العلوم والإبداع ومنتهم في بودار يقظة عربية مجهضة

لقد نجحت لعبة البعث في تحييدهم وتم ابتزاز ذلك عبر مواقف دولية بينت أن الثورة في سورية هي حرب طائفية ولم تفلح شخصيات فذة منهم تصحيح الصورة واعتقد أن الأمر يلتقي مع الشعور الغربي المتعالي مع مقولة مقدسة تضع الإسلام كله في صف الإتهام بالتشدد والتعصب وعدم قدرته على إحياء دول معاصرة عمادها القانون . 

وفي السويداء يعتب مسيحيو الجبل على أن المليشيات التي تشكلت لم تقم بحماية شيخ كار التجار (نزيه الشحاذة) كما فعلت مع المختطفين الدروز، وفاتهم أن الأمر من اوله حتى آخره كان الهدف منه ذلك الأمر أي أن ميلشيات الجبل المتعددة ماهي الا فروع تابعة للفروع وعليها القيام بدورها كما ينبغي دور هدام وأحمق عموما يعتمد على إثارة الإنقسامات في الطائفة نفسها فكيف سيكون الأمر اذ تعلق بطائفة اخرى خدمت السلطات كحامية للأقليات... وهنا لابد أن أقول أن مواقف الأقليات عموما تتطلب شجاعة كاملة في تفنيد الحجج وتفصيل الظروف التي لم تكن أي طائفة بريئة بالمطلق من فعلها وأثرها.

التعليقات (3)

    المسيحيون للاسف دعموا المجرمين

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    من الواضح ان تاليه الاورثودوكس والبروتستانت والكاثوليك لادوات قتل اطفال سوريا وحماية المجرم الاهبل من الاورثودوكس هو عمل انتقامي عداءي للانسانية، واستخدامهم لاسراءيل كاداة قتل للمنشقين من الجيش هو مخطط نجس خبيث يجب الوقوف عنده ومااسبابه لان كل الاردنيين المسيح واللبنانيين والشركس كانوا عداءيين لاطفال سوريا وسهلوا قتلهم بطلبهم من روسيا ذلك رسميا عن طريق الكناءس وهناك وثاءق لهذا في بلد اوربي

    هناك تسجيلات من الامن السوري

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    في اوربا سجل الامن _ احدهم اسمه الخوري ، واخوة شاكر وجورج ابو العسلي من المانيا مع ابنه _قاموا بتسجيل شراءط اعطاها الامن العسكري والطيران لمجلس امن اوربا ،خيث اخبروهم ان السوريين ارهابيين ، وكلها احاديث شخصية، وتبنتها فرنسا للحشد الدولي، واحضروا داعش اليهودية الايرانية لاجل شعوبهم كما نكل القذر بوش والنتن الاسود اوباما بهذا الشعب واطفاله من اجل البرطيل ، قاذورات بشرية يجب رميها بالزبالة التاريخية.

    اصلا الاورثوذوكس هم مه صنع الحش

    ·منذ سنتين 4 أشهر
    اسرة الوحش ومخلوف اصول يونانية قبرصية مسيحية ٨٦ بالمائة وعلى الاغلب شركس، والقرداحة اسم مدينة شركسي واسالوهم وهناك الحميدية قرية يونانية وهم يسكنون في منطقة قصر الوحش وامه اسمها انا عيسى وماكلويفي اي الاسد بالاشكنازي وهو مخلوف، وقصة ايران للتضليل، وهم اغبياء وهذا من صفات الاشكناز
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات