وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها أن من بين هؤلاء الذين يحاولون مساعدة أفراد أسرهم، اللاجئ السوري "أبو الياس" الذي يعيش في السويد ويقوم بمجهود كبير للعثور على ابنته الطبيبة "هيلدا نعمان" (25 عاماً) التي كانت في طريقها من سوريا إلى أوروبا لكنها الآن محاصرة وسط الأزمة الناشئة على الحدود البيلاروسية البولندية.
ونقلت رويترز عن "أبو الياس" قوله: إن ابنته أمضت آخر 25 يوماً على الحدود جائعة وعطشى، كما إنها تعرضت للضرب على أيدي حرس الحدود البيلاروسي وتخضع الآن للعلاج، مضيفاً أنها لم تعد تستطيع المشي بعد الآن، فقد تم نزع أظافرها وضُرِبت بعصاً كهربائية تزامناً مع طلب حرس الحدود منهم الذهاب إلى بولندا لكن الأخيرة قامت بإعادتهم.
اتهامات وتجاوزات
وبيّنت أن "أبو الياس" كان هو أيضاً أحد الذين خاضوا تجربة الهجرة واللجوء إلى أوروبا عام 2014 ووقع خلال تلك الرحلة في فخّ المهربين، لذلك فهو يخشى الآن أن تكون ابنته قد لاقت المصير نفسه، فهي بالكاد كانت على اتصال به بعد أن فقدت هاتفها وأخبرته عدة مرات أن السلطات البيلاروسية طلبت من المهاجرين دفع نحو 100 دولار لشحن 20 بالمئة فقط من بطاريات هواتفهم.
وتابعت رويترز، أن "أبو الياس" اتهم الشرطة البولندية بإعادة ابنته ومهاجرين آخرين إلى بيلاروسيا مراراً وتكراراً، مضيفاً أنها على بُعد 40 كيلومتراً لكن بولندا لا تسمح لهم بالدخول وبيلاروسيا لا تسمح لهم بالعودة، وأكد أن ابنته تمكنت مؤخراً من الاتصال به عبر هاتف مستعار وأخبرته بخطتها للذهاب إلى ألمانيا، آملاً أن يجدها هناك لكن ليس لديه أدنى فكرة عما سيحدث.
امتناع عن التعليق
وبحسب وكالة الأنباء العالمية فإن حرس الحدود البولندي لم يردّ على طلبها للتعليق على الحادث، في حين نفت السلطات البيلاروسية ارتكاب أي أعمال عنف ضد المهاجرين في الماضي، رافضة في الوقت نفسه التعليق على موضوع الفتاة المفقودة.
ويتّهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا بخلق أزمة مهاجرين على حدودها الشرقية وذلك عن طريق توزيع تأشيرات في الشرق الأوسط، ونقل المهاجرين ثم دفعهم لعبور الحدود بشكل غير قانوني، فيما تنفي مينسك إثارة الأزمة موضحة أنها لا تستطيع المساعدة في حلها ما لم ترفع أوروبا العقوبات الحالية عنها.
التعليقات (0)